تشير الدراسات والبحوث إلى أن ريادة المشروعات، والمشروعات الحرة، والمشروعات الصغيرة ، تلعب دورا هاما في اقتصاديات الأمم وفي الحياة الاجتماعية لأفراد المجتمع. وتقدم الأسباب التالية بعض الأدلة على الأهمية الإقتصادية والإجتماعية لريادة المشروعات:

1- تخلق المشروعات الصغيرة Small Business ( وكلها بالطبع نتيجة لريادة المشروعات) نسبة كبيرة جدا من الوظائف الجديدة في أى مجتمع . وتشير الإحصاءات الأمريكية أن أكثر من نصف الوظائف الجديدة في المجتمع الأمريكي تخلق سنويا كنتيجة لظهور مشروعات صغيرة جديدة . ولك أن تتصور أنه حينما تكبر تلك المشروعات الصغيرة (كنتيجة لنوع من الريادة للمشروعات بالتحسين والتطوير) فإنها تخلق المزيد من الوظائف في المجتمع . ويشترك في هذه النتيجة كافة الدول المتقدمة، حيث أن هناك إشارات إلى أن ريادة المشروعات الجديدة تخلق عددا كبيرا من الوظائف . وتبقي نسبة قليلة جدا من الوظائف الجديدة التي تخلقها الدولة من خلال وزاراتها وأنشطتها .
2- إن الإتجاه العالمي الآن لدى الدول هو التخفيف من على كاهل الدولة في ممارسة الأنشطة الإقتصادية والرعاية الإجتماعية، والإقتصار فقط على الأنشطة السيادية والدفاعية . ويعني هذا ترك الإقتصاد والأنشطة الإجتماعية في القطاع الخاص والمنظمات المدنية والتطوعية . إن مفهوم الخصخصة لهو خير دليل على تخلي الدولة عن خلق وظائف جديدة وتوظيفها العاملين بالحكومة. وهي تسعى إلى تقوية القطاع الخاص وتشجيع المشروعات الصغيرة كبديل حيث تقوم هذه المنظمات بخلق الوظائف.
3- تتجه الحكومات عالميا إلى تقليص أنشطتها ، وتتجه بدلا من ممارسة الأنشطة الإقتصادية والتجارية والزراعية والإجتماعية إلى الإقتصار فقط على الإشراف على هذه الأنشطة . أي الإنتقال من الممارسة إلى الإشراف. ويؤدى هذا بالطبع إلى تقليص فرص العمل بالحكومة ، بينما تزداد لدى القطاع الخاص الذي ازدادت مساهمته في الإقتصاد الوطني.
4- يسعى كثير من الأفراد للبحث عن فرصة للاستغلال في العمل ، وفرصة للابداع في حل المشاكل، ولا يتأتى ذلك في الأعمال الحكومية أو في المنظمات الضخمة، وهنا قد يفكر الفرد في ريادة مشروع جديد يخصه أو في الإشتراك مع آخرين في البحث عن فرصة يرتادها وينشئ من خلالها مشروعا جديدا.
5- يقدم التطور التكنولوجي الهائل في الآلات والحاسبات الإلكترونية والاتصالات وغيرها من المجالات التكنولوجية فرصة لإنشاء مشروعات جديده (أى فرصة لريادة المشروعات) . والآكثر من هذا أن المشروعات الكبيرة القائمة بالفعل لا تستطيع أن تجاري كافة التطورات التكنولوجية، فتبحث عن مشروعات تقدم لها هذه التكنولوجيا ، فتأتي الفرصة لريادة المشروعات الجديدة التى تتعامل مع مثل هذه التكنولوجيا.
6- يسعى عدد متزايد من الناس نحو الكمال في العمل والانجاز ، وذلك من خلال ريادة مشروعاتهم الخاصة، حيث يكون لهم بالطبع كل النفوذ والهيمنة والسلطة ، والغريب أن هناك عددا آخر من الناس يتجنبون سلطة وهيمنة الآخرين عليهم، أي أن عددا من الناس لا يستطيع تحمل رئاسة الآخرين لهم ويفضلون أن يكونو أحرارا من سيطرة الآخرين عليهم من خلال إنشاء مشروعاتهم الخاصة.
7- يميل بعض الناس إلى القيادة في ريادة الأعمال، حيث يتميزون ببصيرة جيدة للفرص، ويسعون فقط إلى إظهار هذه الفرص إلى الأجور. وفور نجاح المشروع الجديد ، يسعون إلى اكتشاف فرصة أخرى جديدة، فهؤلاء الناس يحبون تحدي المخاطر، وبناء المنظمات الجديدة ، وتحقيق النجاحات الأولى لها، بل قد يقل اهتمامهم في الاستمرار في إدارة هذه المشروعات الجديدة ، حيث ينتقلون إلى أفكار جديدة أخرى .