إنّ ثمار العلم الجماعي وفوائده كثيرة نذكر منها: العمل الجماعي قوّة للفرد والمجتمع؛ فالمجتمع الذي ترى أفراده مجتمعين متوّحدين هو أكثر المجتمعات القادرة على العطاء والبذل، كما أنّه أكثر المجتمعات قدرة على تجاوز نقاط الضّعف وسدّها، وكما قال الشّاعر: تأبى العصي إذا اجتمعن تكسّرًا وإذا افترقن تكسّرت آحادًا العمل الجماعي يعطي المجتمع والوطن هيبةً في نفوس الأعداء والمتربّصين، فعندما ينظر العدو إلى أفراد الوطن يعملون معًا فإنّه يهابهم، بينما ترى الفرد لوحده ضعيفًا يسهل الاستفراد به، وفي الحديث إنّما يأكل الذّئب من الغنم القاصية أي البعيدة عن القطيع والسّرب . العمل الجماعي يحقّق الأهداف ويختصر المسافات ويوفّر الوقت، فعندما ترى الأفراد يعملون مجتمعين تراهم أقدر على تحقيق أهدافهم، كما أنّهم يوفّرون على أنفسهم وقتًا وجهدًا كانوا سيتكبّدونه لو عملوا فرادى متفرّقين . العمل الجماعي وسيلة لتبادل الخبرات والمعارف؛ فحين يجتمع عددٌ من الأفراد ليعملوا عملاً جماعيًّا ترى كلّ واحدٍ منهم يستفيد من أخيه، فيتعلّم منه ويستفيد من خبراته ويتبادل معه المهارات والمعرفة في إطارٍ من مشاعر المحبّة والأخوّة المتبادلة. تنمية المهارات الاجتماعيّة وتنمية روح العمل ضمن الفريق الواحد؛ فالعمل الجماعي يجعل من الإنسان اجتماعيًّا يحبّ النّاس ويتفاعل معهم، كما يسعى لاكتساب مهارات اجتماعيّة من خلال تفاعله مع النّاس، ومن يخوض تلك التجربة بلا شك لن يعمل بعدها لوحده بسبب معرفته لقيمة العمل الجماعي وفوائده . إنّ العمل مع الجماعة هو عملٌ مبارك يباركه الله تعالى، وفي الحديث إنّ يد الله تعالى مع الجماعة، لذلك ترى الإنسان إذا كان لوحده لا يعطي شيئًا وإن امتلك أسباب القوّة ذلك بأنّ العمل الجماعي يزرع روح المنافسة بين النّاس، فتراهم يتنافسون فيما بينهم لتحقيق الهدف ونيل المراد ضمن إطار التّعاون والتّكافل والأخوّة الإنسانيّة.