قال المؤسّس الشريك لموقع باي بال بيتر ثيل إن حاملي درجة الماجستير في إدارة الأعمال لديهم ميلٌ إلى "التفكير والتصرّف مثل القطيع".


بينما قال الرأسمالي مارك آندرسن كلاماً مناقضاً لذلك، فقد قال "إذا كانوا يريدون الدخول إلى مجال التكنولوجيا، فهذا شيءٌ رائع"، وفقاً لما نشرته صحيفة Bloomberg Business الأمريكية.


وفي تدوينة على موقع Quora الإلكتروني الخاص بطرح الأسئلة والأجوبة، قالت المديرة التنفيذية للعمليات في موقع فيسبوك شيريل ساندبرج، التي حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد في عام 1995، أنه رغم حصولها على "قيمة كبيرة" من تجربتها، إلا أنها لم تكن مستعدة لتوصية نجوم التكنولوجيا المستقبليين بالحصول على تلك الدرجة.


وكتبت ساندبرج "إن ماجستير إدارة الأعمال ليس ضرورياً للعمل في فيسبوك ولا أعتقد أنه مهمٌ للعمل في صناعة التكنولوجيا"، حسب ما نقلت صحيفة بلومبرغ بيزنس الأميركية، الأحد 20 مارس/ آذار 2016.


إن هراء وادي السيليكون حول شهادة ماجستير إدارة الأعمال يحجب حقيقة أن شركات التكنولوجيا الأميركية توظّف خرّيجي كليات إدارة الأعمال بشكل متزايد.


فقد أرسلت كليات إدارة الأعمال 16% من الخريجين في عام 2015 إلى وظائف في شركات التكنولوجيا، وفقاً لمسحٍ أجرته بلومبرج بيزنس ويك حول الطلاب الذين جرى قبولهم في فصل الربيع، مما يجعل من هذه الصناعة تحتل المرتبة الثالثة من حيث استقطابها لخريجي ماجستير إدارة الأعمال بعد التمويل والاستشارات.


بهذا المقياس، فإن وادي السليكون يقدّر ماجستير إدارة الأعمال أكثر من بورصة وول ستريت. ففي عام 2015، دفعت شركات التكنولوجيا أموالاً لخريجي كلية إدارة الأعمال أكثر ممّا فعلت الشركات المالية، وذلك وفقاً لاستطلاع لبيزنس ويك شمل أكثر من 9000 من حاملي ماجستير إدارة الأعمال.


"إذا قلت إن كل الناس من حاملي شهادة القانون لا قيمة لهم، فكيف سترد؟" يقول ريتش ليون، عميد كلية هاس للأعمال في جامعة كاليفورنيا ببيركلي. وقد توجه نحو 43% من خريجيها للعمل في التكنولوجيا عام 2015، وفقاً للمسح.


وأضاف "إن مثل هذا التعميم غير مبرر. فلم تكن الشركات لتواصل توظيف حاملي ماجستير إدارة الأعمال إذا لم يكن لديهم مهارات ذات قيمة".


كان كل من أمازون، مايكروسوفت، جوجل وآي بي إم من بين 15 شركة استأجرت معظم حاملي ماجستير إدارة الأعمال في عام 2015، وذلك وفقاً لبيانات منقولة عن 103 كلية من كليات إدارة الأعمال، وهو دليل على أن رؤساء بعض أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية لا يتورّعون عن توظيف مديرين مؤهّلين لتنفيذ رؤيتهم.


وبينما قد يمثل حمْل شهادة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر، أو عدم حمْل أي شهادة على الإطلاق، علامة عالية على التميز، تكتظ أجنحة المديرين في وادي السيليكون بحاملي ماجستير إدارة الأعمال.


24 من أصل 67 شركة ضمن مؤشر قطاع تكنولوجيا المعلومات ستاندرد اند بورز يقودها رؤساء تنفيذيون من حاملي ماجستير إدارة الأعمال أو درجة معادلة. ومن بين هؤلاء الرؤساء التنفيذيين الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك (كلية فوكوا ديوك لإدارة الأعمال) والرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا نادالا (كلية بوث لإدارة الأعمال في شيكاغو).


