مخترع القراءة التصويرية هو بول شيلي عام 1986م، حين وصل من خلال تجاربه العملية إلى طرق تؤدي لرفع مستوى القراءة والاستيعاب، وقبل تناول ماهية القراءة التصويرية لابد لنا من الوقوف على الفرق بينها وبين القراءة السريعة فالبعض يخلط بينهما ويعتقد انهما يصبان في مفهوم واحد، والحقيقة غير ذلك فالقراءة السريعة هي قراءة الأسطر كلمة كلمة وبسرعة دون النظر الى جانب الاستيعاب والتذكر، اما التصويرية فأنت لا تقرأ بقدرما ترى مجموعة من الكلمات او الصفحات خلال ثوان، وهي عبارة عن قراءة بسرعة تصل لحوالي 25.000كلمة بالدقيقة، معنى ذلك انه بقدرتك قراءة كتاب او مقرر من 250صفحة في أقل من ساعة بدرجة استيعاب عالية جدا.. وللقراءة التصويرية خطوات اذا ما اتبعها القارئ فسيحقق أكبر قدر من الفائدة.
الخطوة الأولى: تسمى الإعداد ويقصد بها وضع الهدف الذي من أجله ستقرأ الكتاب، وما الفائدة التي ستجنيها من قراءته بعد ذلك قم بالاسترخاء لمدة خمسة دقائق بعدها ابدا بالقراءة.

الخطوة الثانية: النظرة الشاملة وهي قراءة سريعة للكتاب خلال 5دقائق تقرأ الغلاف والمحتويات والفهرس ومحتويات الفصول او الأجزاء باختصار.
الخطوة الثالثة: النظرة التصويرية وهي استرخاء وندخل هنا فيما يسمى بحالة التعلم المثالية وننظر إلى منتصف الكتاب بحيث نرى الصفحتين بوقت واحد، وبالتالي تدخل المعلومات مباشرة الى الذهن بسرعة عالية لكن بخطوط عريضة.
الخطوة الرابعة: التنشيط وهي إثارة الذهن وتنشيط المعلومات وبهذه الخطوة نقرأ بسرعة عالية جدا المواضيع التي نود قراءتها أو متعلقة بالهدف الذي وضعته بالسابق، ونركز في هذه المرحلة على المواضيع التي نعتقد انها مهمة، او التي تلفت انتباهك، ونعمل خريطة ذهنية للكتاب..
الخطوة الخامسة: القراءة المتسارعة وهي قراءة الكتاب من الغلاف وحتى الغلاف وبامكانك زيادة المعلومات التي وضعتها في الخريطة الذهنية أثناء القراءة أو بعدها.
هذه هي الخطوات الخمس للقراءة التصويرية وعادة تستغرق لكتاب مكون من 250صفحة أقل من ساعة قراءة وفهماً واستيعاباً وتذكراً.
ومن الحقائق المهمة ان العين تقرأ في الوقفات التي تستغرق من نصف ثانية الى ثانية ونصف يلتقط القارئ البطيء كلمة واحدة في الوقفة اما القارئ السريع فيلتقط ثلاث كلمات وأكثر في الوقفة الواحدة، ويمكن اكتشاف معدل القراءة لدى القارئ المبتدئ، فاذا كان المرء يستغرق ربع ثانية في قراءة كل حرف، فانه سيقضي ثانية بأكملها لقراءة أربعة احرف، واذا افترضنا انه في بداية قراءته للكتب يكون متوسط أحرف الكلمات التي يراها هو أربعة أحرف لكل كلمة اذن، فان القارئ المبتدئ سيقرأ 60كلمة في الدقيقة، او بمعنى آخر سيقرأ كلمة في كل ثانية، والخطوة الثانية في القراءة ستكون عن كيفية تعرف القارئ على مجموعة كاملة من الأحرف في آن واحد.
ومن المحتمل أن تصبح قادرا على هذا في بادئ الأمر مع حروف اسمك، وبالنسبة للكلمات الطويلة، فيجب عليك ان تنظرالى شطريها، وعندما تبدأ في التعرف على الكثير والكثير من الكلمات، الكاملة سيرتفع معدلك من 60كلمة في الدقيقة إلى 175كلمة، وعادة ما يكون ذلك في الصف السادس عند انتهائك من تعلم كل مبادئ القراءة، وسيأخذ معدلك في القراءة طريقة نحو النمو، والتحسن البطيء كلما قرأت كثيرا الى أن يصل الى 240كلمة في الدقيقة.
إن الطريقة الوحيدة التي ينبغي ان تقرأ بها بمعدل اسرع من 240كلمة في الدقيقة هي النظر الى أكثر من كلمة في نفس اللمحة، وهذه الطريقة الوحيدة التي ينبغي أن تقرأ بها اذا اردت القفز بسرعتك حيث ستقفز سرعتك إلى 485كلمة في الدقيقة اذا التقطت كلمتين في نفس اللمحة.
سيزداد هذا المعدل اذا استطعت ان ترى أكثر من كلمتين في المرة الواحدة، وحينئذ ستكون قد حققت الخطوة نجاحا باهرا في جانب القراءة التصويرية.
ويجب التأكيد هنا ان القراءة التصويرية تحتاج في البداية للتدريب على يد أحد المتخصصين فيها حيث انها تحتاج لخطوات عملية مرتبة ليس المجال لذكرها هنا. بعد أخذ الجرعات التدريبية لن يكون امام القارئ سوى التعود عليها ومن ثم اتقانها.