ثلاثة عقود من العمل الجاد استثمرها الأردني من أصل اللبناني فادي غندور، ليحقق العديد من النجاحات، والتي بدأها بقراره منافسة شركة “فيدكس” الأميركية حين أسس شركة “أرامكس” أحد المزودين العالميين لخدمات النقل والحلول اللوجستية في الشرق الشرق الأوسط وجنوب آسيا، والتي تعتبر نموذجاً ريادياً عربياً، ولتصبح فيما بعد خامس أكبر شركة على مستوى العالم في خدمات النقل والبريد.


تحكي سيرة غندور قصة بناء هذا الاسم بالإصرار، رغم كل الصعوبات وضعف البنية التحتية في المنطقة، لكنه هذه التجربة التي خضاها دفعته لاستخلاص نصائح قدمها لمن يريد الخوض في ريادة الأعمال وتأسيس مؤسسة تستطيع أن تنافس على مستوى العالم.


وخص فادي غندور قراء “الاقتصادي” بـ 12 نصيحة، يلخص من خلالها تجربته في ثلاثة عقود ليستفيد منها رواد الأعمال الشباب وهي:


الأساس.. النجاح المستدام وفريق العمل


1. يجب علينا منذ البداية، أن نضع نصب أعيننا، أننا نسعى لنجاح طويل الأمد وقابل للاستدامة، نحن لا نسعى إلى نجاح آني أو فوري وغير مستدام.


2. فريق العمل أهم من رائد الأعمال نفسه، فأهم الأشياء التي نُسأل عنها في سعينا لطلب الاستثمار في أفكارنا أو مشاريعنا هي من هو فريقك؟ يجب اختيار فريق عمل يشارك رائد الأعمال الثقة والقيم والطموح، علينا الإيمان بفكرتنا وبأهدافنا وبفريق العمل، وعلينا العمل بجد لبلوغ النجاح.


البيئة المحيطة والاستفادة من الأقران


3. علينا الاستفادة القصوى من بيئتنا المحيطة، يجب أن نتعلم من أقراننا، و من تجاربهم، ومن تجارب الشركات الأخرى.


4. الحفاظ على السيولة النقدية أمر أساسي، ومن المهم أن نتعلم كيفية استثمار المال وإدارته، علينا الاستفادة القصوى من بيئتنا المحيطة، يجب أن نتعلم من أقراننا، ومن تجاربهم، ومن تجارب الشركات الأخرى.


5. يجب أن لا تقيدنا المخاوف من الفشل، حيث أن ريادة الأعمال تعني المخاطرة، والمخاطرة تحتمل الفشل، لكن لابد من بذل جهدٍ للنجاح، والتعلم من الإخفاق ومعرفة أسبابه، والفشل لا يُفترض أن يمنع تكرار المحاولة والتعلم من التجربة، إذا توقفنا عن المحاولة، نكون قد فشلنا حتماً.


النماذج العالمية والمعرفة


6. علينا كرواد أعمال توفير خيار امتلاك أسهم في الشركة لفريق العمل، فذلك سيعزز روح الشراكة، ويحفز من حس المبادرة لديهم كما سيعمق إنتماءهم للشركة ويزيد عطاءهم.


7. لا ضرر في تقليد نماذج عالمية وإعادة تطبيقها على صعيد محلي، بعد تكييفها وملائمتها مع أهدافنا ومحيطنا، فالعديد من الشركات تتبع هذا الأسلوب وتبتكر في التطبيق وتتكيف مع المعطيات المحلية، والاستفادة من التجارب الغير الناجحة والابتكار في التكيّف الصحيح مع البيئة أمر مهم و ضروري.


8. المعرفة قضية محورية ومستمرة، لذلك علينا إيلاء الأولويّة دائماً لبناء المعرفة واكتساب المهارات لدى فريقنا وشركتنا، مبيناً أن المعرفة تختلف عن المعلومة، وتتصل بالكيفيّة والطريقة في توظيف واستخدام المعلومة المتاحة للإفادة منها بالطريقة المثلى في بلوغ الأهداف بالسرعة القصوى والكلفة المناسبة، فقيمة المعرفة تكمن في تطورها الدائم وفي كيفية استخدامها، والمعلومة التي نتعلمها اليوم ستصبح بعد أيام بلا قيمة لتقدمها، لذلك علينا الاهتمام بتنمية المعرفة بالبحث والتعلم والتدريب وتوظيفها بشكل صحيح وسريع، والمعرفة عملية مستمرة ومتواصلة، ويجب ألا نتوهم بامتلاكنا المعرفة الكاملة، وهناك الكثير الذي يمكن أن نتعلمه من الفريق الذي يعمل معنا ومن الذين يحيطون بنا.


الصبر.. والاهتمام بالمجتمع


9. علينا أن نكون صبورين، فالصبر لا يقل أهمية عن الإرادة والعزم والإصرار، غير أنه يتوجب علينا إيجاد التوازن الضروري، بحيث لا يغلبنا الحماس والاندفاع بشكل يؤثر سلباً على قراراتنا، ولا يمنعنا التباطؤ من تفويت فرص جيدة.


10. يجب إيلاء الاهتمام الضروري للمجتمع الذي نعمل في إطاره، فالمجتمع هو الحاضن للنجاحات والضامن بدعمه لاستدامتها.


11. من طبيعة الأسواق أنها دائمة التغيّر، وأن المعطيات فيها تختلف بشكل دائم وسريع، وبالتالي سرعة الاستجابة لهذه المعطيات والجرأة في اتخاذ القرار المناسب أمران ضروريان للبقاء وللاستمرار، فقراراتنا يجب أن تكون سريعة لا متسرعة، جريئة ولكن مدروسة بعناية ومحسوبة بدقة.


12. علينا أن نكون دائماً يقظين، بمعنى، علينا كمتخذين للقرارات أن نكون مطّلعين وعلى معرفة بجميع العوامل المتعلقة بالقرار، ويجب أن نكون على دراية صحيحة متمكنة بالسوق، وبالبيئة المحيطة، فالمعرفة وحب التعلم، واللامركزية وقلة البيروقراطية، مع وجود فريق كفؤ سيساعد على تعزيز المرونة الضرورية التي ستمكننا من الاستجابة بسرعة واغتنام الفرص حال ظهورها، والقدرة على تمييز الفرص والاستعداد، وسرعة الاستجابة هو ما سيسمح لنا بالنمو والتطور.