ويرى كيث رابيو، وهو شريك استثماري في شركة VC خوسلا فنتشرز، أن وجود حاملي ماجستير إدارة الأعمال في شركة التكنولوجيا هو علامة على أن الشركة قد نضجت.


وأضاف "إنهم يميلون للتوظيف بعد أن تنجح الشركة بالفعل وتصبح منظمة بيروقراطية للغاية"، يقول رابيو، وهو موظف سابق في باي بال وقد أسس فيما بعد شركة Opendoor الناشئة للعقارات.


أصبحت الفكرة القائلة بأن حاملي ماجستير إدارة الأعمال لا مكان لهم في الشركات الناشئة محطَّ سخرية. سخر غاي كاواساكي، الموظف السابق لدى أبل، والذي تحول إلى بناء مشروعه الخاص، من أنه أثناء تقييم شركة صغيرة، كان يضيف نصف مليون دولار لكل مهندس في الشركة ويطرح ربع مليون دولار من كل موظف يحمل درجة الماجستير في إدارة الأعمال. كان كاواساكي قد حصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا.


"لا أقبل الحجة القائلة بأن رجال الأعمال لا يحتاجون إلى ماجستير في إدارة الأعمال"، يقول سري زهير، عميد كلية كارلسون للإدارة بجامعة مينيسوتا. "إذا كانوا يشكون حول كيفية كسب المال في أعمالهم، ما كنا لنرى تلك القفزات التكنولوجية والجنون الذي يحدث كل بضع سنوات."


وحوالي 24% من 157 شركة ناشئة تبلغ قيمتها مليار دولار أو أكثر قام بتأسيسها حملة ماجستير في إدارة الأعمال، وذلك وفقاً لدراسة حديثة نشرت من قبل ديفيد فيربانك، وهو طالبٌ في كلية هارفارد للأعمال.


وتشمل تلك الشركات شركة بيع النظارات بالتجزئة واربي باركر (التي تخرّج كافة مؤسسيها الأربعة من كلية وارتون)، والدليل الطبي زاك دوك (تخرج مؤسسه من كلية كولومبيا لإدارة الأعمال)، وأوسكار للتأمين الصحي.


"الشركات الناشئة ليست بالضرورة المقياس الدقيق لنجاح الشركات على المدى الطويل، ولكنها مقياس جيّد للتفكير في تحقيق أهداف كبرى"، يقول فيربانك.


تشعر كليات إدارة الأعمال بالقلق من أن الذم في شهادة ماجستير إدارة الأعمال قد يقلل من عدد مقدمي طلبات الالتحاق المحتملين. حيث يبدو أن الشهادة تفقد بعضاً من شعبيتها، مع انخفاض نسبة الملتحقين بها إلى 11% منذ عام 2009، ووفقاً لدراسة شملت 265 كلية من كليات إدارة الأعمال أجرتها جمعية تطوير كليات إدارة الأعمال الدولية، وهي منظمة ذات مصداقية.


"عندما اعتدت التفكير بشأن قادة الأعمال الجيدين، كان يمكنك تذكر جاك ويلش، أما الآن يمكنك أن تتذكر زوكربيرج، وهذه رابطة مختلفة حقاً مع كليات إدارة الأعمال" تقول إيمي هيلمان، عميدة كلية دبليو بي كاري لإدارة الأعمال في جامعة ولاية أريزونا، حيث التحق حوالي 43% من خريجي الكلية بمجال التكنولوجيا في العام 2015.


تقول هيلمان إن خريجي كليات إدارة الأعمال سيعثرون على مزيد من الفرص في شركات التكنولوجيا، حيث أصبح المستثمرون مدركين لأهمية توافر أنواع المهارات المطلوبة لتحويل فكرة جيدة إلى تجارة مزدهرة.


"اعتاد الأمر أن يمثل مجازفة"، كما تقول. "أما اليوم فأصبح الأمر بين يدي مجموعة من المموّلين المتطورين جداً الذين يبحثون عن أفكارٍ تجارية متطورة للغاية."


- هذه المادة مترجمة بتصرف عن صحيفة Bloomberg Business الأمريكية.