اختلف الباحثون في تحديد عدد العمليات التي تتضمنها إدارة المعرفة، فهناك من يشير إلىإنها أربعة عمليات بينما يتوسع بها آخرون لتشمل أكثر من ذلك. ومن جانبنا فقد ارتأينا أن ننتقيعدد من العمليات التي تتفق مع موضوع ومجالات الدراسة الحالية كما هو مبين أدناه. فقد أشاركلا من علواني (316-313:2001)، والعلي وآخرون (45 -40 :2006) إلى انه يمكن النظرإلى عمليات إدارة المعرفة كدورة متتابعة مكونة من أربع عمليات هي:
1-عملية تشخيص المعرفة: تعتبر هذه العملية من أهم عمليات إدارة المعرفة والتي تبدأبتعريف المعرفة، والبحث عن مكان وجود تلك المعرفة هل هي في رؤوس العاملين أم فيالنظم أم في الإجراءات، إضافة إلى تحقيق المقارنة بين موجودات المعرفة الحالية فيالمنظمة وموجودات المعرفة المطلوبة للمنظمة، حيث أن هذا الفارق يمثل مقدار الجهودالمبذولة التي تحتاجها المنظمة للوصول إلى الابتكار المنشود.
2-اكتساب المعرفة: يقصد باكتساب المعرفة تلك العملية التي تسعى المنظمة من خلالها إلىالحصول على المعرفة. وتتعدد مصادر الحصول على المعرفة وتتدرج ما بين المعرفةالضمنية والمعرفة الصريحة.
واقع تطبيق عمليات إدارة المعرفة...
3-تخزين واسترجاع المعرفة: قد تبذل المنظمة جهداً كبيراً في اكتساب المعرفة، إلا أنها قدتكون عرضة لأن تفقدها سواء بالنسيان أو تعثر سبل الوصول إليها. ومن هنا فإن تخزينالمعرفة واسترجاعها عند الحاجة يشكل عنصراً هاماً
4-نقل المعرفة: المعرفة في حاجة إلى ترتيبات تنظيمية وثقافة تنظيمية مساندة لنقلها وتقاسمهافي أرجاء المنظمة.
5- تطبيق المعرفة: يعنى تطبيق المعرفة جعلها أكثر ملائمة للاستخدام في تنفيذ أنشطة المنظمةوأكثر ارتباطا بالمهام التي تقوم بها. ومن الملاحظ أن الدراسات والأبحاث الخاصة بإدارةالمعرفة لم تعط اهتماماً كبيراً لهذه المرحلة من عملية إدارة المعرفة، استناداً إلى أنه منالمفترض أن تقوم المنظمة بالتطبيق الفعال للمعرفة والاستفادة منها بعد إبداعها وتخزينهاوتطوير سبل استرجاعها ونقلها إلى العاملين . وأضاف أبو فارة وعليان (2007) العملياتالتالية لإدارة المعرفة
5-عملية تخطيط المعرفة: تتعلق برسم الخطط المختلفة ذات الارتباط بإدارة المعرفة، ودعمأهداف إدارة المعرفة والأنشطة الفردية والمنظمية، والسعي إلى توفير القدرات والإمكانياتاللازمة لسير الأعمال بكفاءة وفاعلية، وتوفير الطواقم الخبيرة المتخصصة، وتحديدالتسهيلات التكنولوجية اللازمة.
6- عملية تنظيم المعرفة: يقصد بعملية تنظيم المعرفة تلك العمليات التي تهدف إلى تصنيفالمعرفة، وفهرسة أو تبويب المعرفة ورسم المعرفة.
7- تقاسم وتشارك المعرفة: يشير تقاسم وتشارك المعرفة إلى تلك العملية التي يجري منخلالها تقاسم وتشارك المعرفة الصريحة من خلال تشارك في الوثائق والبيانات، ويتم ذلكمن خلال التفاعل بين الموظفين عبر اللقاءات والبريد الإلكتروني وغير ذلك، أما المعرفةالضمنية فيتم تبادلها من خلال التدريب والتفاعل الاجتماعي المباشر. ويشير أبو فارة وعليان(2007) إلى أن تقاسم وتشارك المعرفة يعني التحويل الفعال للمعرفة، أي أن باستطاعةمستلم المعرفة أن يفهمها بشكل كاف ويصبح قادرا على القيام بالفعل بموجبها، والمشاركةبالمعرفة من الممكن أن تأخذ مكانها من خلال الأفراد والمجموعات على حد سواءوالوحدات الإدارية داخل المنظمات.
8- عملية تحديث وإدامة المعرفة: تركز عملية تحديث وإدامة المعرفة على تنقيح المعرفةونموها وتغذيتها، ويجب أن يتضمن نظام إدارة المعرفة وسائل التحديث والإضافة والتعديلوإعادة التصحيح، وأن تكون المعرفة قادرة على التنامي والتجدد. ولا بد من التأكيد على أنالمحافظة على المعرفة أمر حيوي ومهم جدا، خصوصا في المنظمات التي تعتمد علىالتوظيف أو الإستخدام بنظام العقود المؤقتة أو الاستشارات الخارجية.
9- عملية متابعة المعرفة والرقابة عليها: تتعلق هذه العملية بالأنشطة ذات العلاقة بالسيطرةوالرقابة على الجهود المرتبطة بإدارة المعرفة ودعم هذه الجهود وتوجيهها بالإتجاه الذييعظم دور إدارة المعرفة وتأثيره في الأداء، وتتحدد أنشطة هذا المحور في ضوء رؤيةالمنظمة وأهدافها، وحتى تحقق المنظمة النجاح المطلوب فإنه ينبغي أن تتبنى مدخلا شاملامتكاملا في إدارة المعرفة.