كيف نبدأ الاشراف *

بافتراض أنك جديد على وظيفة الإشراف فإن إحدى الطرق للبداية هي أن تعلم كل ما تستطيعه عن العاملين. ويمكن اعتبار هذه الفكرة مبدأ للإشراف مثلما وردت في بعض الكتب والكتيبات التي تعالج الموضوع.

وإذا كان واجبك ارشاد العاملين والعمل معهم, كان من البديهي أنك تحتاج إلى معرفة الكثير عنهم حتى يمكنك القيام بعمل ناجح فيجب عليك أن تعرف شيئا من خلفيتهم، وتعليمهم، وفلسفتهم، وعاداتهم، واتجهاتهم نحو عملهم، ومطامحهم. وكذلك شيئا عن حياتهم الأسرية والإجتماعية وهكذا. . . . وقد يبدو هذا أمراً كبيراً، ومن الواضح أنك تستطيع معرفة كل شيء عن كل شخص تشرف عليه – لكنك يجب أن تعرف ما يساعدك على التأكد إلى درجة معقولة من التصرف المحتمل لكل منهم في موقف معين، ومن الإستجابة المتوقعة من كل منهم تجاه ارشادك. و كيفية معرفة كل هذه الأشياء متروكة لك أنت – والمشرف العاقل يعرف ما يبحث عنه، ومتى يسأل أسئلة مباشرة، ومتى يتحاشى الأسئلة، ومتى يستمع. أما المشرف الفاشل هو الذي يتسرع في الحكم على رجاله ويصنفهم بلا دراسة.

ومن الأفكار الهامة التي يجب أن تعيها و أنت تعمل مع العاملين أن كل شخص يختلف عن كل الأشخاص الآخرين. ويقول هذا الكلام كل منا للآخر ومع ذلك فنحن نميل بشدة إلى تصنيف الناس إلى أنماط تتميز بعنصر واحد من عناصر الشخصية. فتتحدث مثلا عن المنطوي والمنبسط عن الذكي، وعن العادي، عن الأمين وغير الأمين من الناس، كما لو كان من الممكن تصنيف الناس بهذه البساطة. ويميل كثير منا إلى تصنيف الناس حسب نظراتهم. ولا يتسم كل هذا بالحكمة لأننا يجب أن نحكم على الناس من أفعالهم، ومن تفكيرهم، ومن تصرفاتهم. ولايجب أن نصدر حكمنا عليهم مسبقاً طبقا لمعادلة أو مفهوم شعبي خاطئ.

وعلاوة على ذلك تذكر أنك لا ترى العاملين إلا بعض الوقت، فبيوتهم وأسرهم ووسائلهم في الترفيه ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهم. وأنت قد تراهم لمدة ثمان ساعات من أربع وعشرين ساعة، ولمدة خمسة أيام من سبعة ولكن هذا الوقت ليس الجانب الأهم في حياتهم. إن رجالك بشر متكاملون، وليسوا مجرد موظفين في الوحدة التي تشرف عليها في الهيئة.

وعلى أساس ما تعرفه عن كل من هذا المجموع البشري الفريد الذي توجه عملهم تستطيع أن تتقدم بثقة متزايدة عندما تفهم كل فرد فيهم. ولا يعني هذا أن رد الفعل عند شخصية لا يمكن أن يتشابه في موقف معين. الواقع أن الآدميين يتصرفون بطريقة متشابهة في ظروف معينة. وتقوم مبادئ الإشراف على هذه الحقيقة- ومع ذلك فإن الأفراد من الأرجح أن يستجيبوا لإرشادك إذا عاملتهم كأفراد وليسوا كعمال، أو موظفين أو مرؤسين.


* المصدر غير محدد.