يتطلب تحقيق الهدف: بذل الجهد والنشاط من الفرد ومتابعة ذلك النشاط بجد واجتهاد، حتى يصل إلى هدفه النهائي، فإذا كان هدف التلميذ هو النجاح والحصول على الشهادة؛ فعليه بذل الجهد والمواظبة في المدرسة والمذاكرة وفهم الدروس وأداء الامتحانات بجد واجتهاد وعليه أيضاً أن يواصل أداء تلك الأنشطة باستمرار طوال حياته الدراسية. وإذا أخفق أو قصّر في جزء منها، فقد لا يصل إلى غايته ويكون الهدف النهائي هو المحرك الأساسي لأدائه وأنشطته. ولا يستطيع التلميذ تحقيق هدفه إلا إذا كانت لديه قوة تدفعه إلى إنجاز تلك الأنشطة وهذه القوة الدافعة للنشاط أو السلوك هي التي تسمى: الدافعية.


ويرتبط سلوك الإنسان بدوافعه وحاجاته المختلفة: فلكل سلوك هدف؛ وهو إشباع حاجات الإنسان. والحاجة هي حالة من التوتر أو عدم الاتزان تتطلب نوعاً من النشاط لإشباع هذه الحاجة. ونتيجة لذلك التوتر الداخلي ينشأ الدافع الذي يحفز الإنسان للقيام بالسلوك.


فالحاجة للطعام أو الجوع تدفع الإنسان للقيام باستجابات مختلفة لمحاولة الحصول على الطعام، وقد يعمل الإنسان لفترات طويلة لكي يستطيع الحصول على الطعام، وبعد وصول الإنسان للهدف (تناول الطعام): فإنه يشعر بالارتياح وإشباع الحاجة للطعام. ولكن ذلك لا يستمر طويلاً، بل لفترة زمنية معينة ثم يعود بعدها للمحاولات مرة أخرى للحصول على الطعام . . وهكذا.


وإن إحساس الإنسان بالعطش، يدفعه للحصول على الشراب، كما أن شعور الإنسان بالبرودة يؤدي به للبحث عن الدفء، وكذلك إحساسه بالأذى: يدفعه إلى تجنب الأذى بشتى الطرق. ويعني ذل أن حياة الإنسان مليئة بالحاجات والدوافع التي تؤثر على سلوكه وتوجهه، فهو لا يستطيع البقاء دون إشباع تلك الحاجات أو الدوافع.


والدوافع: حالات جسمية ونفسية داخلية تثير السلوك في ظروف معينة ومتواصلة حتى ينتهي إلى غاية معينة، فهو يستثير النشاط ويحدد اتجاهه لتحقيق هدف معين، كما يُعرف الدافع بأنه عملية استثارة وتحريك السلوك أو العمل وتعضيد النشاط وتنظيمه وتوجيهه نحو الهدف.


ويفضل البعض وصفه بأنه حالة من التوتر تثير السلوك وتواصله حتى يخفّ التوتر أو يزول ويستعين الفرد اتزانه.


ويدل الدافع على العلاقة الديناميكية بين الفرد والبيئة المحيطة به، فهو الذي يستثير السلوك ويدفع الفرد للقيام بعمل معين لإزالة حالة التوتر وإشباع الحاجة. وتتمثل وظيفة الدافع في جانبين:
أ. تنشيط السلوك.
ب. توجيه السلوك نحو هدف معين.
وهناك علاقة قوية بين تنشيط السلوك وتوجيهه، فالتنشيط يعني انتباه الفرد لشيء معين يؤدي إلى تحقيق الهدف، والتوجيه يعني مواصلة النشاط أو السلوك نحو الهدف والمحافظة على ذلك الاتجاه حتى يتحقق الهدف .
·
فالدافعية هي تكوين فرضي : أي لا يمكن ملاحظته وإنما يستنتج من الأداء الظاهر الصريح للكائن الحي أو من الشواهد السلوكية.
*
من الدوافع الهامة ذات العلاقة بالتعلم المدرسي:
-
دافع الإنجاز: ويعرف بأنه الرغبة في النجاح.
-
دوافع الانتماء: وتعرف بأنها الاقتراب والاستمتاع بالتعاون مى آخر يحبه أو يشبهه، والحصول على إعجاب وحب موضوع مشحون عاطفيا والتمسك بصديق والاحتفاظ بالولاء له.
-
دافع الاستطلاع: إذا كان المثير جديداً، فإنه يثير دافع الاستطلاع، ولكن إذا كانت الجِدَّةُ تامة أو إذا عرض المثير بشكل مفاجئ، فقد يستثير الخوف أو الإحجام.
-
دوافع التنافس والحاجة إلى التقدير: أثبتت التجارب أن الإنسان يزيد من مقدار الجد المبذول حينما يتنافس مع غيره، وحينما يعرف أنه سيحصل على التقدير الاجتماعي بعد نجاحه وإنجازه.