بالرغم من أنه ليس هناك علاقة واضحة بين كل من العمر والجنس والتعليم من جانب ، وريادة المشروعات من جانب آخر، إلا أن البحوث أجمعت أن هناك صفات شخصية تميز رواد المشروعات وغيرهم من الناس . وتوضح السطور التالية أهم الصفات الشخصية لرواد المشروعات :

1) النزعة لتحمل المخاطرة:
رواد المشروعات لديهم نزعة أكبر من غيرهم لتحمل المخاطر (ويمكن القول إنها فوق المتوسط ولكنها ليست عالية). فهم ليسوا مقامرين يلعبون تحت درجة عالية من المغامرة والمخاطرة، بل هم يحسبون درجة المخاطرة ، ويرتبون وينظمون ويدرسون ويحللون ويخططون حتى يمكنهم تحمل المخاطرة، فإن كانت درجة المخاطرة محسوبة Calculated Risk وتشير الحسابات أنها معقولة وأن فرص النجاح عالية، فإنهم يتحملون المخاطرة ، وبالتالي فإنهم يعملون بقول الرسول صلي الله عليه وسلم " اعقلها وتوكل" ، وبالتالي فهم غير مخاطرين بدرجة عالية ، وإنهم إذا قاموا بحساب المخاطرة، ورتبوا لها ، فإننا يمكن القول أنهم مخاطرون بدرجة متوسطة ( أو ربما أعلى قليلا من المتوسط)

2) تحمل الغموض:
يتميز رواد المشروعات بأنهم قادرون على العيش في ظل معلومات أقل عن حياتهم وعملهم وربما في ظل معلومات تتغير كل يوم بشكل يصعب التأكد منها. ويمكنك أن تقارن الشخص البسيط الذي يتوجه إلى وظيفته الحكومية كل يوم بالتاجر أو برجل الأعمال الذي يتوجه إلى تجارته أو أعماله. فالموظف يواجه وضوحا كاملا في وظيفته ومعرفة تامة بالظروف، أما التاجر ورجل الأعمال ، فإنه يذهب إلى عمله ولا يعرف ما قد يحدث بالكامل في السوق والمنافسة والمواد الخام ، فكل شيئ يتغير وهناك بعض الغموض وعدم التأكد. وكلما قلت المعلومات وازدادت تعقيدا ، أدى هذا إلى الغموض، بينما كلما زادت المعلومات ، وقلت في تعقيدها ، أدى هذا إلى الوضوح . وبالطبع فرائد المشروعات يواجه غموضا وعليه تحمله بينما الموظف العادي يواجه الوضوح في عمله وحياته.

حب الاستقلال في العمل
يتميز رواد المشروعات بنزعة إلى الاستقلال والفردية في العمل، فهم يحبون أن يسيطروا على مقدرات الأمور في أعمالهم ، ولا يحبون سيطرة الاخرين عليهم . حتى أن عمل رواد المشروعات في ظل شراكة الاخرين لهم ، فهم يعملون لإنفسهم أساسا وللنجاح الفردي أو لإعلاء إسم عملهم وشركتهم. حتى ولو عمل أولئك الرواد في الأعمال الخيرية ، فهم يقودون العمل وهم رؤساء اللجان والمجالس وليسو أعضاء، وهم يحبون أن يعملوا في النور أمام الآخرين ، ولا يحبون أن يعملوا في صمت أو وراء الكواليس. حتى ولو جلسو في السيارة فهم يحبون قيادتها وليس الجلوس فيها .



الرغبة في الانجاز:
تشير الرغبة في الإنجاز إلى حب إتمام العمل بنجاح، ويتميز المنجزون بذلك كما يتميزون بقدرة عالية على حساب المخاطرة، وعلى القدرة على جمع المعلومات وتحليلها، كما يودون أن يقوم الآخرون بإعطائهم معلومات عن مدى تقدمهم في أعمالهم، ويحبون التقدير حبا جما سواء كان ذلك تقدير معنويا أو ماديا . ويخلط البعض الرغبة في الإنجاز مع الرغبة في القوة والنفوذ، وهذا خطأ، حيث وضح من الدراسات أن الراغبين في القوة والنفوذ والسيطرة، ليسوا بالضرورة رواد أعمال، بينما تأكد أن الراغبين في الإنجاز والنجاح هم فعلا رواد المشروعات والأعمال.

الإيمان بالقدرات الذاتية:
يتميز رواد المشروعات بأنهم يؤمنون بقدراتهم الذاتية، وهم واثقون من أنفسهم وأن قدراتهم ومهاراتهم وشخصياتهم قادرة تماما على تحقيق أحلامهم وتحويلها إلى واقع عملي حقيقي . فهم لا يؤمنون بالحظ والتواكل وإنما يؤمنون بقدراتهم وعملهم وكفاءتهم . وهم لا يؤمنون بالحظ والتواكل وإنما بالحساب والتنظيم والتدبير "اعقلها وتوكل" ، وهم لا يؤمنون بتأثير الظروف والآخرين على نجاحهم ، بل يؤمنون بتأثيرهم هم على نجاحهم وتأثير مهاراتهم وعلى نجاحهم.