مرتكزات التخطيط الإستراتيجى
التخطيط الاستراتيجي نظام متناسق من العمليات الهادفة إلى الانتقال بمؤسسة ما من حال إلى حال ومن وضع راهن إلى وضع جديد... انه تصور لما يجب أن تكون عليه المؤسسة مستقبلا، وتحديد للكيفية والنهج الكفيلين بتحقيق التغيير في اتجاه الرفع من مردود المؤسسة والارتقاء بأدائها. فالتخطيط الاستراتيجي عملية دينامكية إرادية وعقلانية تمكن المؤسسة من استشراف المستقبل واستباق الأزمات ومواجهة التحديات... وبالتالي فالتخطيط حاجة وضرورة لكل تدبير عقلاني يسعى الى استدامة المؤسسة وتجديدها. -2- نجاعة التخطيط الاستراتيجي تتوقف نجاعة التخطيط الاستراتيجي على توفر المؤسسة على جملة من المواصفات من ضمنها إدارة فعالة ومؤهلة وقنوات اتصال واضحة وقابلة للتطبيق، فضلا عن انفتاح المؤسسة على آراء ورؤى جديدة تحررها من أغلال البيروقراطية والجمود الفكري. إن توفر قيادة لها رؤية وجرأة على إحداث التغيير وذات فكر استراتيجي عنصر أساسي وحاسم في نجاح التخطيط الاستراتيجي. -3- مرتكزات التخطيط الاستراتيجي يقوم التخطيط الاستراتيجي على مرتكزات أساسية: - نظام للحوافز يشجع كل العاملين بالمؤسسة وكافة الشركاء على الانخراط في عملية التخطيط تصورا وتنفيذا ومراجعة وتطويرا. - قاعدة صلبة ووافرة للمعلومات والمعطيات بخصوص واقع المؤسسة والبيئة المحيطة في مختلف أبعادها، وكذا في ما يتعلق بحاجات وتطلعات المجتمع. - الموضوعية في التحليل والعمق في النقاش لتدارس كافة الخيارات والبدائل. ومن الضروري أن تكون عملية التخطيط شاملة جامعة لا تغفل أي مرحلة من المراحل أو أي أوجه من أوجه العملية، كما يجب أن تساعد على خلق أجواء تتيح لكل الفرقاء بالمشاركة والتواصل وتبادل المعلومات والآراء. تتطلب عملية التخطيط الاستراتيجي إشراك جميع المعنيين بحاضر المؤسسة ومستقبلها على أن يتولى قيادة العملية فريق عمل مؤهل. يتطلب التخطيط الاستراتيجي أن تكون للمؤسسة رؤية مستقبلية وخطة إستراتيجية قابلة للتنفيذ على مراحل من خلال خطط تنفيذية سنوية أو دورية. كما يتطلب قدرا كبيرا من روح المسؤولية والالتزام ومشاركة جميع المستويات الإدارية. إذا كان التخطيط الاستراتيجي يتجه بالضرورة إلى تحقيق هدف استراتيجي معين، فذلك لا يعني أن هذا الهدف معطى قبليا، فالمطلوب من المؤسسة أن تقوم بدراسة خيارات متعددة لها ارتباط بوجودها ورسالتها وبالسياسة العامة للمؤسسة وأهدافها الرئيسية. ومن فوائد التخطيط الاستراتيجي أنه يشكل دعامة أساسية للإدارة ويوفر للعاملين بالمؤسسة رؤية مشتركة مما يقوي من التزام الجميع؛ كما أنه يحفز على تعبئة الأموال ويساعد على مواجهة الأزمات والمخاطر وعلى تحديد الأولويات ضمن الخيارات الممكنة. -4- خطوات التخطيط الاستراتيجي تتم عملية التخطيط الاستراتيجي وفق منهج محدد يمكن إجمال خطواته في:1- تكوين فريق عمل/قيادة لإدارة عملية التخطيط الاستراتيجي ويجب أن تكون قيادة على قدر كبير من الكفاءة المعرفية والتواصلية وتتحلى بروح التجديد والمبادرة والإبداع.
2- تحديد الرسالة: وتعني الرسالة هوية المؤسسة ومبررات وجودها ومجمل القضايا التي تشتغل عليها. وللرسالة علاقة وطيدة بالفلسفة والقيم التي تؤطر أهداف المؤسسة.3- الرؤية: تمثل واقعا بعيد المدى لا نلمسه راهنا، لكنه واقع ممكن سنعمل على تحقيقه. ويمكن أن تكون الرؤية مكتوبة أو مضمرة. فالرؤية هي ما نطمح إلى تحقيقه وليس بالضرورة ما نستطيع تحقيقه.4- مراجعة الرؤية والرسالة5- تحليل البيئة الخارجية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديموغرافية قصد تحديد الموارد والسياق والفرص المتاحة وكذا الاكراهات والتحديات6- تحليل المؤسسة وتحديد نقاط القوة ونقط الضعف مما يمكن من تعرف الموارد المتاحة داخليا والموارد التي يجب توفيرها من خلال شراكات أو دعم جهات خارجية7- دراسة الخيارات والبدائل عبر نقاش موضوعي يساهم فيه كل الفاعلون8- بناء إستراتيجية: -أ- تصميم خطة أولية: * الأهداف: الهدف الاستراتيجي والأهداف الوسيطة * النتائج المتوقعة * المؤشرات * الأنشطة * آليات التتبع والتقييم -ب- مراجعة الخطة مع المعنيين والعمل على تعديلها -ج- تنفيذ الخطة الإستراتيجية -د- مراجعة التنفيذ والتعديل حسب الحاجة ليس التخطيط الاستراتيجي عملية يسيرة، بل يحتاج إلى جهد ووقت وصبر ومثابرة، كما يتطلب تضافر جهود كفاءات متنوعة وقيادة مؤهلة. ومن أهم العوامل التي قد تؤثر سلبا على بلورة الخطة الإستراتيجية الافتراضات الخاطئة والتوقعات المتفائلة وغير الواقعية ناهيك عن ضعف في تحليل المخاطر ونقط الضعف والقوة بالنسبة للمؤسسة أو في تحليل الفرص والبنية المحيطة.