تعتبر الموارد البشرية الأساس في تحقيق إستراتيجية المنظمة والوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها، وينظر إلى الموارد البشرية على أنها أحد أهم الموارد الهامة التي يجب إدارتها والتخطيط لها بعناية ،فهؤلاء الأشخاص العاملين في المنظمة هم جزء من الأصول وليسوا جزء من التكاليف من هنا تأتي أهمية التخطيط الفعال لهؤلاء الأشخاص بالشكل الذي يجعلهم يساعدون في تحقيق أهداف المنظمة،حيث تهتم عملية تخطيط الموارد البشرية بالحصول على الأشخاص المناسبين وذلك بعد الأخذ بمتطلبات كل وظيفة من خلال مخرجات تحليل وتصميم العمل.
مفهوم تخطيط الموارد البشرية :
التخطيط بشكل عام هو قرار مسبق حول ماذا نعمل؟ وكيف نعمل؟ ومن يعمل؟وعندما ننتقل إلى التخطيط في مجال الموارد البشرية نجد أنه يتناول تحديد الاحتياجات البشرية كماً ونوعاً وهذا التخطيط هو عمل شمولي يقتضي جوانب مهمة ومتعددة في أنشطة الموارد البشرية وخاصة في مجالات الاستقطاب والاختيار والتعيين والتدريب وتقويم الأداء وتخطيط المسار الوظيفي .....ونستطيع تعريف الموارد البشرية كما يأتي :
• هو وسيلة لضمان حصول المنظمة على الأفراد اللازمين لسير العمليات الإنتاجية والتسويقية والإدارية المختلفة خلال فترة زمنية مستقبلية من كفايات محددة وبأعداد معينة.
• هو تحديد الاحتياجات المستقبلية من العاملين من حيث العدد والمهارات للمنظمة ككل وكذلك للأنشطة المختلفة فيها.
• تقديرات وتنبؤات المنظمة باحتياجاتها من الكوادر البشرية المختلفة كماً ونوعاً في الوقت المناسب والمكان المناسب وذلك من أجل تحقيق الأهداف العامة للمنظمة أو الأهداف الخاصة للقطاعات العاملة فيها.
• هو إستراتيجية للحصول على الموارد البشرية واستخدامها وتطويرها في المنظمة.
• يقصد بتخطيط الموارد البشرية عملية جمع واستخدام المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات حول الاستثمار الأمثل في نشاطات الموارد البشرية المختلفة .
و يعرف تخطيط الموارد البشرية أيضاً بأنه العملية المنهجية التي يتم من خلالها تحليل الموارد البشرية في المنظمة في ظل الظروف المتغيرة وسياسات شؤون الأفراد المتطورة التي تناسب مع الفعالية طويلة الأجل للمنظمة، وتعتبر هذه العملية جزءاً مكملاً لإجراءات التخطيط والموازنة المشتركة وذلك لأن التكاليف والتقديرات الخاصة بالموارد البشرية تؤثر في الخطط طويلة الأجل وتتأثر بها.
أيضاً يعرف تخطيط الموارد البشرية بأنه التنبؤ بالاحتياجات البشرية من حيث الكم والنوع في ضوء أنواع الأعمال التي تمارسها وفي ظل الظروف المحيطة بالمنشأة (مثل التغيرات التقنية)سواء في الحجم أو التبدلات الفيزيولوجية في المعرفة والأداء.


بناءً على ما سبق يمكن تحديد الجوانب الأساسية لعملية تخطيط الموارد البشرية بالتالي:
• تخطيط الموارد البشرية عملية منهجية كما أنه يمثل جزءاً من عملية تحدث بعد نوع من الإدراك والدراسة وليس مجرد شيء يحدث من قبيل الصدفة.
• عملية التخطيط هذه هي عملية مستمرة وذلك لأن المنظمة وأهدافها وبيئة العمل التي تعمل من خلالها مستمرة في التغيير.
• هناك حاجة إلى تقييم المتطلبات من الموارد البشرية كماً ونوعاً.
• يعتمد مستوى الموارد البشرية على ما هو متوفر منها في سوق العمل.
• ينبغي أن تكون الموارد البشرية على المستوى المطلوب لتحقيق الفاعلية التي تهدف إليها المنظمة.
تتضمن عملية تخطيط الموارد البشرية التنبؤ باحتياجات المنظمة من الموارد البشرية من خلال تقدير الطلب والعرض من العمالة لذلك يجب أن تتوفر لدى المنظمة المعلومات المناسبة عن سوق العمل والعرض والطلب على الموارد البشرية وأن تكون مستعدة للتعامل مع الفائض أو العجز في هذه الموارد، فالهدف الأساسي لهذه العملية هو تحديد كمية ونوعية العمالة البشرية التي يجب أن تنظم إلى المنظمة أو التي يجب أن تخرج منها خلال الفترات القادمة (تقاعد،استقالة،...).


