يــرى (بــاري) انــه علــى الــرغم مــن الإشــارة إلــى صــعوبة القيــام بــذلك بطريقــة صــحيحة , فلمــاذا تحــاولالمنظمات ربط دفع المرتبـات أو المكافـآت بمـستوى الأداء , ولمـاذا يمثـل ذلـك اتجاهـا متزايـدا بوضـوح ,بـصفة خاصـة فـي القطـاع العـام وبـالأخص فـي تلـك الأجـزاء التـي تـم خصخـصتها مـؤخرا , مـن الممكـن أنيكون لتقديم أسلوب الدفع المرتبط بمستوى الأداء عدد من الأهداف منها :
- أ تحفيـز المـوظفين حيـث انــه سـوف يلاحـظ أن المكافــآت مرتبطـة ارتباطــا مباشـر مـع الجهـد الـذييبذلونه.
ب- رفع درجة التركيز لدى الموظفين على أهداف المنظمة والتزامهم بتحقيقها. ت- المساعدة في تطوير ثقافة أداء وتعزيز الثقافة الموجودة .
ث- مكافأة ما يقوم به الأشخاص من إسهامات في النجاح الذي تحققه المنظمة.
ج- المساعدة في تعيين والمحافظة على مجموعة العاملين المتميزين بالكفاءة العالية .
ح- ضمان أن المكافآت تسير مع أداء المنظمة.
خ- تحقيق العدل حيث انه سوف يكون من الرضا للجميع تحفيز من يجتهد .
د- التشجيع على التركيز على أداء الفرد أو الفريق.(باريكشواي 2002- ص108و109 )
وتـشير الدراسـات إلـى أن الاهتمـام بموضـوع الحـوافز بـدا مـع بدايـة الفكـر الإداري ممـثلا بحركـة الإدارةالعمليـةكحركـة متكاملـة, وقـد تطـور ذلـك الاهتمـام مـع تطـور الفكـر الإداري , وقـد أشـار (الهيتـي) إلـى أنالحوافز أصبحت أكثر أهمية في الوقت الحاضر للأسباب الآتية:
زيادة حدة المنافسة بين المؤسسات على الموارد البـشرية التـي يـتلاءم اسـتخدامها مـع التطـورات التقنيـةوبخاصـة تلـك التـي تتطلـب حفـز العـاملين علـى تطـوير قـدراتهم ومعـارفهم. فـالحوافز تلعـب دورا رئيـسا فـيانتقـاء العناصـر الـصالحة للعمـل ووضـعهم فـي المكـان المناسـبكمـا أنهـا تلعـب دورا مهمـا فـي دفـع تلـكالعناصر باتجاه تحسين الأداء بشكل عام.
غموض مفهوم ومضمون عمليـة التحفيـز , وذلـك لارتباطهـا بمجموعـة مـن العوامـل النفـسية والاجتماعيـةوالتنظيمية المعقدة والمتشابكة (. الهيتي2005-ص253 .)ويـرى العــلاق أن أهميــة الحــوافز تــتلخص فــي أن الاهتمــام بدراســة تحفيــز العــاملين تفرضــه الرغبــة فــيتحسن أدائهم ورفعكفاءتهم الإنتاجية بما يكفل تحقيق الأهـداف , وهـذا يعنـي انـه مـع فرضـية تـوافر القـدرةلدى الشخص على العمل إلى جانب توافر المعلومات لديه , فإننـا لا نـضمن مـعكـل ذلـك الحـصول علـىأداء جيد, لان ذلك مرهون بالدور الذي يلعبه عامل جـوهري يتمثـل فـي الحـوافز, حيـث أن العـاملين تتـوافرلـديهم الرغبـة فـي العمـل عـن طريـق تحفيـزهم علـى الأداء الفعـال, ولهـذا فـإن الإدارة الحريـصة علـى تحقيـقأهـــــدافها يجـــب أن تـــــسعى ً جاهـــدة باتجـــــاه وضــــع نظـــام عـــادل للحـــوافز الماديـــــة والمعنويـــــة للعـــــاملينفيها.(العلاق20 08-ص314).
كمـا أشـارت دراسـة ( الوابـل2005 - م ص15و 16 ) إلـى أن هنـاك مجموعـة مـن الأهـداف التـي نـستطيعتحقيقها من خـلال الحـوافز , وهـذه الأهـداف هـي نفـسها التـي تظهـر أهميـة الحـوافز , وتـتلخص فـي التـالي :-
المساهمة في إشباع حاجات الأفراد أو العاملين ورفع روحهم المعنوية بما يحقق ذلك هدفا إنسانيا فـيحد ذاته , وغرضا رئيسيا لـه انعكاسـاته علـى زيـادة الإنتاجيـة لهـؤلاء الأفـراد , وتعزيـز انتمـاءاتهم وعلاقـاتهممع المؤسسة وإدارتها ومع زملائهم في العمل وكذلك مع أنفسهم.المساهمة في التحكم في سلوك العاملين بما يضمن تحريك هـذا الـسلوك وتعزيـزه أو توجيهـه أو تعديلـهأو تغييره , أو حتى إلغائه حسب المصلحة المشتركة بين المؤسسة والعاملين فيها.
