العلاقة بين الإدارة الإستراتيجية و إستراتيجية الجودة
يمكن توضيح العلاقة بين استراتيجية الجودة واستراتيجية المنظمة من خلال تصميم (سكينر) والذي يبين تأثيرات العوامل الصناعية والتكنولوجيا والمنافسة على استراتيجية المنظمة وبالتالي تأثير ذلك على استراتيجية الجودة وتصميم المنتج وعلى العميل .

يوضح شكل العلاقة بين استراتيجية الجودة واستراتيجية المنظمة عند (سكينر) على النحو التالي :

  1. تحدد المنظمات استراتيجية الجودة ضمن إطار الاستراتيجية العامة لها ,واستراتيجية الجودة ماهي إلا جزء من سياسات الإنتاج, لذلك فمن الضروري أن تتوافق مع استراتيجية المنظمة حتى تسهم في تحسين الوضع التنافسي لها.
  2. لابد من مراعاة تكنولوجيا الإنتاج المتوفرة للمنظمة عند تحديد استراتيجية الجودة وهي مدى توافر المعدات للآلات والمواد اللازمة لتحقيق مستوى معين من الجودة .
  3. ضرورة أن تكون استراتيجية الجودة محددة ومعروفة لكافة الجهات سواء من داخل أو خارج المنظمة , من العاملين ورجال الإدارة, والموردين المتعاملين مع المنظمة,وكذلك العملاء حتى يمكن توطيد العلاقة بينهم وبين منتجات المنظمة .
  4. ضرورة إبلاغ كافة الأطراف المشتركة في العملية الإنتاجية بالمعايير والمواصفات المطلوبة لتصميم المنتج حتى تتم العمليات التشغيلية في ضوء هذه المواصفات, وكذلك حتى يتم تدبير المواد والمستلزمات وتدريب الأفراد العاملين في إطار تلك الأهداف والمواصفات والمعايير الموضوعة .
  5. يمكن الحديث من خلال الشكل عن أربعة أنواع أساسية للرقابة على الجودة وهي :
    • الرقابة على مدخلات الإنتاج ( مواد, آلات ,عدد ,أفراد ,معدات).
    • الرقابة على عمليات الإنتاج .
    • الرقابة على مخرجات العملية الإنتاجية من المنتجات النهائية قبل إيصالها الى العميل.
    • الرقابة على جودة المنتج أثناء استخدام العميل له.


ضرورة الحصول على التغذية العكسية بشكل دقيق وسريع عن نتيجة كل نوع من أنواع الرقابة على الجودة التي يتم ممارستها, وذلك حتى يتم اتخاذ الإجراءات العلاجية لتفادي الأخطاء والمشاكل وإعادة النظر في استراتيجية الجودة الموضوعة ومدى كفاية موارد المنظمة .

استراتيجيات إدارة الجودة الشاملة

تعدد الاستراتيجيات التي يمكن للمؤسسة من خلالها تحقيق أهدافها الإستراتيجية ذات الصلة بالجودة، وضمن هذا التحليل يمكن التطرق إلى ما يلي:

أولاً: التخطيط الاستراتيجي للجودة الشاملة:
يقصد بالتخطيط الاستراتيجي للجودة الشاملة عملية وضع أهداف رئيسية للحصول على جودة طويلة الأجل،إضافة إلى القيام بخطوات رئيسية لتحقيق تلك الأهداف، مع وضع مؤشرات، ومقاييس مستويات الأداء، وتتمثل مراحل وضع الخطة الاستراتيجية للجودة الشاملة في ما يلي:
1 . إعداد المرحلة: حيث تقوم إدارة المؤسسة بإعداد بيئة العمل الداخلية من خلال نشر ثقافة الجودة والتأكيد على أهميتها الاستراتيجية.
2 . تطوير رسالة المؤسسة وتحديد أهدافها الاستراتيجية:وذلك لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للجودة.
3 . تحليل بيئة العمل الداخلية: لتحديد نقاط القوة من أجل استثمارها، ونقاط الضعف لمعالجتها.
4 . تحليل البيئة التنافسية: إذ يجب تحليل مختلف عواملها،والتنبؤ باتجاهاتها المستقبلية، وتحديد مجالات الفرص الحالية،والمستقبلية لاستثمارها، وكذا تحديد مجالات التهديد لمواجهتها.
5 . اختيار أحد استراتيجيات الجودة الشاملة الملائمة للظروف التنافسية: والتي من أهمهما استراتيجية التميز،واستراتيجية التأهيل والتوافق مع المواصفات القياسية العالمية،وغيرها من الاستراتيجيات الأخرى.

