سمعنا كثيرا عن إدارة العمل عن بعد، بواسطة التقارير والرسائل وNet Meeting والهاتف والبريد الإلكتروني، وكلها أساليب معتمدة ورسمية وموثقة، لتسهيل المعلومة وسهولة اتخاذ القرار.

ولكن هناك نمطا لم نعهده، وبدأنا نلاحظه بين حين وآخر لدى بعض المسؤولين، هو إدارة اعمالهم بواسطة رسائل SMS، ربما لانشغالهم عن صياغة رسالة او استخدام هاتف، فتكون رسالة SMS هي الحل الأنجع، وغالبا ما تكون هذه الرسالة مختصرة جدا مثل «موافق»، «لا»، «اعتمد»، «OK».. الخ، وهي رسائل مقبولة نوعا ما، ولكن لا يمكن اعتمادها رسميا، والاستناد اليها عند حدوث مشكلة، فأول من يتهرب منها المسؤول صاحب الرسالة..
وهناك رسائل سلبية يتم استخدامها من المسؤولين تجاه مرؤوسيهم، مثل: «اعتبر نفسك مستقيلا»، «انت تجاوزت صلاحياتك»، «انت محال إلى التحقيق»... هذه الرسائل سواء كانت ايجابية او سلبية، فإنها علاقة غير انسانية بين الموظف والمسؤول. وقد تقودنا الى بناء حواجز إضافية والتسبب في تصدع هذه العلاقة، كما يحدث في العلاقة بين الأصدقاء والأقارب، التي انخفضت الى الحد الأدنى بعد اللجوء الى استخدام الرسائل الهاتفية، ناهيك عن المشكلات التي حدثت بسبب سوء الفهم من مستقبل الرسالة.. والتي ادت احيانا الى وقوع الفراق مع الأصدقاء والخلاف مع الأقارب والأبناء ووقوع الطلاق بين الزوج وزوجته، ومشكلات قضائية بين اناس لا يعرف بعضهم البعض، ولكنهم استلموا الرسالة بطريق الخطأ.
ومهما قيل عن المزايا والفوائد التي تتحقق من هذه الرسائل، فإنها لا تقارن مع المخاطر التي يحتمل وقوعها. لذا ندعو الى تأصيل العلاقة الإنسانية بين الموظف والمسؤول من خلال التواصل المباشر المرئي والمسموع والمحسوس، وعن طريق المرور اليومي والعبارات التشجيعية، والتوجيهية، ومساعدتهم في تصحيح المسار متى ما تمت ملاحظة خلل ما، وكذلك المشاركة في المناسبات الاجتماعية وتبادل كتب الشكر والهدايا البسيطة. كل تلك الرسائل تبني جسور المحبة والعلاقات الإيجابية بين العاملين في المؤسسة، ما يدعم الحوافز النفسية ويحسن الاداء ويزيد من الانتاجية.
لذا دعوا عنكم الإدارة برسائل SMS