المساهمة في تعزيز العاملين لأهداف المؤسسة أو سياستها وتعزيز قـدراتهم وميـولهم الكيفيـة معهـا, لانُ العـاملينكثيـرا مـا يـسيئون فهـم الإدارة ويخـضعون ممارسـاتها إلـى تفـسيراتكثيـرا مـا تكـون هـذه التفـسيراتخاطئة , ممـا يولـد مناخـا ملبـدا بـسوء الفهـم والعدوانيـة والـسلبية بـين الطـرفين , وبـصورة تـنعكس سـلبا علـى. ً
المؤسسة والعاملين معا , وقد تكون مدمرة أحيانادفع العاملين لإظهار المزيد من الاهتمام بالعمل الذي يقومون به للوصول و استخدام أفضل لطاقتهموقدراتهم مما يزيد من إنتاجية المؤسسة في الحجم والكم , ويحسن من خدماتها وعطائها في النوع ,الأمر الذي تنعكس أثاره الايجابية على زيادة دخل العاملين , وأيضا زيادة إيرادات المؤسسة في نفسالوقت.
إن الحوافز هي التي ترسم للإفراد اتجاهاتهم وغاياتهم وتوجهاتهم في تحديد طبيعة العمل الذييختارونه , وتحديد مدى قوة الاستجابة لديهم للجهد المبذول للوصول إلى هدف معين , كما تحددمدى الاستمرارية في إتباع أسلوب وسلوك معين , وكل ذلك يقصد به تحقيق أفضل تكيف ممكن مع البيئةالخارجية.
تعد الحوافز مقوما أساسـيا فـي المؤسـسات المبدعـة , وركيـزة رئيـسية لوجـود الإبـداع وتنميتـه , فـالمحورالجوهري للمؤسسات المبدعـة يقـوم تبنيهـا لبيئـة تنظيميـة تعطـي الاتجاهـات الإبداعيـة شـرعيتها وتبلورهـا مـنمنهجين هما منهج فكري ومنهج عملي يقومان على قـيم وممارسـات وظيفيـة تغـرس وتوصـل الإبـداعكهـدفمتجــدد ومطلــوب , ويكــون ذلــك مــن خــلال حــوافز مــشجعة وأســاليب ونظــم تعمــق إيمــان العــاملين بهــذهالمبادئ , لذا تشترك المؤسسات المبدعة في العديد من القيم والمبادئ من أهمها:
أ- الرغبة في الانجاز وإعطاء الأسبقية والأولوية دائما للعمل والأداء لتحقيق الأهداف.
ب- إعطاء أسبقية متميزة لتنمية قدرات وحفز العاملين للأداء المتميز.
ج- توزيع الحوافز بشكل عادل يضمن وصول الحق إلى أصحابه المجتهدين.
د- تأصيل مفهوم الإنتاجية وتنمية قدرات العاملين ومشاركتهم .
في النتائجالأمر الذي يمكن معه القول أن قدرة المؤسسات على تحقيق أهدافها تتوقف إلى حـدكبيـر علـى نجـاحالإدارة فـي تـوفير القـدر الكـافي مـن الدافعيـة لـدى الأفـراد العـاملين ووضـع نظـام فعـال للحـافز يوجـه لإثـارةالدوافع التي بدورها تدفع العاملين للإنتاج والإبـداع وتحقـق لهـم الرضـا عـن ذلـك العمـل وبمـا يـشعر العامـلبأنه جزء لا يتجزأ من هذه المؤسـسة , ونجاحهـا يعتبـر نجـاح لـه , وفـشلها فـشل لـه، فـإذا اسـتطاعت الإدارةأن توصل تلك المفاهيم إلـى العـاملين فـستكون قـد وضـعت يـدها علـى أكبـر حـافز لهـم، كمـا إن اقتنـاعكـلً ً عامل بأنه عضو مهم في المؤسسة يشعره بأهميته بالنسبة لهـا وسـيكون ذلـك دافعـا كبيـرا لتحـسين أدائـه فـيكيفيـة أدائـه لـذلك العمـل والمـساهمة بـشتى الطـرق ً عملـه، بـل سـيزيده إصـرارا علـى الابتكـار والإبـداع فـيُ لتحقيق الأهداف، ولذا فالمدير الناجح هـو الـذي يـشعركـل عامـل معـه مهمـاكـان دوره بأنـه عـضو مهـم فـيالمؤسسة وأن عمله هو أهم الأعمال، وإذا تمكن هذا الشعور مـن العـاملينككـل فـي المؤسـسة فـإن الإدارةقد تكون نجحت بدرجةكبيرة في تحقيق أهدافها بدرجة عالية من الكفاءة .
طالمــا أن العــاملين هــم الوســيلة الأساســية لأداء الأعمــال وبلــوغ الأهــداف ، فإنــهكلمــاكانــت صــورةالمؤســسة إيجابيــة لــديهمكلمــا أدى ذلــك إلــى رفــع الــروح المعنويــة وبالتــالي الارتقــاء بــأدائهم إلــى أعلــىالدرجات باعتبارهم جزاء لا يتجزءا منها.