يومًا ما وعلى هامش أحد المؤتمرات العالمية تقابلت مع أحد أكبر رجال الأعمال العرب من حيث حجم الاستثمارات التي لهذا الرجل، فقال لي إنه يحرص على أن يحضر دورة إعداد المدربين مرة كل سنتين على الأكثر! فتعجبت من ذلك سائلاً إياه وبتعجب شديد عن السبب وخاصة أنه ليس بحاجة إلى زيادة دخله أو ما إلى ذلك من الأسباب التي قد تدفع ببعض محترفي التدريب لتعلم وتلقي دورات إعداد المدربين، ولكن الرجل أجابني وبثقة أن السبب في ذلك أنه يدير مجموعة من أكبر الشركات في الوطن العربي والتي تضم عددًا كبيرًا من الموظفين ذوي الجنسيات العربية والأجنبية المختلفة، وهو يرى أنه يحتاج إلى مضاعفة الجهود لتوصيل المعلومات وتغيير القناعات وإكساب المهارات. ومن يومها تعلمت من هذا الرجل الملياردير العربي الناجح أن المدير يحتاج وبشدة لمهارات التدريب ودورات إعداد المدربين كذلك، كما تعلمت منه أن دورات إعداد المدربين لا تؤخذ مرة واحدة في العمر كما يفعلها كثير من المدربين وللأسف الشديد ولعل هذا من الأسباب التي دفعتني لأخذها كل فترة ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات تقريبًا خلال الثماني عشرة سنة الأخيرة من العمر. حقًا إن هؤلاء النخب من رجال الأعمال الناجحين لهم قوانينهم وقواعدهم التي أوصلتهم إلى هذا النجاح بعد فضل الله من غير شك.
إن التدريب بالمشاريع قد حل الكثير من التحديات والصعوبات الإدارية التي يقابلها المديرون ولعل من أهمها ما يلي:
•تقلل المشاريع الإدارية المؤقتة من مخاطر تشكيل إدارات جديدة على الهياكل الإدارية.
•تساعد المشاريع في تقليل الفاقد من الاستثمارات طويلة الأجل والمستمرة.
•تسمح المشاريع بتجاوز بعض الإجراءات والعقبات القانونية واللائحية التي قد تحيل بين بعض المهام المشتركة وغير ذلك مما لا تتيحه المشاريع.
•تعتبر المشاريع أكثر فعالية في الاستفادة الأمثل من الوقت والجهد والتكاليف عما يمكن تحقيقه من الأساليب التقليدية السابقة والمثبتة على الهياكل الإدارية بالمنظمات.
•يساهم التدريب بالمشاريع كأحد الأساليب والحلول الإدارية المبتكر والمتبعة بالشركات العالمية الناجحة في تقليل خطورة الاعتماد على القيادات غير المناسبة من خلال التتبع الدقيق لفرق تنفيذ المشروعات قبل توليتهم المهام القيادية والتنفيذية الفعلية بالمراكز الإدارية المختلفة بالمنظمات والشركات بموجب قرارات تعيين وترقية يصعب أو يستحيل تغييرها أو إلغاؤها فيما بعد.