الادارة بالحصاد الاجتماعي كيف ؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
alrahmanabd@gmail.com
شهادة عليا بالادارة
الادارة بالحصاد والحصيلة الاجتماعية
من المعلوم إن لكل عمل هدف يتعلق بتحقيق احتياجات انسانية اقتصادية أو اجتماعية أو علمية أو ادارية اوغيرذلك وكل المؤسسات والادارات اليوم بشكل عام ومنها مؤسساتنا السورية هي اساس تشكيل المجتمعات البشرية وهي تحقق خدماتها واهدافها
لكن حضارة اليوم والعولمة والامركة والانفتاح والتنافسية والشراكات تتميز بهاجس اقتصادي كبير يركز في كل مؤسسة وادارة على النتائج الاقتصادية ولكن ايضا للاستثمار والعمل في هذا العصر عصر العولمة الذي يتميز بتنافس كبير وفوق العادة هناك ايضا قدر كبير من الانتقائية يتناسب مع خصوصية كل مجتمع ونحن السوريين فعلنا ذلك حيث اخترنا اقتصاد سوق اجتماعي رغم انه اقتصاد راسمالي
لذا إن نقول إن للمؤسسات والادارات اهداف كثيرة ومنها :
• تنمية الموارد البشرية
• التشغيل وخلق فرص العمل
• توفير الخدمات للناس بيسر وسهولة وعدم تكلفة
• المنافسة
• التصدير
• اهداف اجتماعية كثيرة

لكن الاهم اليوم في النظر للمؤسسات هو الحصاد الاجتماعي والحصيلة الاجتماعية وهو مفهوم جديد يجب إن نركز عليه في سورية فنحن نعلم إن للمؤسسات نواتج كثيرة تتعلق بالخبرات والتشغيل وبنشاط المؤسسة وتطورها والمهن التي تشغلها ولا بد من القول إن المؤسسة الاقتصادية بانواعها والمؤسسة الادارية بانواعها هي جزء من المجتمع يجب إن تحقق نتائج في تطوير المجتمع سواء من حيث التشغيل أو التحفيز أو نقل الخبرات أو دعم منظومة القيم أو الحد من البطالة أو اشاعة ثقافة المبادرة والعمل الحر أو الحد من الفراغ الاجتماعي أو تنشيط التواصل والحوار وبشكل اعم دعم وتنشيط البعد الاجتماعي ولقد كانت فرنسا اول الدول التي درست الحصيلة الاجتماعية للمؤسسات واصدرت قوانين ناظمة لها
اذا إن الحصاد الاجتماعي هو منظور يعطي توازنا بين الهدف الاقتصادي والهدف الاجتماعي للمؤؤسسات والادارات وخصوصا مراقبة مؤشرات تشغيل النساء أو العمل من جنسيات مختلفة أو مراقبة التغييبية ودوران العمل وغير ذلك من الامور
بشكل عام تسهم دراسة الحصيلة الاجتماعية في مؤسسة وادارة ما بما يلي :
• رضا العاملين والتزامهم بالمؤسسة
• حالة الملاك ومدى التواصل بالاراء والاجتماعات
• حالة النزاعات داخل المؤسسات
• تعتني بالتاهيل والتدريب
• تحدد تركيبة الملاك من حيث الاقدميةوهل هي شبابية ام لا ؟؟
• تحلل جميع النتائج وتربطها بخطة الموارد البشرية