ثانياً : استراتيجيات الجودة :
أهم استراتيجيات الجودة في المنتجات تتمثل في ما يلي :

  1. تولي الادارة العليا ضبط الجودة:

يكون رئيس مجلس ادارة المنظمة أو مديرها العام هو المسؤول الأول عن إدارة أنشطة الجودة والضبط والرقابة على الجودة :
تستلزم هذه الاستراتيجية وجود ما يلي :

  • سياسات مكتوبة للجودة بحيث يتم نشرها وتعميمها على كافة العاملين, وتعتبر سياسات الجودة مرشد عام للموظفين أثناء تأدية واجباتهم, وقد تتضمن هذه السياسات التأكيد على ضرورة أن تكون جهود التحسين مستمرة أو التركيز في أنشطة الجودة على تأكيد الجودة ومنع الوقوع في الأخطاء بدلاً من ضبط الجودة واكتشاف الأخطاء وتصحيحها.
  • وضع أهداف للجودة لجميع الوظائف في كافة المستويات وخاصة تلك الأهداف المتعلقة بالتحسينات المستمرة.
  • توزيع المسؤوليات على انشطة الجودة .
  • تمكين العاملين من تأدية أعمالهم من خلال تفويض الصلاحيات التي يحتاجونها لأداء أعمالهم بطريقة تساعدهم على تحقيق أهداف الجودة , ويقول ( هيوكوش) بأن استراتيجية الجودة الشاملة يجب أن تتضمن منح صلاحيات مناسبة للموظفين تمكنهم من ممارسة أعمالهم.


  1. تدريب الجودة المكثف :

على الرغم من أن تدريب الجودة يبدأ من الأعلى إلى الأسفل , إلا أنه في النهاية يشمل كافة العاملين في كافة المستويات الإدارية في المنظمة حيث يقود تدريب الجودة المكثف كل فرد في المنظمة إلى فهم أنشطة الجودة.
ويمكن أن يتخذ التدريب المكثف على الجودة عدة أشكال من أهمها :

  • الندوات.
  • ورشات العمل.

والتي تعقد للإدارة العليا والإدارة الوسطى والدنيا ولباقي الموظفين المهمين في المنظمة وتهدف إلى بلورة أهمية الجودة وتوضيح كيفية قيام الإدارة العليا برفع كفاءتها وقدرتها على تحقيق اهداف المنظمة من خلال ضبط الجودة.

  1. التركيز على العملاء:


  • قد تسعى المنظمات إلى التركيز عل العملاء من حيث دراسة احتياجاتهم ومتطلباتهم والعمل على تلبيتها.
  • هذه الاستراتيجية تتطلب اجراء بحوث تسويقية لدراسة خصائص العملاء وفئاتهم وأدواتهم وحاجاتهم المعلنة وغير المعلنة الحالية منها والمستقبلية.
  • كما تتطلب هذه الاستراتيجية كذلك إجراء دراسات مستفيضة عن المنظمات المنافسة باستمرار من أجل تحديد نقاط القوة ومواطن الضعف لديها.


