يقول محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) جيرالد فيليون إنه يغطي قطاعاً يسيطر عليه الرجال بإفراط. ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.


ويوضح فيليون أن كبار قادة الأعمال هم بنسبة 80% إلى 90% من الرجال، كما يشكل الرجال أكثر من 80% من أعضاء مجالس الإدارة في الشركات.


صحيح أن هناك الكثير من النساء في عالم الأعمال، ومن النساء الموهوبات والناجحات، يضيف فيليون، لكن قادة الأعمال الأكثر ثراءً هم جميعاً من الرجال، ما خلا استثناءات نادرة.


ويتابع فيليون فيقول إنه يغطي الشؤون الاقتصادية منذ 15 عاماً، وإن البحث عن ضيوف لبرنامجه التلفزيوني أو للريبورتاجات التي يقوم بها فريق عمله يكاد يقودهم دوماً إلى رجال في البداية. وهذا ما يحدث عندما يبحث مع فريق عمله عن أصحاب أعمال وعن خبراء في مجالات الاقتصاد والمالية والضرائب.


ويضيف فيليون أن التواجد النسائي يصبح ملموساً عند البحث عن خبراء في التخطيط المالي أو عن منظمات تُعنى بالدفاع عن حقوق المستهلكين أو عن الأكثر عوزاً بين المواطنين.


وسيطرة الرجال في الأوساط الاقتصادية ليست فقط عددية بل أيضاً نوعية، فهم الممسكون بدفة القيادة وهم الأكثر تأثيراً في مجريات الأمور.


فمقابل اسم صوفي بروشو، رئيسة مجلس إدارة شركة "غاز ميترو" (GazMétro)، أكبر شركة لتوزيع الغاز الطبيعي في مقاطعة كيبيك، تظهر على شاشتي أسماء 15 رجلاً يرأسون مجالس إدارات شركات من الحجم نفسه، يؤكد فيليون.


وإذا كان برنامجنا بحاجة لخبيرة اقتصاد نتصل بهيلين بيجين في مصرف “ديجاردان” التعاوني (Caisses Desjardins)، أو بميا حمصي من "معهد كيبيك" (Institut du Québec) للأبحاث الاقتصادية التي استضفناها مؤخراً، يقول محرر الشؤون الاقتصادية في راديو كندا.


ويذكر فيليون أسماء سيدات أخريات يستقبلهن في برنامجه، من بينهن خبيرة الاقتصاد وعضو مجلس الشيوخ ديان بيلمار. لكنه يؤكد مجدداً أن مقابل اسم كل سيدة أعمال أو سيدة خبيرة في شؤون الاقتصاد والمالية هناك أسماء عشرة إلى خمسة عشر رجلاً يتمتعون بأهلية وكفاءة مماثلتيْن.


ويضيف فيليون أنه لاحظ أن الكثيرات من بين السيدات اللواتي بلغن القمة في مجال الأعمال وأجرى معهن مقابلات، هن بلا أولاد. وهو طبعاً لم يتطرق إلى هذه الناحية في أحاديثه معهن لأنها "مسألة شخصية جداً". لكن ما لاحظه جعله يتساءل ما إذا كانت سعادة الإنجاب وتربية الأطفال تأتي مقرونة بتضحية شخصية لدى المرأة وهي التخلي عن جزء من طموحها المهني.


ويتابع فيليون أنه مدرك بأن آراء الناس متباينة بشأن ملاحظته، فالبعض ليس مقتنعاً بصحتها فيما البعض الآخر يرى أن فيليون وضع الاصبع على الجرح. لكن فيليون، من جهته، يبدو أكثر اقتناعاً بها إذ يضيف أنه يتساءل ما إذا كان ممكناً لأكثرية من النساء إنجاب الأطفال وتربيتهم وبلوغ القمم في الحياة المهنية.


ويختم فيليون مقاله بنقطة تفاؤل بالنسبة لموقع المرأة في عالم الأعمال، فيقول إن عدد الطالبات في معهد الدراسات التجارية العليا التابع لجامعة مونتريال (HEC Montréal) بات يفوق عدد الطلاب الذكور. "أوليس هذا مشجعاً؟".