ويظهر الشكل التالي نموذجاً لعملية تخطيط الموارد البشرية وارتباطها بعملية التخطيط الاستراتيجي للمنظمة...


























عملية تخطيط الموارد البشرية




العوامل المؤثرة في تخطيط الموارد البشرية:
هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على عملية تخطيط الموارد نذكر منها:
1. الفلسفة العامة للمنظمة وتوجه المنظمة نحو زيادة أو تقليص حجم العمالة لديها أو زيادة كفاءة ونوعية العمالة لديها أو إبقاء الوضع على ما هو عليه.
2. مدى كون المنظمة كثيفة العمل أو كثيفة رأس العمل وهذا يرتبط بمستوى التقانة المستخدم في المنظمة الذي يؤثر بدوره على حجم ونوعية العمالة المطلوبة.
3. الخطة الإستراتيجية للمنظمة حيث تعد عملية تخطيط الموارد البشرية جزءاً من التخطيط الاستراتيجي كما أنها تساهم في عملية التخطيط الاستراتيجي حيث تساعد المنظمة في تحديد الموارد المطلوبة لتحديد الأهداف وتحديد ما يمكن تحقيقه على أرض الواقع من خلال ما هو متاح من الموارد.
أهمية تخطيط الموارد البشرية:
ترجع أهمية تخطيط الموارد البشرية إلى مجموعة من الأسباب :
1. تزويد المنظمة بالعمالة القادرة على الأداء.
2. تزويد المنظمة بالعمالة الراغبة بالأداء .
3. تزويد المنظمة بنظام عادل للاختيار والتعيين.


1. تزويد المنظمة بالعمالة القادرة:
في ظل الظروف الجديدة التي تعيشها منظمات الأعمال اليوم أصبح لزاماً عليها أن تسعى لاجتذاب نوعية متميزة من العمالة من سوق العمل ،فالتكنولوجيا الحديثة مثلاً تتطلب مهارات محددة ودقيقة، لذلك على إدارة الموارد البشرية أن تقوم بعملية مسح لسوق العمل لتحديد المصادر الرئيسية التي يمكن الاعتماد عليها في تزويد المنظمة بالعمالة المدربة القادرة على أداء المهام بكفاءة عالية...
وعلى عكس ما هو متوقع فإنه نتيجة لوفرة العمالة وزيادة المعروض عن المطلوب يصبح من الصعب اختيار العمالة المناسبة وذلك نظراً لزيادة الأعداد التي يمكن أن تتقدم لشغل وظائف محددة وما ينتج عن ذلك من ممارسة بعض الضغوط الاجتماعية لتعيين أشخاص دون مستوى الكفاءة أو الفعالية المطلوبة.
وكما نلاحظ اليوم فإن تطبيق إستراتجية التقلص التنظيمي أصبح واقعاً تنظيمياً في معظم المنظمات ولا شك أن عملية تخطيط الموارد البشرية تعتبر الأساس في تطبيق هذه الإستراتيجية، فلا بد من توفر أساس قانوني يمكن الاعتماد عليه في الحالات التي ترغب فيها المنظمة في التخلص من العمالة الزائدة والإبقاء على الأشخاص الذين تتوفر لديهم القدرة على أداء الأعمال الموكلة إليهم بكفاءة وفعالية.




