ما مدى تأثير الموقع الجغرافي على ريادة الأعمال هذه الأيام؟ قد يرى أحدهم بأنه ليس بالغ الأهمية، إلا أن هذا ليس صحيحاً تماماً عندما يتعلق الأمر ببعض أنواع المشاريع مثل: فتح مقهى أو مطعم، إذ من البديهي التفكير أولاً بطبيعة الموقع الجغرافي الخاص بهذا النوع من المشاريع التجارية.
لكن مع ذلك، فإن انتشار الإنترنت في كل مكان، ألغى جميع الحدود الجغرافية، وجعل عامل الموقع الجغرافي أقل أهمية لنجاح المشاريع مما كان عليه في السابق.
لماذا تعد طبيعة الموقع غير مهمة؟
أهم الميزات الواجب توافرها في الموقع، أن يكون ملبياً للاحتياجات الخاصة والمحددة، وأن يكون مخصصاً لشريحة معينة من السكان. ومقارنة بعدد السكان الكبير، فإن عدداً قليلاً نسبياً من الناس سيلاحظون واجهة المحل التجاري الخاص بك، كما أن فئة قليلة أيضاً ستكون ضمن السوق المستهدف من مشروعك.
ومن الواضح جداً أن واجهات المحال البراقة ذات المواقع الاستراتيجية أصبحت أقل أهمية، مقارنة بالشركات المتوسطة التي تقوم بتشغيل أعمالها وأنشطتها التجارية عبر الإنترنت. والحقيقية الآن هي أن كلاً من المواقع الإلكترونية القوية أو الحملات الواسعة عبر الشبكة الاجتماعية أو التدوينات المنشورة بشكل ذكي، لديها القدرة على جذب عدد أكبر من الجهات المهتمة، أكثر من الاعتماد على واجهات المحال أو على مواقع المكاتب.
وفي حال كنت ترغب في استقطاب عملاء جدد من خلال الاعتماد على عرض اللافتات فقط، فإنك غالباً ستواجه بعض المشكلات في هذا المجال.
لماذا يعد الموقع مهماً دائماً؟
إن أحد الأسباب التي تجعلك تواصل الاهتمام بموقع مشروعك التجاري، هو كيفية اكتساب الكفاءات والمواهب. وإلى حين امتلاك شركتك نوعاً من الهيبة التي من شأنها دفع الباحث عن العمل إلى الانتقال من أي ناحية من أنحاء البلاد للانضمام إلى فريق العمل الخاص بك، فإنه عليك الاعتماد على المواهب المحلية المتوافرة. وهذا يعني أن تؤسس مشروعك في موقع جغرافي ملائم، وذي علاقة مباشرة بنوع القطاع الذي تنتمي إليه، ليمكن جذب فئة الأشخاص الذين ترغب بالتعامل معهم.
وبالطبع فإن شركة تقع في قرية ريفية غير معروفة، من الممكن إهمالها لصالح شركة أخرى تقع في منطقة حضرية مزدهرة. علماً أن هناك استثناءات لهذه القاعدة.
أفكار حول قيادة الفكر: قد تسمع في كثير من الأحيان مصطلح "قيادة الفكر" في الأوساط التسويقية عبر الإنترنت. غير أن الجزء الملفت من هذا المفهوم، هو أنه لا يعترف بالحدود الجغرافية للمدينة أو الدولة. وفي الحقيقة، إنه تجسيد لفكرة أن الإنترنت بإمكانه مساعدتنا في تكييف وتصميم أعمالنا وأنشطتنا التجارية، بشكل يتناسب مع الجمهور العالمي.
ومن خلال اتباع استراتيجية خاصة برعاية قيادة الفكر، عن طريق نشر محتوى تسويقي مدروس، يمكن للشركات استقطاب أكبر عدد ممكن من الأشخاص على مستوى العالم، بغض النظر عن موقعها الجغرافي.
المسألة كلها تجارة لا أكثر: ستكون التجارة الإلكترونية بعد سنوات عدة أمراً اعتيادياً، فيما يعد اعتمادنا الآن يتساوى بين التجارة التقليدية والرقمية.
فيما تتعلق شبكة الإنترنت دائماً بالطريقة التي من خلالها يمكن تشكيل علاقات واتصالات بين العالم الإلكتروني والعالم غير الإلكتروني. ويبدو أن الاعتماد على الشبكة في إنشاء وتطوير الأعمال التجارية، سيكون كافياً لتغيير الطريقة التي نعيش بها، والتي نتواصل من خلالها مع المجتمع العالمي.