مفهوم التنظيم والأساليب
إن نشط التنظيم والأساليب، نشاط جديد في مفهومه، وفي طبيعة الدور الذي يؤديه، ليس في البلدان النامية فحسب، ولكن حتى في البلدان المتقدمة، فلم يعرف هذا النشاط في بريطانيا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، إلا قبيل الحرب العالمية الأولى بقليل، ولم يستخدم هذا النشاط، على نطاق واسع في هذين البلدين، إلا أثناء الحرب العالمية الثانية، فضغط الالتزامات الحربية، وظروف الحرب الصعبة التي واجهت هذين البلدين، ونقص الموارد الأولية، وكثرة المشاكل الإدارية والتنظيمية دفعت هذين البلدين للبحث عن أفضل الطرق لاستخدام ما بين أيدها من وسائل وإمكانيات لإنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف. وقد حظي هذا النشاط باهتمام كبير في العديد من دول العالم المتقدمة والنامية في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية، فأنشأت تلك الدول وحدات استشارية ضمن أجهزتها الإدارية للقيام بالدراسات والأبحاث في مجال التنظيم والأساليب.
ويطلق على هذا النشاط باللغة الإنجليزية ، في بريطانيا اصطلاح (Organization and Methods) (التنظيم والأساليب) ويشار إليه بصورة مختصرة (M & O). وقد أصبح التعبير المختصر لهذا النشاط وهو (O&M) شائعاً في معظم بلدان العالم حتى في البلدان التي لا تتلكم اللغة الإنجليزية.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فيطلق على هذا النشاط عدة مسميات وهي (Organization and Management) (التنظيم والإدارة) (Systems and Procedures) (الأنظمة والإجراءات) (Adminstitave Analysis و Management Analysis) (التحليل الإداري).
أما في الأقطار العربية، فيطلق على هذا النشاط أيضاً عدة مسميات فيسمى (التنظيم والأساليب) و (التنظيم وطرائق العمل) و (التنظيم وطرق العمل) و (التنظيم والإدارة) و (التنظيم والإدارة وطرق العمل). ومن الواضح إن التسميات العربية لهذا النشاط ما هي أساساً إلا ترجمة للتسميات الغربية، وهي ترجمة للتسمية الإنجليزية لهذا النشاط وهي (Organization and Methods) (التنظيم والأساليب) أو للتسمية الأمريكية الشائعة في البلدان العربية وهي (Organization and Management) (التنظيم والإدارة).

ويهتم نشاط التنظيم والأساليب ، بدراسة التنظيم والإجراءات (طرق العمل) في المنظمات بهدف الوقوف على مدى فعاليتها، ولأجل إدخال التحسينات اللازمة عليها. وتتضمن الدراسة التنظيمية لمنشأة ما، دراسة الهيكل التنظيمي للمنشأة، وكيفية تقسيم العمل بين الإدارات فيها وذلك لأجل إجراء التغييرات المناسبة على التنظيم الإداري في المنشأة، كإلغاء بعض الإدارات والأقسام، أو ضمها إلى بعضها. أو إحداث إدارات بمسميات جديدة وتحديد اختصاصات الإدارات القائمة والمحدثة، ووضع الخرائط التنظيمية لها، وإعادة تنظيم جهاز المنشأة، بوجه عام، على أسس علمية سليمة، أما دراسة الإجراءات (طرق العمل) فتشمل التعرف على الإجراءات الموجودة في المنشأة، ودراستها دراسة تحليلية لأجل تحسينها وتبسيطها، وتصميم إجراءات جديدة مناسبة للأعمال الجديدة.