الانتقال إلى .. المربع الثاني !!
بقلم : عماد الحاج

أخذ موضوع الوقت وإدارته حيزًا كبيرًا في علم إدارة الذات .. وكتب في هذا الموضوع العديد من الكتاب والمستشارين كان أبرزهم الكاتب الكبير (( ستيفن كوفي )) الذي أبدع في هذا المجال وتبحر فيه وأعطاه اهتمامًا كبيرًا .. وقال في كتابه إدارة الأولويات الشهير أن علم إدارة الوقت مر خلال الفترة الماضية بأربعة مراحل :
المرحلة الأولى : إدارة الوقت بواسطة الملاحظات والقوائم .. حيث كان يتم من خلال هذه الطريقة تسجيل كافة الملاحظات والمهام المنوي القيام بها خلال اليوم .. ويعتمد الانجاز على قدرة الشخص .. وما يمكن إنجازه .. ويتم ترحيل البنود التي لم يتم إنجازها لليوم الذي يليه .. وهكذا ..
المرحلة الثانية : إدارة الوقت بواسطة القوائم والجداول الزمنية المحددة .. حيث أصبح الأمر أكثر دقة .. ويتم التعامل مع المهام حسب مكانها وترتيبها في هذا الجدول .
المرحلة الثالثة : إدارة الوقت بواسطة ترتيب هذه القوائم حسب الأولوية .. بحيث يتم إنجاز الأهم ثم الأقل أهمية .
خلال تلك الفترة واجهت هذه المراحل عيوب كثيرة .. لذا كان هناك حاجة للبحث عن بديل جديد ومرحلة جديدة .. وقد كانت في المرحلة الرابعة أو الجيل الرابع من علم إدارة الوقت الذي من خلاله تمّ تقسيم جميع المهام التي يمكن القيام بها إلى أربعة مربعات .
المربع الأول : عاجل ومهم .. والذي يحتوي على الأمور الطارئة والسريعة والتي لا يمكن تأجيلها .
المربع الثاني : غير عاجل ومهم .. وفي هذا المربع تندرج أمور التخطيط للحياة والقيام بالأنشطة المتنوعة مثل الرياضة والقراءة والتدريب وزيادة المهارات .. وبناء علاقات .. والبحث عن فرص جديدة .... الخ
المربع الثالث : عاجل وغير مهم .. وفي هذا المربع تأتي المقاطعات التافهة .. وأي شئ يأتي في غير وقته ويتم التعامل معه بشكل سريع رغم أنه غير مهم .
المربع الرابع : غير عاجل وغير مهم .. وهذا المربع أيضًا يقع فيه الكثير من الناس .. أصدقاء مضيعي وقت .. وانترنت في أمور فارغة وتليفزيون .. الخ
إن على كل من يبحث عن تغيير ذاته نحو الأفضل السعي للسيطرة و نقل مهامه من المربعات الأول والثالث والرابع إلى المربع الثاني .. ذلك المربع الهام جدًا الذي يمكن لك من خلاله أن تنجز جميع مهامك بدون استعجال وعبر رؤية وتخطيط واضح .
كما عليك أن لا تستسلم لمضيعات الوقت الكثيرة أو المقاطعات التافهة أو تسويف المهام .. لتجعلك في المستقبل أسيرًا لضيق الوقت .. وأسيرًا للظروف !
إن نجاحك الحقيقي يتمثل في قدرتك على إدارة وقتك والتحكم فيه .. ووضع أولوياتك .. والتنفيذ كيفما تحدد أنت .. لتصبح جميع هذه المهام ضمن المربع الثاني .