بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أهلا بكم من جديد فى رحلتنا المتميزة مع برنامج الكورت
سنتناول مع خلال درس اليوم ثلاث مهارات و هم
مهارة النتائج المنطقية و ما يتبعها
و مهارة الأهداف و مهارة الألويات المهمة الأولى

اسمحوا لى أن ابدء لقائنا الممتع بقصة شخص عمل على إدخال الأرانب إلى استراليا وذلك لتوفير الصيد لأصدقائه ، و كانت النتائج الفورية جيدة لأن الأرانب كانت مصدراً بديلاً للحوم .

بينما النتائج متوسطة المدى كانت سيئة إذ أن الأرانب تزايدت كثيراً لدرجة أنها أصبحت آفة زراعية تضر بالمزروعات .
أما النتائج بعيدة المدى كانت سيئة للغاية فقد انتشرت الأرانب في جميع أنحاء استراليا وتسببت في إتلاف مقادير كبيرة من المحاصيل .


إنّ أي اختراع جديد أو أي خطة، أو قانون، أو قرار جميعها لها نتائج تستمر لوقت طويل. لذا يجب أخذ النتائج بعين الاعتبار عند التفكير بأي عمل نرغب فى القيام به أو لتقيم أى أمر نقبل عليه.

فهنالك بعض الاختراعات تكون مفيدة على المدى القصير لكن بمرور السنوات يكون لها عواقب وخيمة
فكما نعلم أن اكتشاف المحرك الذي يعمل بمشتقات النفط ساعد على تشغيل السيارات والطائرات والصناعات النفطية , ولكن هذا بدوره أدى إلى تلوث البيئة. و لو كان بالإمكان التنبؤ بجميع النتائج المترتبة على استخدام مشتقات النفط في ذلك الوقت فربما تم التركيز على استخدام المحرك الكهربائي والبخاري لتشغيل السيارات.

و كما ذكرنا أن تقيم القوانين أمر حيوى جدا و من الأدوات المفيدة جدا لتقيم القوانين أداة النتائج المنطقية و ما يتبعها .


من خلال مهارة النتائج المنطقية و ما يتبعها ننظر الى المستقبل لرؤيه النتائج الفوريه و القصيرة و المتوسطه و البعيده المدى للاعمال و القوانين . و تساعدنا هذه المهارة على تخمين ما يمكن أن يحدث بعد أن يكون القرار
وهذا يساعد على توسيع النظرة لما بعد الأثر الفوري لذلك العمل، وبذلك يفكر المرء في المستقبل وينظر إلى الأمام، فالاهتمام مركز مباشرة على المستقبل.


و يلاحظ أننا باستخدام مهارة اعتبار جميع العوامل قد نفكر فى اللحظة الحالية و ممكن نفكر فى المستقبل بشكل غير مقصود لكن باستخدام مهارة النتائج المنطقية نفكر فى المستقبل بطريقة متعمدة و نبذل مجهود متأنى و مدروس للتفكير فى النتائج المستقبلية و نقوم بتصنيف النتائج المستقبلية إلى

* - نتائج فورية .
* - نتائج قصيرة المدى : ( 1 - 5 سنوات ) .
* - نتائج متوسطة المدى : ( 5 - 25 سنة ) .
* - نتائج بعيدة المـــــدى : ( فوق 25 سنة ) .

و رغم أن إدوار ديبونو قد حدد تصنيف للنتائج بالسنوات إلا أننا ممكن نقسم النتائج بحيث تتاسب مع معطيات الموقف

و يمكن تلخيص أهداف تلك المهارة فى النقاط التالية : -
1. تنمية القدرة على توقع النتائج.
2. الابتعاد عن التسرع وتجنب الندم عند الإقدام على عمل ما.
3. اكتساب المهارة في التخطيط السليم المرحلي والإستراتيجي.
4. توسيع النظرة لما بعد الأثر الفوري لذلك العمل .


و قبل أن نترك تلك الأداة يمكن تلخيصها من خلال المبــــــــــــــادئ التالية : -
1 - قد يستطيع الآخرون رؤية أعمالك أكثر مما تستطيع أنت . لذا حاول دائما الاستعانة باراء الاخرين و خاصة ذوى الخبرة
2 - من المهم أن تعرف فيما إذا كانت النتائج ذات وجهين أم لا .
3 - قد تكون النتائج الفورية والنتائج طويلة المدى متعاكسة ، أو على العكس .
4 - يجب أن لا تنظر إلى النتائج حسب تأثيرها عليك فقط ، ولكن حسب تأثيرها
على الآخرين أيضاً .
5 - يجب أن تطبق أداة “ النتائج المنطقية وما يتبعها “ وذلك قبل تقرير أي
النتائج تأخذها بعين الاعتبار .

