يتوجس البعض من المحاسبين والمديرين الماليين، فهل من سبب لكراهية بعض الناس لهم؟ فحين يقدم بعض هؤلاء توصياتهم بتسريح نسبة معينة من الموظفين، أو رفض مطالب زيادة الرواتب أو تحسين النفقات المخصصة لدعم الموظفين مثلا، قد تكون بعض الأسباب، وجه أريبيان بزنس هذا الاستفسار لأحد الخبراء في هذا المجال.


أكد جيفري طومسون رئيس معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي IMA ، إن التوجهات الجديدة في تدريب المحاسبين الإداريين وخبراء المالية تكمن في الاهتمام بأصحاب المواهب وتجنب النظر إلى الموظفين على أنهم مجرد أرقام والالتفات إلى جوانب أخرى يفترض أن تجعل من المحاسبين ومديري المالية أكثر تعاطفا مع الجانب الإنساني في الشركات والمؤسسات.


يقول جفري ردا على استفسار أريبيان بزنس حول توجس البعض من المحاسبين والمديرين الماليين وكراهية معظم الناس لهم، (حين يقدم بعض هؤلاء توصياتهم بتسريح نسبة معينة من الموظفين مثلا)، أكد طومسون، إن التوجهات الجديدة في تدريب المحاسبين الإداريين وخبراء المالية تكمن في الاهتمام بأصحاب المواهب والنظر إلى الجوانب الإنسانية والأخلاقية عند التعامل مع مصير الموظفين في حالات الفصل أو التسريح.


وتحدث طومسون عن نمو نشاط المعهد في الشرق الأوسط مثل الإمارات والسعودية ومصر، لافتا أنه خلال 6 أشهر سيتم افتتاح فرع في مصر لتلبية الطلب الكبير على أصحاب المهارات المحاسبية وذلك لتعزيز الكفاءات لمواكبة بناء الاقتصاد المصري والبنى التحتية.


كم تبلغ كلفة التدريب للحصول على شهادة معهدكم؟ وما مدى الاستفادة منها من قبل المحاسبين وموظفي المالية؟


جيفري طومسون : تتراوح الكلفة بين ألفين وثلاثة آلاف دولار ويمكن تصل عوائده من خلال الرواتب والمكافآت في الظروف المواتية إلى نصف مليون دولار.


جيفري طومسون :ما هو المسار المهني للمحاسب الإداري؟


قد يكون من خريجي المحاسبة والمالية أو إدارة الأعمال أو الاقتصاد وما شابه. هناك الكثير من المهتمين والطلب لزيادة الكفاءة مع مساعي مصر لزيادة نمو الاقتصاد وعادة ما تنمو عمليات المعهد في الأسواق التي تشهد نموا للبنى التحتية التي تحتاج لضمان توفر الكفاءات المالية والمحاسبية. وتعكف الكثير من الاقتصاديات الناشئة على ضمان تقيد أنظمتها المالية والمحاسبية بالمعايير المطلوبة مثل التقارير والإفادات المالية، وتنظر بعد ذلك إلى إصدار بيانات مالية عن تقييمها للمستقبل الأداء المالي وهنا تكمن أهمية المحاسبة الإدارية للإدارة في تقديم مجال للابتكار وإدارة المخاطر والتخطيط المالي والأنشطة المستقبلية بالبيانات وتوليد القيمة وتحقيق الاستدامة. ونحقق نموا كبيرا في الشرق الأوسط مع وجود أكثر من 15 ألف عضو في مؤسستنا وهي مؤسسة غير ربحية تعتمد على العضوية (من خلال تسديد الرسوم التي تتيح برامج وتدريب ومجلات وأوراق بحث).


-ما هي الشركات والمؤسسات التي تحتاج لمهارات محاسبية كتلك التي تقدمون التدريب فيها أي المحاسبة الإدارية هل هي شركات صغير ومتوسطة أم مؤسسات كبيرة فقط؟


جيفري طومسون :يتنوع حجم الشركات ولدينا أكثر من 80 ألف عضو في المؤسسة في 3 بلدا تتنوع بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والمؤسسات الحكومية .


من يمثل سوقا أكبر دبي أم القاهرة بالنسبة للأعضاء لديكم وما تفسير ذلك التفاوت؟


جيفري طومسون: أصبح النشاط في دبي اكبر بوجود وافدين أكثر وشركات ومؤسسات وطنية، ويتوقف الأمر أحيانا على النظام التعليمي وطبيعة عمل المؤسسات الشركات، فهناك مؤسسات حكومية كثيرة وتتنوع طبيعة الأعضاء بين شركات عالمية متعددة الجنسية.