  1. تحسين الجودة:


  • تسعى برامج تحسين الجودة إلى تطوير العمليات داخل المنظمة والتي قد تشمل تخطيط الانتاج وتطوير المنتج والشراء والتصنيع والتوزيع وغير ذلك .
  • هذه العمليات قد تكون كفؤة ومتداخلة فيما بنيها بحيث تؤدي إلى زيادة التكلفة وإلى عدم رضا العملاء عن المنتج مما يقود إلى عدم تحقيق المنظمة لأهدافها.
  • وينبغي أن يتضمن برامج تسحين الجودة جمع المعلومات عن تكلفة الجودة السيئة وخاصة التكلفة المخفية حيث أنها الأكبر حجماً بالنسبة للتكاليف الأخرى.
  • وينبغي أن يتضمن البرنامج تقييم العمليات بشكل كامل ودراسة العلاقات فيما بينها بالإضافة إلى ضرورة إجراء المقارنات البيئية مع المنظمات الأخرى.


  1. الضبط الاحصائي للجودة:

تقوم الكثير من المنظمات باستخدام الأساليب الإحصائية في ضبط جودة الإنتاج والعمليات, حيث تستخدم هذه المنظمات المتوسطات الحسابية والانجراف المعياري والتباين والارتباط والانحدار في ضبط الجودة.
وهنالك سبعة أدوات معروفة تستخدم في هذا المجال وهي :

  • شكل الانتشار
  • تحليل باريتو.
  • خريطة السبب والأثر.
  • خريطة تدفق العمليات.
  • قائمة المراجعة.
  • خرائط المتابعة.
  • خرائط الرقابة.

وهذه الأدوات تساعد في تصنيف البيانات وتحليل مشكلات العمل توطئة لتحديد أولويات حل المشكلات والعمل على حلها.

ثالثاً: أهم استراتيجيات الجودة الشاملة في الخدمات:

1 .استراتيجية التميز:
يقصد باستراتيجية التميز تلك الاستراتيجية التي تسعى بموجبها المؤسسة إلى التفرد في تقديم سلعة أو خدمة معينة للزبائن على مستوى بعض الجوانب المهمة لديهم مقابل سعر مرتفع، وبالتالي تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق تميز في السوق أساسه الجودة العالية للمنتوج. إن نجاح تطبيق هذه الاستراتيجية يتوقف على عاملين وهما:
عوامل داخلية منها:
أ- الاستخدام الأمثل للموارد، والكفاءات البشرية، وتشجيعها على الإبداع، والتطوير،وكذا تنمية بيئة ملائمة للاستغلال الجيد لقدراتها، ومهاراتها.
ب- دعم جهود البحث، والتطوير لتحسين جودة المنتوج، أوالخدمة المقدمة، وتنويع استخداماتها.
ج- تطوير نظام المعلومات التسويقي بما يسمح بالتعرف المستمر على أذواق واحتياجات المستهلكين المتغيرة.
د- انتقاء المواد الأولية، والموارد التكنولوجية، والكفاءات البشرية الضرورية لإحداث تحسين مستمر في الجودة الشاملة.
هـ- تحسين الأداء الإنتاجي للتغلب النهائي على العيوب والأخطاء.
2 . عوامل خارجية منها:
أ- مدى إدراك العملاء لفرق القيمة بين منتوج، أو خدمة المؤسسة مقارنة بمنتوج المنافسين.
ب- مدى تنوع استخدامات المنتوج، أو الخدمة، وتوافقها مع رغبات المستهلكين.
ج- مدى قلة المؤسسات المنافسة المنتهجة لنفس الاستراتيجية.



2 .استراتيجية التأهيل والتوافق مع المواصفات القياسيةالعالمية:
أتت تحولات المنافسة العالمية إلى سعي المؤسساتالاقتصادية بمختلف أنواعها إلى تبني استراتيجية للجودة تؤديكدليل عالمي على فعالية ISO9000 إلى حصولها على شهادة نظامها التسييري المتطابق مع متطلبات الإدارة بالجودة الشاملة.
مستويات المواصفة ISO 9000 :
تعتبر ISO 9000من سلسلة المواصفات التي تختص بإدارة الجودة الشاملة في قطاع الصناعة، والخدمات والتيتنقسم إلى مجموعة مواصفات تختلف حسب درجة شمولية كلمنها، وأهم تلك المواصفات ما يلي:

  • ISO 9001 :التي تطبق على المؤسسات التي تقوم بالإنتاج الصناعي، و الخدمة، والتركيب، والتصميم،حيث أكبر المواصفات شمولية.
  • ISO 9002 : التي تطبق على المؤسسات التي تقوم بنفس الأنشطة السابق ذكرها في ISO 9001فيما عدا نشاط التصميم.
  • ISO 9003تطبق على المؤسسات التي تقوم بالأنشطة المتعلقة بمنظومة الجودة في مجال التفتيش والاختبارات النهائية.
  • ISO 9004فهي تختص بضمان الجودة في الإنتاج والتركيب والخدمة.

ISO9000 في الخدمات:
أفردت مواصفة للإيزو خاصة بالخدمات وهي المواصفة ISO 9004جزء (2)، وسميت عناصر جودة الإدارة ونظام الجودة إرشادات للخدمات، إذ يعد تحولا رئيسيا فيالاتجاهات العالمية تجاه قياس الجودة في المؤسسات الخدمية،حيث توضح المواصفة

الخصائص التاليةكمتطلبات كمية يسهل تحديدها في مؤسسات تقديم الخدمة:
أ- الطاقة الإنتاجية (عدد العاملين، والمستلزمات المستخدمة فيأداء الخدمة).
ب- وقت انتظار العميل، ووقت عملية الخدمة، وتسليمها.هذا إضافة لخصائص نوعية أخرى هي: أسلوب الاستجابةلطلب العميل، سهولة نيل العميل للخدمة، الود، والاحتراموالبشاشة، والراحة، والاعتبارات الجمالية في مكان تقديمالخدمة، والتمكن، والنواحي الفنية في أداء الخدمة، والمصداقية،والاتصال الفعال، والحفاظ على صحة وسلامة العملاء.
خطوات الحصول على شهادة ISO 9004 المتعلقة بجودة الخدمة:
يعد الحصول على شهادة (ISO9004 ) لجودة الخدمات مؤشر على أن للمؤسسة الخدمية نظام متكاملللجودة أساسه إرضاء العملاء (الداخليين، والخارجيين) عنطريق التحسين المستمر، وأنها ذات ميزة تنافسية.
إن استراتيجية التوافق مع ISO9004 المتعلقة بجودة الخدمات تتطلب إتباع الخطوات التالية:
أ- مرحلة التخطيط: حيث يتم ضمن هذه المرحلة ما يلي:
- إقناع الإدارة العليا بضرورة إنشاء نظام للجودة يتطابق مع المواصفة ISO9004لجودة الخدمات.
- تحديد جهة الاعتماد المانحة للشهادة.
- تعيين مسئول الإدارة لقيادة عملية التأهيل للحصول على شهادة ISO9004جزء (2) المتعلقة بجودة الخدمات.
ب- مرحلة التطابق: ويتم من خلالها ما يلي:
- تقييم نظام الجودة القائم في المؤسسة، مع معاينة وفحصوثائق الجودة بما في ذلك دليل الجودة للتعرف على انحرافاتالأداء.
- تحديد نقاط القوة والضعف في نظام الجودة.
- التطبيق الفعلي لمبادئ الجودة الشاملة، والذي يتفق معISO9004 جزء (2) المتعلق بجودة الخدمات.
ج- مرحلة التسجيل للحصول على الشهادة:
- يتم في هذه المرحلة مراجعة نظام الجودة مع استكمالشروط التسجيل.
- وضع الجدول الزمني لعملية المراجعة.
- التنسيق مع فريق المراجعة التابع لجهة التسجيل.
د- مرحلة المتابعة:
بعد منح شهادة(ISO 9004 جزء (2)) المتعلقة بجودة الخدمة، يتم مراجعة نظام الجودة على فترات دورية (عادة كل( 6 أشهر) للتأكد من فعالية تطبيق نظام الجودة.