يعتبر التخطيط الاستراتيجيّ واحداً من أكثر المهارات المطلوبة لتولّي المناصب القياديّة، والقيام بالواجبات التي تفرضها طبيعة هذه المناصب حقَّ قيام، يُعرَّف التخطيط الاستراتيجيّ على أنَّه التخطيط لمدّة طويلة، وبعيدة مع الأخذ بعين الاعتبار كافّة العوامل سواء كانت هذه العوامل داخليّة أم خارجيّة، بحيث يتمّ تحديد الأهداف، والقطاعات المختلفة المستهدفة، بالإضافة إلى الأساليب التي ستتَّبع من أجل الوصول إلى هذه الغايات.
التخطيط الاستراتيجيّ يعني القدرة على رؤية موقع الشركة أو المؤسسة في المستقبل، ولا يعني نهائيّاً التنبؤ بما سيكون وضع الشركة أو المؤسسة عليه في المستقبل بناءً على متغيّرات وعوامل في الحاضر، يمكن باختصار تلخيص فكرة التخطيط الاستراتيجيّ عن طريق الإجابة على سؤال:
(إلى أين سنمضي؟) أهميّة التخطيط الاستراتيجي فوائد التخطيط الاستراتيجي عديدة ومتنوعة، ولعلَّ أبرز هذه الفوائد ما يلي:
يساعد التخطيط الاستراتيجي المؤسسة برمَّتها على تحديد الهدف الذي تسعى للوصول إليه، وتحديد معالم الطريق الذي ستسلكه. يعطي القادة القدرة على التفكير الكليّ وفي كافّة العناصر بشكلٍ مترابط، بدلاً من التركيز على ناحية دون النواحي الأخرى. يعطي القدرة للأشخاص على التنبؤ بأيّة متغيّرات قد تحصل، والتي قد يكون لها أثر سلبيّ على المسيرة والمضيّ قدماً، الأمر الذي يحعلهم المؤسّسة قادرة على التأقّلم مع هذه المتغيّرات الجديدة التي قد تحصل. يعطي القادة القدرة على معرفة الموارد المتاحة، والعمل، والتفوق ضمن هذه الموارد. يساعد على تقييم الموازنات بشكل فعّال وسليم. يعطي القادة القدرة على أن يكونوا أصحاب أفكار خلَّاقة، ومبادرات فعَّالة. يقدّم صورة المؤسّسة بالشكل الأمثل أمام كل من لهم ارتباطات معها. بناءً على ما سبق، فإنه من المفترض أن تكون عملية التخطيط الاستراتيجي عمليّةً متغيّرة، تخضع للدرس، والفحص، والمراجعة، والتدقيق بشكلٍ دوريّ، وذلك من أجل إدخال المتغيّرات الجديدة ودراستها بالشكل الأمثل والعمل في ضوئها.