ما سر الاهتمام بالانتساب لعضوية مؤسسة المحاسبة الإدارية؟ هل هي القوانين وطبيعة الأسواق؟


جيفري طومسون : تكمن الرغبة في الاهتمام بالمحاسبة الإدارية في الحاجة للاستفادة من القدرات المحاسبية أكثر من مجرد الالتزام المالي فهناك الحاجة للمحاسبة المالية والإدارية لضمان نجاح المبادرات والمشاريع وضمان نجاح الابتكار الجديد فيها والقيمة المستقبلية لهذه الأنشطة، فمجرد التدقيق والتقيد بالتشريعات المالية هي أمور موجودة وبديهية في كل مكان، لكن الاستدامة والابتكار هي التي تدفع بالاهتمام بالبرنامج. ففي دبي مثلا هناك الحاجة لتقديم تقديرات مستقبلية وضمان وهذا ما أراه في كل زيارة سنوية أقوم بها إلى دبي، أي منذ عشر سنوات حتى اليوم، وأجد الكثير من التخطيط المستقبلية والتوقعات وهي أمور ترتبط بالمحاسبة الإدارية.


وشاركت في ندوة نظمتها هيئة الطرق والمواصلات، وهي ندوة حول الابتكار في القطاع الحكومي بالتعاون مع معهد المحاسبين الاداريين (IMA)، وذلك بهدف القاء الضوء على كيفية الابتكار في تطوير العمل، وتقديم نبذة متكاملة عن شهادة المحاسب الاداري المعتمد (CMA). في سبيل تطوير المهارات والكفاءات وتعزيز الجانب العملي الفعّال لدى موظفي الهيئة وموظفي الجهات الحكومية بشكل عام ، وموظفي الإدارة المالية بشكل خاص على الالتحاق بالدورات التدريبية، التي تسهم في رفع الكفاءات المهنية، لذا فقد حرصنا خلال الفترة الماضية على إلحاق عدد من موظفي الإدارة المالية لمعهد المحاسبين الإداريين وحصول البعض منهم على شهادة "CMA"، مشيراً إلى وجود خطة للعام الجاري لإدراج عدد آخر من الموظفين للحصول على شهادة المحاسب الإداري المعتمد.


وفي في ندوة نظمتها هيئة الطرق والمواصلات عرضت أفكارا في الندوة حول "الابتكار والقيادة،" حيث يبرز دور معهد المحاسبين الإداريين في إتاحة فرص جديدة للمتخصصين في مجال المحاسبة الإدارية والإدارة المالية، من خلال التركيز على سبل التخطيط المالي الجيد، وأدوات التحليل الدقيق والتحكم في إدارة الأزمات ودعم اتخاذ القرار.


ماذا عن السعودية، وهل ترى أن الشركات والمبادرات الرائدة تفي المحاسبة الإدارية حقها وتوكل للمحاسب والمدير المالية توصيفا مهنيا مفيدا؟


جيفري طومسون: من الصعب التنبؤ بما سيحدث على صعيد الاقتصاد العالمي، والجزم بما إذا كنا مقبلين على أزمة مالية عالمية جديدة أم لا، فى ظل الهبوط الحاد لأسعار البترول وتراجع أسواق الأسهم العالمية بصورة كبيرة.


وأشار طومسون إلى عزمه زيارة السعودية قريبًا، مشيرًا إلى أنها بدأت تنوع مصادر اقتصادها الذى كان قائمًا على النفط، وهو ما علقت عليه مدير عمليات الشرق الأوسط قائلة: "فى أوقات كثيرة تكون الكوارث مصدرا للتخطيط الجيد". جدير بالذكر أن معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي IMA الرائد يمنح شهادة CMA للمحاسب الإدارى المعتمد، والتى تمنح الدارس من خريجى الكليات المحاسبية قدرات متقدمة على التحليل المالى والاقتصادى والمحاسبى، ويصل عدد المتخصصين المؤهلين بشهادة المحاسب الإدارى المعتمد CMA فى مصر حوالى 1434 شخصًا. ويضم معهد المحاسبين الإداريين الأمريكي IMA، أكثر من 75,000 عضو فى 140 دولة، ويقع المقر الرئيسى للمعهد فى مدينة مونت فالى بولاية نيوجيرسى فى الولايات المتحدة الأمريكية، كما يوفر خدماته فى كل من الأمريكتين، آسيا، أوروبا، منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.