و الأن بعد دراسة المهارة توقف قليلا كى نتأمل سويا هذه الاداة و حاول اجابة الأسئلة التالية
1 - هل تهمنا النتائج بعيدة المدى ؟
2 - إذا لم يكن من السهل التعرف على النتائج ،هل ستزعج نفسك بإيجادها ؟ .
3 - متى يكون من المفيد جداً البحث عن النتائج ؟ .
4 - على من تقع مسؤولية النظر إلى النتائج ؟


انتهينا من مهارة النتائج المنطقية و ما يتبعها و قبل الانتقال للأداه التالية أريد ان احكى لكم قصة طريفة سمعتها من الدكتور ابراهيم الفقى
كان بيحكى عن فتاة لاحظت أن والدتها تقطع رأس السمكة و ذيلها قبل القلى فسألتها لماذا تفعل ذلك ؟؟
قالت لها لا اعلم فقد رأيت أختى الكبيرة تفعل ذلك .
فذهبت لخالتها و سالتها لماذا تقطع راس السمكة و ذيلها فقالت لها لا اعلم و لكنى وجدت والدتى تفعل ذلك و ظلت الفتاة تتنقل بين أفراد العائلة حتى وصلت للجدة الكبرى فأجابت الجدة بأنها كانت لديها مقلاة صغيرة لذا كانت تقطع الرأس و الذيل .
و هذه القصة تجسد لنا مثال لكثير من التصرفات نفعلها دون أن نعى ما الهدف منها و لكننا نقلد ما اعتدنا على أن نراه ، فكما صنع الكفار الاصنام ثم عبدوها صنع أجدادنا العادات و التزمنا بها دون أن نعى ما الهدف منها .
و يعتبر تحديد الاهداف بمثابة الاسهم التى توجهنا للطريق الصائب .
فلو انت تريد الذهاب إلى القاهرة مثلا لن تبالى بلوحة ارشادية مرسوم عليها سهم يشتر إلى اتجاه الاسكندرية و فى نفس الوقت ستهتم بكل لافته ارشادية توصلك للقاهرة .
بمعنى أنه من الضروري جداً أن تعرف أهدافك بالضبط ليصبح من السهل عليك تحقيقها. لأنك إذا عرفت أهدافك فهذا يساعدك على التفكير في عدة ميادين منها اتخاذ القرار والتصرف السليم.
و بمعرفة الاهداف تسير أعمالك داخل اطار منطقى متكامل فليس من العقل ان اعمل من اجل تحقيق عائد مادى و اعمل بوظيفة ذات اجر منخفض .

تساعدنا الاداة الخامسة فى كورت توسيع الادراك على إدراك الهدف كشئ مميز نحاول تحقيقه كغاية و الفعل هو الوسيلة ، كما تساعدنا على التفريق بين الفعل الذى يعتبر وسيلة لتحقيق الغاية و رد الفعل التلقائى .

رمز الدرس AGO و هو اختصار لثلاث كلمات بالأنجلزية و هى

Aim و المقصود بها الهدف العام
Goal و المقصود بها الغاية المطلقة
Objectives و المقصود بها النقطة المدركة أو الملاحظة من التحقيق أو الانجاز

و لا داعى للتطرق للفرق بين معانى الثلاث كلمات و لكن يكفى أن تعرف أن هذه الأداة تساعدنا على وضع الأهداف و الخطوات التى تريد تحقيقها وما الذي نرغب تحقيقه بالضبط، و إيضا يمكن أن تساعدك على فهم تفكير الآخرين بمساعدتك على الإطلاع على أهدافهم.

إذن فالنقطة الأساسية في هذا الدرس تتمثل في التركيز على فكرة الهدف. و تعتبر الأهداف أداة لجعلك تركز مباشرة وبروية على المقصود من وراء الأعمال التي ترغب القيام بها من حيث:
1 - ما الذي تهدف إليه من القيام بعمل ما؟
2 - ما الذي تحاول تحقيقه؟
3 - ما الأمر الذي تسعى إلى الوصول إليه؟

بعد استخراج الاهداف من السهل عليك تجميع الاهداف المتشابهة لعناوين رئيسية . و نحاول نحولها لهدف محدد و واضح و قابل للتنفيذ للأستفادة منه فى التخطيط .


