أكدت دراسة اقتصادية متخصصة صدرت حديثا ان المنهج الانتاجي للمصارف الاسلامية اصبح يحفز الاقتصاد العام، ويخلق فرص عمل في مشاريع لها صفة الاستمرارية، ويلزم لادارتها المستلزمات القانونية والادارية والتقنية والبشرية.
وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة المستثمرون في عددها الأخير حول «المنتجات الاسلامية توجه دفة الاقتصاد» ان المعرفة التامة عبر معلومات واحداث سابقة توضع على اساسها التصورات المستقبلية في أطر من التوقع لمواجهة المخاطر المتأتية قبل حدوثها والمتوافرة في العالم الاسلامي.
وافادت بان المصارف الاسلامية غدت حقيقة يصعب تجاهلها في الصناعة المصرفية، فأصبحت تشكل عامل منافسة قوية للمصارف التقليدية وجذبت المزيد من المتعاملين غير المسلمين، مما دفع المصارف التقليدية للتنافس في استحواذ هذه الشرائح وفتح اقسام للصيرفة الاسلامية في مصارفها بهدف توفير المنتجات والخدمات المطلوبة. وبينت انه مع تنامي حضور الصيرفة الاسلامية على مستوى العالم بسبب استمرار ارتفاع اسعار النفط الذي وفر فائضا من السيولة الباحثة عن ادوات استثمارية ثابتة وذات مردود متزايد ارتفع الطلب على هذا النوع من التمويل من قبل الافراد والمؤسسات، والتي عظمت الامكانات المالية الجاهزة لتمويل المشاريع التي تتطلب استثمارات كبيرة.
واضافت الدراسة انه بسبب نجاح النظام التمويلي الاسلامي في اكتساب الثقة والاهتمام خلال فترة قصيرة، والتي فرضت دورة تمويلية متنامية برزت باطراد أهمية المنتجات المالية الاسلامية ووظيفتها الاساسية في توجيه دفة الاقتصاد.
وركزت على مفهوم ابراز منتجات المصارف الاسلامية المقدمة، اضافة الى دراسة ميدانية لسوق متنوعة لمعرفة تقبل المجتمع المتنوع لهذه المنتجات وتم اختيار المجتمع اللبناني لهذه الدراسة نظرا لتنوعه الطائفي والذي يتميز به عن سائر بلدان المنطقة. وقالت ان الدراسة الميدانية توصلت الى ان 93 في المائة من اللبنانيين الذين يعرفون مفهوم المصارف الاسلامية يشجعون قيام هذه المصارف و86 في المائة منهم ممكن ان يستثمروا أموالهم بها، وبالتالي فإن هذه المصارف تشكل قطاعا تمكن المشاركة به، كما ان هذا يعني ان المجتمع اللبناني يتقبل فكرة المصارف الاسلامية ومنتجاتها بشكل عام.
وشددت على وجوب توافر سوق مالية اسلامية لكي تستكمل الصناعة المصرفية الاسلامية مقوماتها على غرار السوق المالية للمصارف التقليدية، لانه من المعروف اليوم ان السوق المحلية تؤدي دورا مهما بالنسبة الى المصارف، اذ ان المصاردف تستطيع بيع السندات وتجعلها قابلة للتداول في الاسواق المالية وفي البورصات.