وفي سورية ايضا توجد حصيلة اجتماعية للمؤسسات الاقتصادية والادارية لذا يجب رصد هذه الحصيلة وتطويرها والاكثار منها ويجب التركيز على دور التجار واصحاب العمل في توجيه العادات والتقاليد من خلال تاثيرهم الكبير على عمالهم وتطبعهم باراء اصحاب العمل وافكارهم ومع نشء مشروعات صغيرة مولتها وخلقتها هيئة مكافحة البطالة السورية فيجب التركيز على الحصيلة الاجتماعية وان لا ندير هذه الحصيلة بعشوائية بل يجب إن ندير هذه الحصيلة بشكل علمي مخطط عام على مستوى البلد وليس على مستوى فردي أو مناطقي بحيث تكون هذه الحصيلة مفيدة اكثر ما يمكن لحاجات المجتمع وافاق تطويره
المؤشرات الاجتماعية المستخدمة
أي كيف يمكن تقييم حالة المؤسسة أو الادارة في الميدان الاجتماعي ؟؟؟
ولقد اعتمدت فرنسا لانها اول دولة قامت بذلك تسجيل الانجازات المحققة من خلال قياس التغييرات المدخلة خلال السنة الماضية والسنتين السابقتين لها وللعلم صدر قانون عام 1977 يجبر المؤسسات على اعداد اسس الحصيلة الاجتماعية وقد تضمن قانون الحصيلة الاجتماعية عدة نقاط اهمها :
• تحديد حقل الدراسة
• عتبة الحصيلة الاجتماعية
• مراقبة صحة المعلومات
• ضروروة الحفاظ على مرونة قانون الحصيلة الاجتماعية
• غطى الحقل مؤسسات وادارات قطاع خاص وعام وتعاوني ومشترك
• تم طرح عدة مؤشرات حسب قطاع النشاط
• اهم مؤشرا الحصيلة الاجتماعية هي :
- العمل
- الملاك وتوزيعه إلى رجال ونساء وفئات عمر وحسب الاقدمية والجنسية
- العمال الخارجيون عن المؤسسة
- الاستخدام خلال السنة المدروسة
- ترك العمل
- البطالة
- الاجور والاعمال المالية الملحقة بها ومبلغها وسلم الاجور
- التغيبية وحوادث العمل
- شروط الصحة والسلامة المهنية
- التدريب المهني المستمروالعطل التدريبية
- المعلومات والاتصال في المؤسسة
- النشاطات الاجتماعية للعمال
- الاعباء الاجتماعية الاخرى من حيث توزيع النفقات في المؤسسة على السكن والنقل والاطعام والتسلية والعطل الصيفية وغيرها

لماذا الحصيلة الاجتماعية وماذا نفعل بها ؟؟؟؟
• الحصيلة الاجتماعية اداة معلومات عن كل ما في المؤسسسة
• الحصيلة الاجتماعية اداة قيادة ادارية واداة ادارة
• الحصيلة الاجتماعية اداة تشاور وحوار اجتماعي
• الحصيلة الاجتماعية اداة تشخيص اجتماعي لاحوال العاملين والناس
• الحصيلة الاجتماعية اداة فحص لسياسة الموارد البشرية بكل مكوناتها
• الحصيلة الاجتماعية اداة مقارنة المؤسسات بين بعضها داخل الدولة ومع مؤسسات خارجية تعمل في نشاط مشابه
• الحصيلة الاجتماعية اداة رقابة وتصحيح الانحرافات

الخاتمة النصيحة

إن هذا الاسلوب الاداري بالحصاد الاجتماعي احد الاسس العلمية والمنهجية لعلم الادارة الحديث وهو اسلوب جديد في العمل والممارسة الادارية ونحن في سورية احدثنا المعهد الوطني للادارة العامة من اجل تحديث وتطوير الادارة العامة السورية لتعمل بشكل علمي ومنهجي وبعيدا عن العشوائية
نرجو من المعنيين والقائمين على الامور لا سيما صناع القرار الاداري وفي مواقع الادارة العليا ولا سيما السادة الوزراء تسهيل تنفيذ هذا الاسلوب وخاصة عبر التعاون مع ممثلي المعهد الوطني للادارة العامة الذين يتدربون اولا في المؤسسات قبل تخرجهم من المعهد وتعيينهم لا حقا في المواقع الاساسية التي تمكنهم من ممارسة علوم الادارة الحديثة واساليبها التي تلقوها خلال فترة تدريبهم في المؤسسات والادارات وفي المعهد حتى يتمكنوا من تطبيق كل ما من شانه تطوير واصلاح الادارة السورية وجعلها تعمل بروح العصر ومثل التجارب الادارية الحديثة في الدول المتقدمة حيث يستقي المعهد تجارب الغير ويكيفها وفق احتياجات ومتطلبات الواقع السوري وكل ذلك يسهل ويسرع مشروع السيد الرئيس الاصلاحي التطويري لسورية
عبد الرحمن تيشوري


________________________________________