و يمكن تلخيص أهداف تلك المهارة فى النقاط التالية : -
1. يساعد تحديد الأهداف على تحسين صناعة القرار و تنمية القدرة على توجيه العمل في مسارات محددة و الاقتصاد في الجهد والوقت لانجاز العمل.
2. التخطيط السليم من أجل إنجاح العمل و منع الفوضى والعشوائية في العمل .
3. التركيز على جوانب ذات قيمة أكبر ومنع المشتتات السلبية ، مما يساعد على الدقة في الأداء وتوفير فرص أكبر للنجاح.
4. التمكن من التعرف على أهداف الآخرين مما يسهل عملية التعامل معهم وبشكل أفضل.
5. تسهيل عملية تقييم إنجازات العمل.



لو رجعنا لمثال الزوجة التى تريد أن تعمل سنجد أنه من الاهداف التى من الممكن أن تعمل الزوجة من اجلها

1. زيادة الدخل
2. التعرف على اصدقاء جدد
3. تطوير الذات
4. تحقيق وضع اجتماعى متميز .

و قبل أن نترك تلك الأداة يمكن تلخيصها من خلال المبــــــــــــــادئ التالية : -

1 - إذا عرفت تماماً ما أهدافك فإنه يصبح من السهل عليك تحقيقها.
2 - قد يكون للناس المختلفين أهدافاً مختلفة في نفس الوقت.
3 - في الطريق إلى هدف نهائي، قد تكون هناك سلسلة من الأهداف الصغيرة كل منها مأخوذ وتابع لسابقه.
4 - يجب أن تكون الأهداف قريبة و واقعية ، وأن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق.
5 - قد تكون هناك عدة أهداف، ولكن بعضها أهم من البعض الآخر.

و الأن بعد دراسة المهارة توقف قليلا كى نتأمل سويا هذه الاداة و حاول اجابة الأسئلة التالية

1- هل من الضروري دائماً أن تعرف أهدافك بالضبط ؟
2 - متى يكون الأمر أكثر فائدة لمعرفة الأهداف ؟
3 - ماذا يحدث لو لم يكن لديك أهداف ؟ .
4 - كيف تكون أهداف الناس الآخرين هامة ؟ .


و بهذه الأسئلة نكون انتيهينا من مهارة الأهداف و التى نستطيع من خلالها تحديد ما نريد تحقيقه و الوصول إليه و لكن الحياة لا تعطى كل شئ فالحياة رحلة صيد نضحى فيها بالسمك الصغير لنصطاد به الاسماك الكبيرة .

فما الذى يستحق التضحية من أجل الأخر و بكلمات أخرى لو وضع هدف ما فى كفه و هدف آخر فى الكفه المقابلة أي الكفتين أرجح .

قد يجد الكثير صعوبة فى تحديد ما يمكن تشبيهه بالسمكة الصغيرة التى يمكن أن نضحى بها لنحصل على السمكة الكبيرة لأن الأهداف و النتائج وغيرها لا يوجد لها ميزان مادى يساعدنا على ترتيبهم من الأقل إلى الأكثر أهمية لذا كانت هنالك حاجة ماسة لاستخدام الأداة السابعة و هى " الألويات المهمة الأولى " و التى تساعدنا على ترتيب و تنظيم الافكار حسب الاهميه و ذلك لترتيب العناصر حسب أهميتها بحسب الشخص نفسه .
فلو سمعت أن هنالك دواء أعراضه الجانبية سقوط الشعر ستعتقد أن من يتعاطى هذا الدواء مؤكد مصاب بالعته و لكن العلاج الكيماوى علاج حيوى لمرضى السرطان ( كفانا الله شر هذا المرض ) ، فهل يرفض مريض السرطان دواء قد ينقظ حياته لأنه لا يريد أن يتساقط شعره بالطبع لا .

هذا المثال يوضح لنا أن الألويات تختلف من شخص لأخر فقد يكون العائد المادى أو تحقيق وضع اجتماعى غاية مطلقة عند الكثير و أى مجهود أو تضحيات مقابل تحقيق ذلك يعتبر مقابل بسيط لتحقيق تلك الغاية .
لكن قد يكون الوضع الاجتماعى فى المرتبة الثانية بعد مصلحة الاولاد لدى كثير من الامهات .

لذا من الواجب على كل شخص أن يرتب أولوياته عن قصد لتحديد المهم و الأقل أهمية

قال الإمام علي رضي الله عنه:
(من اشتغل بغير المهم ضيّع الأهم).

فإذا انشغلت بما هو تافه فلن تستطيع أن تشتغل بما هو ضروري.

و تساعد مهارة الاولويات على علاج مشكلة العناصر الكثيرة الناتجة من المهارات السابقة و التى قد تشتت الانتباه فبعد سرد كل الافكار و اعتبار كل العوامل مهما كانت اهميتها والأهداف أو النتائج المنطقية يأتى درس الالويات لبلورة تلك الافكار و التركيز على الاهم فالمهم . لذا عند التفكير حول موقف ما باستخدام الأدوات السابقة عليك أن تقرر أياً من هذه الأفكار يعتبر أكثر أهمية باستخدام أداة الأولويات المهمة الأولى و ذلك تبعا للمعاير التى تختارها مثال المبادئ أو القيم أو ثقافة المجتمع كى تجمع أهم النقاط و تتعامل معها أولاً.

