في كل عام مع إصدار قائمة (فوربس) لمليارديرات العالم، أقوم بالأمر نفسه، حيث أقوم أولاً، بتصفح القائمة لمعرفة فيما إذا كان أي من عملائي ضمن القائمة. بعدها أبدأ بالحلم، وأتمنى أن أكون ضمن هؤلاء الأشخاص الذين يبلغ عددهم 1826 مليارديراً في العالم. وأحلم كيف ستكون حياتي إذا كنت مليارديراً، وكيف ستكون ممتلكاتي من البيوت والطائرات وغيرها؟


وأغوص في حلمي لبعض من اللحظات، ولكن في النهاية فإنه مجرد حلم. والواقع، بأنني سأستمر في القيام بما أفعله الآن وهو مساعدة المديرين التنفيذيين ليصبحوا بأفضل حال يمكنهم الوصول إليه، إضافة إلى الكتابة عن القيادة، ولكن ربما على نطاق أوسع. وفي كل عام حين يصل الحلم إلى نهايته، أكون سعيداً لما أنا عليه الآن، على الرغم من أنني حزين قليلاً، حيث إن المستقبل يشير إلى أنني لن أكون من بين مجموعة المليارديرات.


وعلى كل حال، فإن ثلثي المليارديرات العالم هذا العام هم من الأشخاص العصاميين. وخير مثال على ذلك، عندما غزا الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الكويت في عام 1990، فإن مؤسس (مجموعة الدانوب- Danube Group) رضوان ساجان اضطر إلى مغادرة الكويت التي كان يعمل فيها لمدة 10 أعوام، عندما كان عمره 28 عاماً. وبدلاً من أن يعود إلى موطنه الهند، انتقل إلى دبي، وطلب من زوجته أن تمهله 6 أشهر فقط ليقوم بإنشاء عمله الخاص.


وكان ذلك مخاطرة كبيرة نظراً إلى أن رضوان قد عمل سابقاً بائعاً في شركة عمه، ولم يسبق له إدارة أي مشروع تجاري، فكيف سيكون الحال بشأن بدايته بمشروع. ومع ذلك، فإن الـ6 أشهر قد تحولت إلى 25 عاماً، كما حولته مدخراته التي بلغت 27 ألف دولار، والتي أنفقها على تأسيس الشركة، وفي استئجار سيارة باجيروا مقابل 800 دولار شهرياً، إلى ملياردير. واليوم، تعتبر (مجموعة الدانوب) هي الرائدة في السوق في مجال مواد البناء في دبي.


وبالطبع، فإنه نظراً إلى قلة عدد أصحاب المليارات مقارنة بعامة السكان، فإن الحظ يلعب دوراً مهماً في مثل هذه القصص العصامية. ومن الناحية الإحصائية، فإن الفرص قليلة جداً، ومع العقبات والصعوبات التي تواجهنا، فإننا على الأرجح لن نصبح من بين مجموعة أصحاب المليارات في العالم.


لذلك، ربما كان من الأفضل تعريف النجاح بشكل أكثر شمولية، وتجاوز فكرة أن النجاح هو تحقيق ثروة بالمليارات فقط. فهو يشمل ما حققناه، إضافة إلى الإنجازات التي ساعدنا الآخرين على تحقيقها. ففي نهاية المطاف، هذا ما يفعله القادة فعلاً: مساعدة الآخرين على النجاح.


وبالنسبة لرضوان، وللعديد من الأشخاص، فقد وجدوا في دبي بيئة ترحب وتشجع نجاح الآخرين. وقد امتلكت دبي الشجاعة للقيام بما يجب أن يقوم به كل قائد، من خلال توفير بيئة مثالية للآخرين من أجل التفوق. وقد أصبح العديد من الأفراد أثرياء إلى درجة أنهم يشكلون طبقة اقتصادية كبيرة نوعاً ما. وبالطبع، كان لهذا الأمر مردود اقتصادي على دبي أيضاً.


وينبغي أن تكون مساعدة الآخرين امتداداً طبيعياً لمسؤوليات كل قائد، ولا أعتقد أن هناك فكرة تأسيسية أفضل حول القيادة من فكرة أن دور القائد يكمن في توفير بيئة للآخرين لتحقيق النجاح. وعندما يمثل نجاح الآخرين أولوية بالنسبة لك، فإن نجاحك سيتحقق أيضاً. وبغض النظر عن الوضع، فإن ردة الفعل الأولى للقائد العظيم دائماً تكون في التفكير بالشخص المعني، سواء كان موظفاً أو عميلاً أو رئيساً أو مستثمراً، وفي كيفية مساعدة هذا الفرد على إظهار قدراته وتحقيق إمكاناته.


وفي النهاية فإنك يجب أن تكون ضمن مجموعة القادة الذين يساعدون الآخرين لتحقيق النجاح، من أجل أن تحقق نجاحك.