2. تزويد المنظمة بالعمالة الراغبة:
أي العمالة التي يتوفر لديها الدافع للعمل حيث أن القدرة لا تكفي للقيام بأي عمل ما لم تكن هناك رغبة تدعمها،ويجب أن يتوفر لدى العاملين رافع التخطيط للمستقبل الوظيفي نلاحظ هذا من خلال المنظمات التي تسعى لتعيين العمالة الراغبة في تحسين الأداء والاستمرار في العمل وكل هذا يقود في النهاية إلى تحقيق رضاء العاملين.
3. تزويد المنظمة بنظام عادل للاختيار والتعيين:
تسعى المنظمات من خلال تخطيط الموارد البشرية إلى توفير نظام عادل للاختيار والتعيين بما يضمن فرص عمل متساوية للعمالة القادرة والراغبة ،ومن هذه المنطلق فإن عملية تخطيط الموارد البشرية تضمن إلى حد كبير تحديد الاحتياجات بشكل دقيق بما يساعد المنظمة على مواجهة ما قد يوجه إلها من تساؤلات قانونية في مجال اختيار وتعيين العاملين.
إضافة للأمور الثلاثة السابقة تبرز أهمية تخطيط الموارد البشرية في توقع احتياجات المنظمة من الموارد البشرية قبل وقت كاف وبالتالي تخفيض التكلفة الناتجة عن الزيادة أو النقص في العمالة بالإضافة إلى رفع الإنتاجية عن طريق تحسين استخدام الموارد البشرية...
أيضاً يساعد تخطيط الموارد البشرية في إعداد الموازنة التقديرية للرواتب والأجور وتوزيع عبء العمل في المنظمة بشكل متوازن بين وحداتها الإدارية.
أهداف تخطيط الموارد البشرية:
يمكن تحديد أهداف تخطيط الموارد البشرية كما يأتي :
1. التعرف على الوضع القائم للقوى العاملة بصورة تفصيلية يمكن من تحديد المعالم الأساسية لقوى العمل المتاحة.
2. التعرف على مصادر الموارد البشرية ودراستها وتقييمها بهدف تحديد أسلوب الاستفادة المثلى منها في تنفيذ خطة الموارد البشرية من حيث الكم والنوع.
3. التعرف من خلال البيانات والمعلومات على المشاكل التي تحد من الاستخدام الأمثل لقوة العمل الحالية والمتاحة في الحاضر والمستقبل.
4. محاولة وضع حلو ل موضوعية لمشاكل عدم الاستخدام الأمثل لقوة العمل مع ضرورة التركيز بصفة خاصة على وضع حلول مشكلتي البطالة المقنعة والعجز في بعض فئات العاملين.
5. التنبؤ بأعداد ونوعيات الموارد البشرية اللازمة لمختلف الأنشطة في المنظمة خلال فترة زمنية مناسبة في المستقبل بحيث يغطي هذا التنبؤ الموارد البشرية اللازمة للإحلال والتوسعات في الأنشطة المختلفة خلال الفترة المحددة.
6. تحديد معالم سياسات وخطط التعيين والتدريب اللازمة لضمان الوصول إلى مستوى التشغيل الاقتصادي السليم والمستقر داخل المنشأة .
يمكن القول أن الهدف الرئيسي لتخطيط الموارد البشرية يتمثل بالحصول على العدد اللازم والنوع المناسب من الموظفين والمحافظة على طاقات العاملين واستثمارها وتعزيز دافعيتهم نحو العمل وإعداد ميزانية الموارد البشرية سواء في مجال التوظيف أو التدريب أو الخدمات أو إنهاء الخدمات بالإضافة إلى تحقيق التكامل بين الخطط الإستراتيجية للمنظمة وبين إستراتيجية الموارد البشرية وأنظمتها المختلفة.
















تخطيط الموارد البشرية (الهدف والمغزى)


فوائد تخطيط الموارد البشرية:
من فوائد تخطيط الموارد البشرية أنها تتيح الفرصة للمنظمة لـ:
1. تحديد أهدافها(أهداف المنظمة) وخططها بدقة من خلال إمكانية توجيه هذه الخطط إلى ما يأتي:
 ما هو العمل المطلوب ؟؟
 وبواسطة من سيتم انجازه؟؟
 وبأي المعايير سيتم انجازه؟؟
أو بمعنى آخر ترجمة هذه الخطط إلى ساعات عمل وأعداد ونوعيات عمالة.
2. مراجعة وتطوير سياسات وإجراءات وتطبيقات العمالة فيما يتعلق بالاحتياجات والاختيار والتعيين والتدريب والتنمية وتنظيم العمل والحوافز والمكافآت في شكل بنود تكلفة توضح مدى قبولها وفاعليتها.
3. مراجعة مواءمة الهيكل التنظيمي وهيكل الوظائف في المنظمة.
4. التأكد من مدى الاستفادة من المصادر البشرية المتاحة وخاصة هؤلاء الذين يؤدون أعمالاً لا تتوافق مع قدراتهم.
5. الحصول على ما تحتاجه المنظمة من عمالة لتحقيق أهدافها في المستقبل حتى تصل إلى الاستخدام الأمثل للعمالة المتاحة مع ضمان فاعلية ورضاء العاملين.
6. التخلص من ظاهرتي البطالة المقنعة والعجز ف يبعض فئات العاملين بما يضمن تحقيق خطة الإنتاج المرجوة بأقل تكلفة ممكنة.