نظرية العدالة التنظيمية ؛ و الرضا الوظيفي العدالة التنظيميةAdam’s Equity Theory):
نظرية العدالة التنظيمية ؛ و الرضا الوظيفي العدالة التنظيميةAdam’s Equity Theory):
قدم (آدامز) نظرية العدالة التنظيمية لبيان أثر المساواة في المعاملة بين الأقران على السلوك التنظيمي، حيث أن الفرد يهتم بقيام علاقة مساواة بينه وبين الآخرين ، ويقارن كل فرد نفسه بغيره من الناس من زاويتي : المدخلات والمخرجات، وتشير المدخلات إلى المجهودات والخبرات والمؤهلات، مقابل المخرجات أي المكاسب المادية والأدبية التي يتحصل عليها الفرد في مقابل المدخلات ؛ فهل يحصل على ما يستحقه في مقابل ما يمنحه للمنظمة من مجهودات وخبرات ومؤهلات ؟؟ ثم يقارن صافي مكاسبه الشخصية بصافي مكاسب الآخرين من الأقران العاملين في نفس الظروف في المؤسسة نفسها أو في غيرها من المؤسسات المنافسة (محمد علي شهيب وآخرون، 2003، ص168-172).(15)
وعند الأشخاص الأسوياء فإن نتائج المقارنة قد تظهر عدالة صافي المكاسب بين شخصين (أ، ب) الذين يعملان في نفس الظروف ولديها نفس المدخلات، ولكن هذه العدالة قد تكون وهمية، فكلاهما قد يناقش زميله في أن العدالة (مساواة في الظلم) والمساواة في الظلم ظلم!!، لأن كليهما يرى أنه يستحق أكثر مما يحصل عليه بنسبة معينة، وهذا يولد لدى كل منهما شعورا بالإحباط، وقد يرى أحدهما أنه متميز عن زميله ويحصل على أكثر مما يستحق فيحس بالذنب لأنه متميز عن الآخر. وقد يرى أنه يحصل على أقل مما يحصل عليه الآخر فيحس بالإحباط، كل تلك المشاعر لها آثار سلبية على دافعية الفرد التنظيمية.
العاملون الذين يحسون بعدم العدالة في صافي مكاسبهم من المؤسسة يتجهون نحو تخفيض مساهماتهم في العمل، كما يقول بعض العاملين في الجهاز الحكومي (على قد فلوسهم!!) فهذا يعني أن العامل لا يبذل من المجهود الا بالقدر الذي يعادل ما يحصل عليه من مكاسب. وقد نشرت بعض الصحف أن موظفي الحكومة والجهات والإدارات المحلية يعملون في المتوسط بشكل جاد حوالي 15 دقيقة في اليوم. والسبب في ذلك شعورهم بعدم عدالة الأجور والحوافز التي يحصلون عليها،خاصة بالمقارنة بما يحصل عليه العاملون في مؤسسات أخرى ذات كادرات مالية ومميزات خاصة !!فيدعي البعض انه أكثر خبرة و ارق مؤهلات ؛ و رغم ذلك لا يحقق الدخل أو الاحترام الذي يحظى به ذلك الآخر !! الذي يعمل في بنك أو غيره . وتجد نفس هذه المقارنة بين العاملين في نفس المؤسسة حيث تجد بعض العاملين في الإدارات القوية مثل السكرتارية الخاصة أو إدارة التسويق.. أو الممثلين للمؤسسة في مكاتبها بالدول الأجنبية يحصلون على مكاسب صافية عالية جدا بالمقارنة بأقرانهم الذين لم تتوفر لديهم الفرصة للعمل في تلك المواقع في ذات المؤسسة. ولا شك أن هذا ينعكس سلبيا على الأداء الوظيفي لهؤلاء.