عند إرسال رسالة إلكترونية، كم تقضي من الوقت في انتظار الرد؟ وهل يضيرك أن يتأخر عليك؟ وفي حال لم يصلك الرد خلال أسبوع، فهل تفترض بأنه لن يصلك أبداً؟
في هذا العصر الذي تتدفق فيه البيانات بشكل هائل كل لحظة، فإن فهم سيكولوجية التواصل عبر البريد الإلكتروني سيساعدك على اكتساب ميزة تنافسية؛ فمعرفة ما يمكن توقعه من الآخرين، وفهم كيفية كتابة الرسائل قد يكون الطريق الأساسي لتحقيق النجاح في عمليات التواصل الرقمي.
وسواء أكنت تنوي التوصل إلى اتفاق في صفقة بيع، أو اكتساب عميل جديد، أو توظيف موظف جديد، فإن إرسال رسالة إلكترونية في الوقت المناسب يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً. إن إدراكك للوقت الذي تتوقع خلاله وصول الرد المأمول على رسائلك، طويلاً كان أم قصيراً، قد يساعدك على التواصل بشكل أكثر فعالية.
وقد تناولت دراسة جديدة أجراها مجموعة من الباحثين في (USC Viterbi School of Engineering) ردود البريد الإلكتروني، لمعرفة المزيد عن السلوكات المرتبطة بهذا النشاط. ومن خلال دراسة أكثر من 2 مليون مستخدم يتبادلون 16 مليار رسالة إلكترونية على مدى بضع أشهر، وجد الباحثون أنماطاً مختلفة فيما يتعلق بالتواصل.
وفيما يلي بعض النتائج الرئيسة للدراسة:
· توقع الرد على الرسائل الإلكترونية في غضون ساعة، إذ بفضل الأجهزة الإلكترونية النقالة، يتم إرسال نحو 50٪ من الردود في أقل من 60 دقيقة.
· هناك فرصة ضئيلة للرد بعد 48 ساعة. وهناك احتمال نسبته 90% لحصولك على رد خلال يوم أو يومين في حال الرد على الرسالة.
· يرد المراهقون على الرسائل بشكل أسرع، وقد يكون من غير المفاجئ أن يردوا على الرسائل خلال 13 دقيقة أو أقل.
· أظهر الشباب البالغون النتيجة نفسها تقريباً، إذ في حال أرسلت رسالة لمن تراوح عمره بين الـ20 و الـ35 عاماً، فإن متوسط مدة الرد 16 دقيقة. بينما تزيد مدة الرد إلى 24 دقيقة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35-50 عاماً.
· يستغرق كبار السن وقتاً أطول للرد، فمن هم فوق سن الـ50 عاماً يستغرقون مدة زمنية متوسطها 47 دقيقة للرد، لكنهم يميلون لكتابة رسائل أطول مقارنة بالأشخاص الأصغر سناً.
· كان لعامل الجنس تأثير ضئيل، فالرد الصادر عن الأنثى قد يستغرق 4 دقائق أكثر من الرد الصادر عن الذكر.
· نوع الجهاز الإلكتروني له تأثير ملحوظ، فالذين يستخدمون حاسوباً محمولاً يستغرقون ضعفي الوقت الذي يحتاجه مستخدمو الهواتف المحمولة للرد.
من ناحية أخرى، إذا راسلت أحداً ما (عميل محتمل) مراراً وتكراراً من دون نتيجة، فهذا يدل على أن المراسلة قد فشلت في تحديد المراد منها. فيما يتعامل المستخدمون عموماً بالمستوى نفسه عند المراسلة، ولهذا، في حال كتبت 5 فقرات، توقع أن يكون الرد بالحجم نفسه.
وعادة ما يظل المستخدمون متابعين للرسائل بجدية، إلى أن يظهر من خلال ردودهم إشارات معينة، تدل على أنهم فقدوا اهتمامهم بمتابعة المراسلة. وهنا يكون من الواضح أن التأخر في الرد يشير إلى أنها انتهت عملياً.
الوقت الأفضل لإرسال الرسائل الإلكترونية:
على الرغم من أن معظم الناس يتفقدون بريدهم الإلكتروني معظم الوقت، إلا أن احتمال وصول الردود على رسائلك يكون أكبر خلال ساعات العمل الاعتيادية. كما تتميز الرسائل المستلمة خلال عطلة نهاية الأسبوع بالقصر مقارنة بالرسائل في باقي الأيام، والرسائل المرسلة في فترة ما بعد الظهر أيضاً. لذلك فإن الوقت الأمثل للمراسلة في صباح كل يوم من أيام الأسبوع العادية.
وبناء على ما سبق، حاول جعل رسائلك قصيرة، حيث إن الإطالة تقلل من الاهتمام بقراءتها، وبالتالي عدم حصولك على أي رد في المقابل.