إن التعامل مع الأشخاص الصعبين مهارة لا يمكن للكثيرين اكتسابها بسبب شعورهم بعدم حاجتهم إليها. في حياتنا اليومية، يمكننا أن نختار بين أن نتجاهل أو نبتعد عن الشخص الذي يصعب التعامل معه. لكن عندما يكون ذلك الشخص رئيسك في العمل، تصبح حرية الاختيار محدودة. إلا أنه، كأي مهارةٍ أخرى، يمكنك تعلّم واكتساب مهارة التعامل مع الرئيس الصعب.


وفيما يلي، يعرض الكاتب والطبيب الهندي الأميركي الشهير، مؤسس (مركز شوبرا للصحة) في الولايات المتحدة، ديباك شوبرا، نقاطاً أوّلية تعلّمك كيف تتعامل مع مثل هذا الرئيس.


أولاً: حدّد ما الذي يجعل رئيسك في العمل صعباً.
عندما نقرّر أنّ نصف شخصاً ما بأنه مزاجي ويصعب التعامل معه، ما نعنيه هو أن بعض الجوانب البشرية الطبيعية أصبحت متضخّمة ومستمرة لديه. وفي ضوء ذلك، هناك تصنيفات رئيسية يندرج تحتها الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم:


•الطغاة، والمدمنون على الغضب، والعدوانيون الذين يضخّمون الغضب.
•محبو السيطرة، والكماليون، وصائدو الأخطاء الذين يضخّمون الحاجة ليكونوا هم المسيطرين.
•المتحيّرون، والحياديون، ومن يمتلكون أشكالاً أخرى من التردد الذين يضخّمون الخوف وانعدام الأمان.


هذه هي الأنواع الثلاثة لرؤساء العمل السيئين. وهذا يساعدك على تحديد مع أيّ نوعٍ تتعامل، لأنه لا يمكنك التعامل معهم جميعاً بنفس الأسلوب.


ثانياً: لا تحاول إصلاح الخطأ ولا تحلّل نفسيّة رئيسك في العمل.
إن اعتقادك بأنه يمكنك تغيير سلوكٍ متأصّل بعمق ليس إلا مضيعة للوقت. كما أنه لا جدوى من محاولة البحث عن جذر نفسي للمشكلة، حتى وإن ارتحت لإحساسك بأنّك اكتشفت أين يكمن الخطأ. افترض أنّ رئيسك لا يهمّه سلوكه السيّء. وإذا كان واعياً به ويعلم أنّ سلوكه سيّء ويحتاج للتصويب لكن لا يمكنه فعل شيء حياله، فالنتيجة النهائية نفسها.


ثالثاً: ركّز على الاتصال والتواصل.
إن السلوك السيّء يعزل أصحابه لأنه يدفع الآخرين للابتعاد عنهم، لذا فإنّ التكتيك الأكثر شيوعاً عند التعامل مع الرئيس السيء هو الابتعاد عن طريقه، إلا أنّك لن تتعلّم كيف تتعامل معه دون تواصل.في معظم الحالات، يرحّب الشخص المنعزل بالتواصل البشري. وتتمثّل الخطوة التالية في التواصل، والذي يبدأ عادةً بالاستماع والمشاهدة. لا تقرب رئيسك بنيه إعطاء المشورة أو التنفيس عن مشاعرك. الهدف الرئيسي هو معرفة ما يريد رئيسك قوله ومدى استعداده للإنصات.


ويستغرق التواصل وقتاً طويلاً، فعليك أن تتحلّى بالصبر، وتبقي الباب مفتوحاً دون أجنداتٍ شخصيّة.


رابعاً: تعلّم كيف تتجنّب أن يتم استفزازك.


لدى كلٍّ منّا ما يشبه الأزرار الوهمية، إذا تم الضغط عليها، يتم استفزازه وتكون ردة فعله سلبية وربما درامية، ففي حين يمكن أن يتغاضى شخص عن محاولة إغضابه بكل سهولة، إلا أن غيره قد يكون أكثر حساسية.
إذا تمكّن رئيسك في العمل من استفزازك، فلن يكون بوسعك مساعدة نفسك عندما تكون ردة فعلك سلبية، ولا تتوقّع أن يصبح هناك تواصل بينك وبينه مستقبلاً. لكن الجانب الإيجابي في ذلك هو أنه بإمكانك أن تتعلم كيف تتفاعل خلال تلك الأوقات عندما لا يزداد السلوك السيء بشكلٍ فجائي. تذكر، لا علاقة للسلوك السيّء بك وليس مسألةً شخصية، حتى وإن نجح في استفزازك.


خامساً: لا تشارك في التقليل من شأن رئيسك وجعل الموقف أكثر سوءاً.


لا تكن نمّاماً ولا تشارك في جلسات التشكّي. ولا تتلكّع في تنفيذ الأوامر لأن الردود العدوانية السلبيّة تجعل الموقف أكثر سوءاً. تذكّر أن دورك يتمثّل في زيادة الإيجابية والتقليل من السلبية.


تساعدك هذه الخطوات في إرساء القاعدة الأساسية لتتخذ قراراً مهماً، وهو إما أن تمضي قدماً أو أن تغادر. أحياناً يكون الرئيس السيء أكثر من مجرّد شخصٍ يصعب التعامل معه، وأحياناً يتجاوز حدوده بشكلٍ غير مقبول. وفي هذه الحالة، ليس لديك خيار التعامل مع هكذا رئيس.