التدريب و نظام إيزو
إن مواصفات إيزو* تولي أهمية كبيرة لتدريب المورد البشري، ذلك من أجل الوفاء بمتطلبات تلك المواصفات، التي يكون الهدف منها ضمان القدرة على إنتاج الجودة .
و الجدير بالذكر أن هناك ثلاث نماذج لمعايير إيزو وهي 1 :
1- إيزو 9001 : نظام الجودة، نموذج للتأكد من الجودة بشأن التطوير و الإنتاج و التركيب و الخدمة .
2- إيزو 9002 : نظام الجودة، نموذج للتأكد من الجودة بشأن الإنتاج و التركيب.
3- إيزو 9003 : نظام الجودة، نموذج للتأكد من الجودة في المراحل النهائية من الفحص و الاختبار.
فهذه النماذج هي التي تمنح عنها شهادة التسجيل ، أما النماذج 9000، 9004 فهي نماذج إرشادية. و قد ركزت معايير إيزو الثلاثة على ضرورة تنمية مهارات العاملين على جميع المستويات الإدارية، فالعناصر المكونة للنموذج 9001 على سبيل المثال، كلها تؤكد على الأهمية القصوى لدور المورد البشري مع التأكيد الدائم على أن تكون مؤهلة و مدربة.
ويعد التدريب من أساليب تحسين الجودة في الشركات2، فيتم تطويرالبرامج التدريبية بحيث تتغلب على انخفاض المهارات الموجودة والتي تنعكس في انخفاض جودة ومستوى المنتج، أوفي الزيادة الواضحة في معدل الأخطاء في العمل ، لذلك يجب حساب أثر التدريب الموجه لتحسين الجودة .
*تشكل كلمة ايزو الحروف الثلاثة الأولى من المنظمة الدولية للمواصفات، وهي منظمة تستهدف رفع المستويات القياسية ووضع المعايير والأسس والاختيارات و الشهادات المتعلقة بها من أجل تشجيع تجارة السلع والخدمات على المستوى العالمي.
1- منظمة العمل العربية، مجلة العمل العربية، العدد 60، فيفري 1995،ص:19.
2- فريد راغب النجار،إدارة الإنتاج والعمليات و التكنولوجيا: مدخل تكاملي تجريبي، مكتبة الإشعاع للطباعة والنشر والتوزيع، الإسكندرية، 1997،
ص:401.
قد يظهر تحسين الجودة على عناصر منها1 :
- الفاقد أو العادم : إن التكلفة الأكثر وضوحا للإنتاج الرديء هو الفاقد المحصل نتيجة لأخطاء العمل، فالمنتجات المعيبة، والمواد الخام الفاسدة وأوراق العمل المهدرة، كلها نتائج للمستوى الرديء في الإنتاج، هذا الفاقد يتحول إلى قيمة يمكن استخدامها عند قياس أثر تحسين الجودة؛
- إعادة العمل : كثير من أخطاء العمل تكون مكلفة نتيجة لإعادة العمل بهدف تصحيح هذه الأخطاء، ومن الأعمال التي تكلف إعادتها كثيرا تكون عندما يصل المنتج للمستهلك ثم يتحتم رجوعه للتصحيح، أو عندما يتم تنفيذ برنامج بتكلفة عالية ثم يتضح احتواؤه على أخطاء. وعند تحديد تكلفة إعادة العمل يجب الاهتمام بالعمل وبالتكلفة المباشرة، فالحصول على فريق عمل لتصحيح الخطأ يمكن أن يكون عبئا ؛
- عدم رضا العميل : يمثل خسارة كبيرة للمؤسسة عندما تحدث أخطاء، وأحيانا قد تسبب الأخطاء انصراف العملاء إلى من يقدمون الأفضل من المنافسين ومنه فقدان العمل كله؛
- ضمان مسؤولية المنتج: في السنوات الأخيرة ارتفعت جدا قيمة التأمين على ضمان المنتج نتيجة لزيادة القوانين التي تحكم قطاع الأعمال، وكلما زاد اهتمام المؤسسة بعلاج النقائص والأخطاء في المنتج كلما ارتفعت قيمة ضمان مسؤولية المنتج، لذلك فان تحسن الجودة ينعكس في صورة انخفاض في شكاوي المستهلك ؛
- الخسائر الداخلية: هي الخسارة التي تسببها أخطاء الموظف، فمثلا الزيادة في المبالغ المدفوعة للمورد تمثل خسارة لا يمكن تغطيتها ، فهي لا تستوجب إعادة العمل، ولا ينتج عنها فاقد .
- الحالة المعنوية والنفسية : عندما تحدث أخطاء، يشعر بعض الموظفين بعدم ملاءمة المنتج وعدم القدرة على الانتفاع به، أي عدم نجاعة المجهودات المبذولة، وبالتالي عدم الرضا عن الذات، كما أن تصحيح الأخطاء بدل الانطلاق في عمل جديد، يحط من المعنويات .