ينظر رواد الأعمال إلى عروض الاستحواذ المحتملة بأهمية كبيرة، فحين يعرب أحدهم عن اهتمامه بشراء شركة، يبدو الأمر وكأنه أعظم برهان على تميز أفكاره الريادية وجهوده وفريقه. لكن من ناحية أخرى، يمكن لهذا الأمر أن يؤثر على صحة القرار الذي يتخذه المؤسسون، ويؤدي إلى حدوث مشكلات كبيرة لديهم، فالمشترون المحتملون ليسوا دائماً كما يبدون في الظاهر.
إذا بدا لك أن الأمر لا يصدق فلعله كذلك فعلاً:
دائماً ما تكون عملية الاستحواذ شاقة لدى جميع الأطراف المعنية؛ إذ يضطر المشترون إلى التعامل من خلال عملية الاحتياط الواجب، ويضطر البائعون إلى التعامل مع مسائل التقييم وأصحاب الأسهم والشكوك المحيطة بهم. لهذا على رواد الأعمال الانتباه جيداً عندما تجري العملية بسرعة وبشكل غير طبيعي، أو عندما تبدو الأمور سهلة للغاية. وهناك حكمة قديمة تقول أنه إذا بدا لك أن الأمر لا يصدق فمن المحتمل أن يكون كذلك فعلاً.
كل شيء يندرج ضمن أحد خيارين: إما البناء وإما الشراء.
يميل المؤسسون إلى تثمين شركاتهم، سواء من الناحية المالية أو غيرها بصورة مفرطة. لكن ينبغي لكل من لديه نية في الاستحواذ، أن يقرر أولاً ما إذا كان يريد تجربة وإنشاء منتج أو خدمة أو تحقيق إيرادات فقط. وصحيح أن بعض المشترين المحتملين يتسمون بالشفافية والصدق حول هذا القرار. إلا أن العديد منهم على غير ذلك؛ إذ يستغلون مناقشات الاستحواذ لسرقة الأفكار في الوقت الذي لا يدرك فيه رواد الأعمال الساذجون هذا الاحتمال. وبالأحوال جميعها عليك الانتباه، إذ يمكن للشركات الأخرى إعادة إنتاج المنتج الخاص بك، ونسبته إلى نفسها.
لا تتحمس كثيراً:
أن يسيطر عليك الحماس ليس بالأمر الجيد. كما يمكن لهذا أن يؤثر على أداء رواد الأعمال وتشتيت انتباههم وارتكاب أخطاء استراتيجية فادحة، وتضييع مبالغ مالية يمكن الحصول عليها. وبدلاً من ذلك، يحتاج المؤسسون إلى تهدئة حماسهم قليلاً لتحقيق السيطرة الكاملة على هذه الفرصة.
أما بالنسبة إلى رجال الأعمال والمستثمرين على حد سواء، فيعد توجيه خطة العمل نحو بيع ناجح مشروع مهم. وفي أكثر الأحيان، الاستحواذ من قبل الشركات الكبيرة والأكثر استقراراً، يمثل الطريقة الأسرع لتحقيق ذلك الهدف. مع ذلك، فإن عملية الاستحواذ محفوفة بالتحديات، والفشل في فهم الفروق الدقيقة وعقبات البيع يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة.