بالرغم من توجيه برامج النصح والإرشاد للمديرين التنفيذين ورواد الأعمال في مجموعة واسعة من الصناعات، هناك خطأ يرتكبه الكثيرون منهم باستمرار، بغض النظر عن نوع العمل التجاري الذي يديرونه.
وهو خطأ منتشر على نطاق واسع بينهم، فهناك 8 من أصل 10 قادة يرتكبون الخطأ ذاته على الأقل، وغالباً ما يترتب عليه تكلفة مالية كبيرة: إنه انشغالهم الكلي بأعمالهم التجارية الحالية، وعدم قدرتهم على التفرغ لإنشاء عمل تجاري جديد. وهذا يعني خسارة في عدد العملاء مع مرور الوقت، وبذل المزيد من المحاولات اليائسة لزيادة العوائد.
ولأنهم لا يحاولون جذب عملاء جدد باستمرار، تتراوح عائداتهم بشكل غير متزن، مما يسبب لهم ضغطاً هائلاً. وبالرغم من أنهم يلقون باللوم غالباً على الاقتصاد أو زيادة المنافسة في مجالات أعمالهم، إلا أن السبب الحقيقي وراء هذه العقبات المالية، يكمن في أنهم لا يستغلون أوقاتهم على النحو الصحيح. فهم يستجيبون للأمور الآنية مثل: طلبات العملاء وشكاوى الموظفين، بدلاً من التركيز على المبيعات الجديدة. وهذا ليس خطأ في ذاته، لولا أنهم يجعلون منها أولوية على حساب المهمة الرئيسة، وهي: تنمية الأعمال والمشاريع. ووفقاً لقول خبير الإدارة بيتر دروكر، فإن الغاية من العمل التجاري هي استقطاب العملاء والمحافظة عليهم. وإذا أمضينا كل أوقاتنا في إدارة عملائنا، فلن يتبقى لدينا وقت كافٍ لجذب عملاء جدد.
من الناحية النظرية، هذا كلام سليم تماماً. لكنك تتسائل على الأرجح عن نوعية الأمور اليومية التي عليك القيام بها لتحقيق هذا الهدف.
وتكمن الإجابة في أن عليك إنشاء نظام يومي بسيط، لمساعدتك في أوقات معينة خلال الأسبوع، على التفكير وبناء أعمال تجارية جديدة، بالإضافة إلى الالتزام بها.
وهناك طريقة رئيسة وفعالة جداً لتنفيذ هذا الأمر، وهي عبر تخصيص الساعة الأولى من كل يوم عمل تحت مسمى " وقت بناء الأعمال التجارية"، وتكريس هذه الساعة للعمل يومياً على المبيعات والتسويق. ويمكنك خلالها أن تمضي الوقت بالتفكير في طرق جديدة، أو بالعمل على تطوير أنظمة المبيعات الحالية.
ومن خلال هذا التغيير الوحيد في جدول أعمالك اليومي، يمكنك تحويل مسارك العملي بعد شهور قليلة، وتحسين استراتيجيتك كلياً. بعد ذلك ستتدفق الأعمال التجارية الجديدة باستمرار، وستصبح ثقتك بنفسك عالية جداً، بالإضافة إلى أن عائداتك وأرباحك ستنمو بشكل كبير.
لكن إن لم تقم بهذا الأمر كما ينبغي، أو حتى بنظام بسيط مشابه له، فمن المرجح جداً أن يستمر عملك بالطريقة نفسها حتى بلوغك مرحلة الخطر. ويعني هذا الأمر لمعظم المديرين التنفيذيين ورواد الأعمال، نمواً بطيئاً وعرضياً. وربما لن تتضرر عائداتهم بشكل كبير، لكنها في الوقت ذاته لن تحقق أي تطور ملموس أيضاً.