يتضح من التعريف العام لمفهوم "تسويق المحتوى" بأنه يمثل المنحى التجاري لقيادة الفكر. وعلى هذا النحو، فهو إحدى أقوى الوسائل لدعم الأعمال الجديدة وتطويرها.
ووفقاً لـ بروس روجرز،أحد أبرز المتخصصين في مجال "قيادة الفكر": "يمكن تعريف "تسويق المحتوى" بأنه عملية ابتكار ونشر رؤى ووجهات نظر هادفة، وممارسات ذات قيمة للفئات المستهدفة. أما الهدف من ذلك كله، فهو الحفاظ على العملاء الحاليين وتنمية الشراكات معهم، وجذب عملاء جدد ذوي ميزات عالية." وبهذا فإن تكريس هذا المفهوم يؤدي إلى زيادة الإيرادات آخر الأمر.
وكما لوحظ من قبل الباحثين، فإن واحداً من العناصر الرئيسة لهذا النوع من التسويق، هو تطوير محتوى يكون الجمهور المستهدف مهتماً به بشكل كبير. ومع تقلص مدى اهتمام كثير من الناس، فإن طبيعة المحتوى لابد أن تكون أيضاً جذابة بما فيه الكفاية للتغلب على المنافسين. أما تطوير المحتوى في حد ذاته، فإنه نادراً ما يكون كافياً وحده للحصول على مكاسب أكبر عند تسويقه.
أما العنصر الثاني فهو "التوزيع". ويوضحه روجرز بقوله: " بصرف النظر عن المحتوى ذي الجودة العالية، تبقى الفرصة لعرض الفرص على العملاء ضرورية جداً. وهناك عدد من القنوات المختلفة التي يمكن استخدامها في هذا المجال. كذلك غالباً ما تكون فكرة نشر المحتوى على أكبر عدد الممكن من القنوات فكرة جيدة." ويضيف: "في كثير من الأحيان عند وضع محتوى عالي الجودة، يتم تحديد الطريقة التي ستتوزع فيها المواد في الوقت نفسه".
أما اليوم، فإن "تسويق المحتوى" هو أمر ضروري في كثير من المجالات للمحافظة على العملاء الحاليين، والحصول على عملاء جدد. ومثال ذلك: تم التحقق من مدى فائدة هذا الأسلوب التسويقي من الناحية التجريبية، عندما يتعلق الأمر بجذب العملاء فائقي الثراء. وقد تجلت ملامح هذه الفائدة بوضوح عندما تمسكت شركات الخدمات المهنية بعملائها الحاليين وعملت على توليد أعمال جديدة.
ومن دون شك، على الشركات أن تجعل من هذا المفهوم جزءاً لا يتجزأ من جهود تطوير أعمالها عموماً، لضمان فرص أعلى في تحقيق أهدافها وطموحاتها.