الغرائب لا تتوقف.. وبعض الأعجوبات لها قصص وروايات لا يعرف أولها من آخرها، أما شجرة الحياة، فهي بالفعل اسم على مسمى، تقف وحيدة في وسط صحراء البحرين منتصبة شامخة، من مئات السنين دون أن يعرف أحد سر بقائها بدون سقي، حتى بدا أن سرها هذا دفن في الصحراء معها.
فقد اختارت «شجرة الحياة» أن تقف وحيدة بلا أي نبتة أو شجرة تجاورها في صحراء الصخير جنوب البحرين، على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا عن العاصمة المنامة، وعلى بعد عشرة كيلومترات من قرية عسكر. أما لماذا اختارت هذه الشجرة أن تبقى بعيدة عن عزلة الحياة، فذلك السر الذي لا يعرفه لا البحرينيين ولا زوارهم، ولا حتى الخبراء الذين زاروها لمعرفة سرها في البقاء منتصبة طوال أربعمائة عام، مما جعلها أحد المعالم السياحية في البحرين.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الدكتور غازي الكركي، أستاذ فسيولوجيا النبات بجامعة الخليج العربي، استطاع أخيرا أن يكشف سر بقاء شجرة الحياة منتصبة منذ أربعة قرون، مؤكدا أنه يعود إلى فطر المايكورايزا.
وتوصل الدكتور الكركي إلى حقيقة العلاقة التي تربط بين شجرة الحياة وفطر المايكورايزا، بعد دراسة علمية قامت بها جامعة الخليج العربي تبين منها أن السبب الحقيقي وراء بقاء الشجرة لمئات السنين، دون ري أو تسميد في ارض جرداء قاسية، أن تكون قد ابتكرت آلية خاصة لتغذية نفسها ذاتيا بمساعدة فطر المايكورايزا.
وعبر السنوات السابقة كان البحرينيون يصرون على زيارتها بين الحين والآخر، قبل أن تصبح شجرة الحياة مزارا سياحيا، حيث تروج وزارة الاعلام، الجهة الرسمية المسؤولة عن قطاع السياحة في البحرين، لهذا الموقع كنقطة جذب للسياح القادمين من أرجاء العالم. وتقدر الأرقام الرسمية أن عدد الذين يتوافدون لرؤيتها، بحوالي 50 ألف زائر في العام، فيما يشير المسؤولون الرسميون إلى أن ما وهبته الطبيعة من تميز «شجرة الحياة»، وسرها الدفين أصبح عاملاً يدفع لرفع أعداد الزوار لشجرة الحياة البحرينية.