يدرك كل منا أنه ليس من سبب وجيه يبرر سياسات الموارد البشرية الغير مناسبة أحيانا. ومما يثير الغرابة أننا في عام 2015 ولا زالت بعض المؤسسات ما زالت تدير شؤون موظفيها بعقلية العصر الصناعي.
وبالأحوال جميعها، فإن عالم العمل اليوم آخذ بالتغيير. وكلما تحدثنا عن التغييرات الضرورية ووضعنا الخطط اللازمة لتنفيذها، حدثت بسرعة وبالشكل المطلوب. وبناء على ما سبق، هناك طريقة أولية لبناء مكان عمل إنساني، وهي لا تتم بغير نبذ سياسات الموارد البشرية الماكرة، كما هي في النقاط الآتية:
أسلوب التكديس:
أي شركة لا زالت تكدس موظفيها مثل ألواح الخشب، وتخضعهم لعمليات مستمرة من المقارنة فيما بينهم، لا تستحق مهاراتك؛ فهذه العملية بدائية ومهينة لجميع الأطراف المعنية.
العمل حتى لو كنت مريضاً:
يرى الكثير من أصحاب الأعمال أن كونك مريضاً وتستحق إجازة من العمل أشبه بمخالفة تستوجب الجزاء، حتى لدى الموظف الذي يتقاضى راتباً ثابتاً. إن هذه وسيلة ناجحة لجعل الموظفين يحضرون إلى مكاتبهم وينشرون الجراثيم في جميع الأنحاء، في حين ينبغي لهم أن يكونوا في أسرَّتهم ينالون قسطاً من الراحة والاستشفاء.
غياب التوصيات:
تخيل كيف سيكون شعورك عندما تعمل لدى شركة لمدة 20 عاماً، ليتم بعدها الاستغناء عنك. وبعد ذلك تبلغك الشركة بأنها لن تعطيك أي توصية؟ هذا الأمر يحدث يومياً، بسبب تخوف الرئيس التنفيذي من أن يقوم أحد مديري الأقسام بمنح موظف سابق توصية غير مهنية، وبالتالي تتعرض الشركة لدعوى تشهير. علماً أن الرئيس التنفيذي ما كان ينبغي عليه أن يوزع المناصب على مديرين لا يثق بهم بالأصل، وبدل ذلك عليه أن يعلمهم كيفية منح التوصيات، والتوقف عن طعن الموظفين السابقين في ظهورهم.
سرقة جوائز الموظفين:
إذا كان الموظف يسافر لساعات عدة في الطائرة، فإنه يستحق مزايا السفر المجانية التي تمنحها شركات الطيران تحت مسمى "مكافآت". أما الشركات التي تسرق هذه الجوائز من موظفيها، فلن تتمكن من قيادة فريقها نحو العظمة بمثل هذه الأساليب الخاطئة حتماً، فهناك على الأقل ألف طريقة أخرى أفضل من هذه الطريقة لتوفير المال.
التزمّت بسياسات الحضور:
من الأذكى والأسهل بكثير أن يتم التعامل مع الحضور على أساس الاستثناء، بدلاً من تتبع كل نصف يوم إجازة لعمل أمور شخصية أو عند وفاة أحد الأقرباء. وإذا كان موظفوك يؤدون عملاً معرفياً أو إبداعياً معيناً، فمن سيهتم وقتها فيما إذا كان أحدهم سيغادر قبل انتهاء الدوام بساعة أم لا؟ فمعظم العاملين في مجال المعرفة، يؤدون واجباتهم الوظيفية من المنزل أيضاً، أو أنهم منشغلون بالتفكير به على الأقل. لذلك، تخلص من سياسات الحضور التابعة لعصر الآلة.
التزمّت في معايير اللباس:
إذا كنت لا تثق بأن الموظف يمكنه ارتداء ملابسه بشكل لائق في حال كان لديه الخيار بذلك، فلا ينبغي أن يكون في فريقك في المقام الأول. وعليه، تخلى عن المعيار الصارم للباس الذي قد يشعر الموظفين بالإهانة، وتحدث بشكل عام مع زملائك في الفريق حول حدود اللباس اللائق في مكان العمل.
طلب إجازة الوفاة:
عند حدوث حالة وفاة في عائلة أحد الموظفين، ستمر عليه أوقات عصيبة. فلا تزد من العبء عليه وتصر على رؤية شهادة الوفاة، للسماح له بإجازة مدفوعة الأجر. ومن المعروف أن بعض الشركات تفعل هذا الأمر فعلاً.
فصل الجانب الإنساني عن العمل:
بعض أصحاب الأعمال لا يسمحون لأعضاء فرقهم باستقبال أو إجراء مكالمات شخصية أثناء العمل، بينما لا يسمح آخرون للموظفين باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية على الإطلاق خلال الأوقات نفسها. كما أن بعض أصحاب العمل لا يسمحون لموظفيهم بإحضار نبتة منزلية مثلاً لمكان العمل. والسؤال: من سيرغب بالعمل لدى شركة بهذا الشكل؟ المشكلة أن الكثير من الشركات تجهل حقيقة مهمة لدى الزبائن والمساهمين الخاصين أيضاً فضلاً عن الموظفين أنفسهم، وهي أن الشركة تقدر الجانب الإنساني في العمل.