و هنالك بعض النقاط الهامة يجب وضعها فى عين الاعتبار


1. إن الذي تعتقده أكثر أهمية في نظرك، فإن شخصاً آخر قد يسقطه من أولوياته لذلك تعتبر الأولويات المهمة حالة حكم على الفكرة، ولا يوجد هناك إجابات مطلقة.
2. يجب أن تعرف بالضبط لماذا أخذت شيئاً ما كأولوية.
3. عدم اعتبار الأفكار التي تظهر أنها مهمة من خلال النظرة الأولى.


و يمكن تلخيص أهداف تلك المهارة فى النقاط التالية : -
1. تنمية القدرة على حصر الأمور المهمة للأفراد في مراحل زمنية معينة.
2. الكفاية في تقدير كل أولوية وأيهم أجدر بالاهتمام من حيث القيمة والزمن.
3. بيان أهمية الأفكار ومعالجتها في حياة الأفراد.
4. اكتساب المهارة في وضع معايير تمكن الفرد من تصنيف الأولويات وترتيبها.
5. زيادة التركيز على ما يواجهه الإنسان من مستجدات ومشاكل.

و باستخدام هذه الأداة فى مثال الزوجة التى تفكر فى العمل نجد أن تحديد الاولويات يعد بمثابة وقفة من النفس مما يساعدها على أن تعيد حساباتها مرارا و تكرار لترتيب الاهم فالمهم .

و قد تكون ترتيب اولويات الزوجة ترتيبا تنازليا كما يلى :-
1. عدم الخروج عن العرف .
2. مصلحة الأبناء .
3. ارضاء الزوج.
4. تحقيق الذات .
5. تحقيق العائد المادى .

و لو طلبنا من عدد كبير من الزوجات ترتيب هذه العناصر قد نجد تباينا كبير
فقد تحتل مصلحة الابناء الصدارة عند البعض و اخريات تفضل العائد المادى و هكذا .

و قبل أن نترك تلك الأداة يمكن تلخيصها من خلال المبــــــــــــــادئ التالية : -
1 - من الضروري جداً الحصول على أكبر عدد من الأفكار أولاً ، ومن ثم البدء باختيار
الأولويات من بينها .
2 - الناس المختلفون ربما يكون لديهم أولويات مختلفة في التعامل مع الموقف الواحد .
3 - يجب أن تعرف بالضبط لماذا اخترت شيئاً ما كأولوية ؟
4 - إذا كان من الصعب اختيار أهم الأشياء فحاول النظر إليها من الجانب الآخر واترك ( اهمل )
الأولويات الأقل أهمية وتعرف على ما تبقى لديك من الأولويات .
5 - يجب عدم تجاهل الأفكار التي لم يتم اختيارها كأولويات فسوف يتم أخذها بعين الاعتبار ولكن بعد الأولويات .

و الأن بعد دراسة المهارة توقف قليلا كى نتأمل سويا هذه الاداة و حاول اجابة الأسئلة التالية
1 - هل الأولويات طبيعية ، أم أنه يتوجب عليك القيام بمجهود خاص لاختيارها ؟
2 - هل الأولويات دائماً واضحة ؟ .
3 - متى يكون الأمر أكثر فائدة لإيجاد الأولويات ؟ .
4 - كيف تختار الأولويات ؟ .

بهذه الأسئلة نكون انهينا المهارة الأخيرة فى لقائنا اليوم الذى استعرضنا من خلاله ثلاث مهارات من كورت توسيع الإدراك و هم
مهارة النتائج المنطقية و ما يتبعها و التى تساعدنا على النظر الى المستقبل لرؤيه النتائج الفوريه و القصيرة و المتوسطه و البعيده المدى للاعمال و القوانين .
و مهارة الأهداف و التى تنمى لدينا القدرة على وضع الأهداف و الخطوات التى نريد تحقيقها . و كذلك تساعدك على معرفة أهداف الآخرين لكي تفهم سلوكهم و تعرف كيف تتعامل معهم .
و مهارة الاولويات المهمه الاولى و هى تعنى ترتيب و تنظيم للافكار حسب الاهميه .

و بذلك يكون انتهى لقائنا اليوم
استودعكم الله
و إلى لقاء قريب مع بقية أدوات الكورت
سبحانك اللهم و بحمدك لا اله إلا أنت نستغفرك و نتوب إليك .