هي كل ما يحيط بالإدارة من مؤسسات و أفراد و عوامل إنتاج و أي تجمعات تؤثر على الإدارة بشكل مباشر أو غير مباشر. و للإدارة القدرة على التأثير و التحكم في بعض هذه العوامل دون غيرها.


مثال على ذلك:
على إدارة مصنع العودة في غزه أن تتفاعل مع الموظفين و الآلات و المنافسين. و تكون لادارة المصنع القدرة على التحكم في الموظفين العاملين لديها و التأثير عليهم من خلال التحفيز والتدريب و غير ذلك، و من ناحية أخرى ليس لديها القدرة في التأثير على السياسة العامة للدولة و المتعلقة بالضرائب و الجمارك مثلاً فالإدارة نظام مفتوح Open System يتعامل مع مناخ مكون من مجموعة من العوامل و المتغيرات المتداخلة مع بعضها. و لا يمكن فصل الإدارة عن محيطها الذي تعمل فيه. فلا يمكن تجاهل العوامل السياسية، الاجتماعية، التشريعية مثلا. و تظل الإدارة في حالة توازن و تحقق أهدافها طالما أنها تتعاطى مع البيئة المحيطة بمختلف عناصرها. فإذا حدث تغير في أي من هذه المتغيرات يختل توازن النظام الإداري، و لا بد أن تتخذ الإدارة خطوات مناسبة تتناسب و التغيرات البيئية المحيطة من أجل تحقيق أهدافها مثال:


توصلت مجموعة من الشركات العالمية إلى تطوير الآلات التي تستخدم في صناعة السكاكر، بحيث أصبح بالإمكان عند استخدام هذه الآلات أن تتحقق زيادة في الإنتاج، و تخفيض في التكاليف، و ضبط أفضل للجودة. إن هذا الاكتشاف هو عامل مهدد لمصانع السكاكر طالما أنها لم تأخذ هذا التطور بعين الاعتبار. إن استخدام المنافسين لهذه التكنولوجيا الجديدة و بقاء بعض المصانع على التكنولوجيا القديمة قد يؤدي إلى ضعف القدرة التنافسية لهذه المصانع و بالتالي خروجهم من السوق. فلكي تستعيد إدارة مصانع السكاكر التوازن لا بد أن تعمل التالي:
شراء الآلات الجديدة و استخدامها في العملية الإنتاجية و هذا يتطلب توفير التمويل اللازم و إيجاد الطاقم المدرب القادر على استخدام التكنولوجيا الجديدة.


في حالة عدم إدخال الآلات الجديدة، الإدارة مضطرة أن تغير أهدافها المتعلقة بالإنتاج و الربحية لأن المعطيات الجديدة قد تؤثر سلبا على أرباح الشركة و حجم الإنتاج.


كذلك تكون الإدارة مضطرة إلى التعديل في الموارد مثل التخفيض في حجم مشترياتها من المواد الخام، تخفيض عدد الموظفين، تخفيض الطاقة المستهلكة بما يتناسب مع واقعها الجديد.


إن التعديل في كل أو بعض عناصر النظام الإداري هو الأسلوب الأنسب لتحقيق التوازن المرغوب في النظام الإداري للمنظمة .

و إن نجاح الإدارة في تحقيق أهدافها يتوقف على التجانس و التوافق بينها و بين المناخ المحيط. فالإدارة نظام يتكامل ذاتيا و يتفاعل مع البيئة المحيطة.


الكاتب: د. محمد بن علي شيبان العامري