إعادة هندسة الموارد البشرية Human Re-Engineering
تحديات جديدة في مجال إعادة توزيع الموظفين
New Challenges in the Area of Staff Redeployment

لقد وصلت مؤسسات الاتصالات إلى مرحلة البحث عن تغييرات استراتيجية للنمط التقليدي مثل: التوسع الأفقي والرأسي لخدماتها الموجودة، واستبدال التقنيات الموجودة أو تغييرها، وإدخال خدمات جديدة و / أو الاستغناء عن خدمات موجودة، وتحسين الإنتاجية، وغير ذلك. ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يتعداه إلى رؤية المؤسسة كوحدة متكاملة (متضمنة الرؤية، والرسالة، ونظم الإدارة) تتعرض لعملية مراجعة وإعادة تصميم مستمرة (إعادة هندسة).

وضمن هذا السياق الجديد فان نظام إعادة توزيع الموظفين يتعرض لسلسلة من التحديات الجديدة. ويجب على برامج إعادة توزيع الموظفين أن تجد طريقة لخلق وحدة دائمة لإعادة توزيع الموظفين ضمن المؤسسة، وتلعب هذه الوحدة دورا لا يقبل الجدل في إدارة الموارد البشرية للمؤسسة.

إن عملية تناول المفاهيم المذكورة أعلاه والمتعلقة بإعادة توزيع الموظفين وتكيفها مع المتطلبات الجديدة للمؤسسة تبعا لإعادة هندسة الموارد البشرية يمكن أن تأخذ شكل نظام. حيث يتم وضع البرامج وتنفيذ الآليات اللازمة، مع التأكيد على إعادة التكيف المستمرة لسجل الموارد البشرية لتتلاءم مع حاجات المؤسسة الناتجة عن إدخال نماذج تنظيمية جديدة في قطاعاتها المختلفة.
ويبدأ نظام إعادة توزيع الموظفين من الموارد البشرية الموجودة حاليا في المؤسسة. ومن رؤية الوضع المستهدف (أهداف المؤسسة وخططها، التنبوء بالكادر المطلوب)، مع التطلع للتخطيط لتبديل مواقع مثالي للموارد البشرية الموجودة بشكل كامل. وفي هذه الطريقة لن يتم فقط توزيع الموارد البشرية طبقا لاحتياجات الشركة بل طبقا لتلك المجالات التي يمكن الاستفادة فيها من الإمكانات الفنية والبشرية إلى أقصى حد ممكن.

وتتطلب إعادة توجيه العنصر البشري أن يكتسب الموظفون أو يعدلوا في مجالات معينة من معارفهم ، وقدراتهم، ومواقفهم، ومهاراتهم، إذا ما أرادت مؤسسه الاتصالات تنفيذ رسالتها والحفاظ على تكيفها في بيئة تنافسية.

يتبين مما سبق أن إدارة إعادة توزيع الموظفين مرتبطة بالتخطيط للموارد البشرية للمؤسسة وأنشطة التطوير والتدريب. ويساعد التنسيق المستمر مع الإدارة المسؤولة عن تخطيط الكادر الوظيفي في تنفيذ برامج متوسطة الأمد لإعادة توزيع الموظفين والمصممة لتلبية متطلبات الموارد البشرية المتغيرة باستمرار، وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للعنصر البشري المتوفر.

ولا يعتبر إنشاء وحدة خاصة لإعادة توزيع الموظفين في المؤسسة مبررا إلا إذا اعتبر هذا النشاط نظاما يعتمد على التخطيط المسبق. وتؤدي نشاطات إعادة توزيع الموظفين التي تنفذ لغرض خاص استجابة لحاجات أو للمشكلات ضمن قطاع ما، إلى برامج لحل مشكلات محددة على المدى القصير دون محاولة الاستخدام الأمثل للعنصر البشري في المؤسسة.

ولا تؤدي وحدة إعادة التدريب التي تعمل على أساس بيانات التنبوء بالموظفين القصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد إلى إيجاد حلول مناسبة للمشكلات، بل يؤكد على أن معظم هذه المشكلات لا تظهر من خلال توقع ظهورها والإعداد وتنفيذ برامج إعادة توزيع الموظفين الضرورية.

فإذا كان هناك تنسيق وثيق بين تخطيط الموظفين والتدريب وتطوير الموارد البشرية ونظام إعادة توزيع الموظفين، فان نظام إدارة الموارد البشرية سيتمكن من تحقيق أهم أهدافه الطموحة وهو التأكد من حصول المؤسسة على الكادر الوظيفي الذي تحتاجه من حيث العدد والمؤهل المناسب في الوقت المناسب.

إن التخطيط الصحيح لأنشـطة إعادة توزيع الموظفين كما هو الحال في أنشطة تطوير وتدريب الموارد البشرية يشكل الفرق بين وضع يمثل تزويد الخدمة المناسـبة في الوقت المناسب لباقي إدارات المؤسسة، وبين وضع "إطفاء النار" حيث تصبح الوظيفة الوحيدة هي التعامل مع مشكلات يومية.