استراتيجيات مواجهة الازمات
الحالة الادارية السورية نموذجا
عبد الرحمن تيشوري / خبير اداري
· استراتيجية العنف في التعامل مع الازمة
وتستخدم هذه الاستراتيجية مع الازمة المجهولة التي لا يتوفر عنها معلومات كافية وكذلك تستخدم مع الازمات المتعلقة بالمبادىء والقيم ومع الازمات التي تنتشر بشكل سرطاني في عدة اتجاهات ومع الازمات التي يفيد العنف في مواجهتها وذلك من خلال تحطيم مقومات الازمة وضرب الوقود المشعل للازمة او وقف تغذية الازمة بالوقود اللازم لاستمرارها كما يمكن حصار العناصر المسببة للازمة وقطع مصادر الامداد عنها · استراتيجية وقف النمو تهدف هذه الاستراتيجية الى التركيزعلى قبول الامر الواقع وبذل الجهد لمنع تدهوره وفي نفس الوقت السعي الى تقليل درجة تأثير الازمة وعد الوصول الى درجة الانفجار وتستخدم هذه الاستراتيجية في حالة التعامل مع قضايا الراي العام والاضرابات ويجب هنا الاستماع لقوى الازمة وتقديم بعض التنازلات وتلبية بعض المتطلبات من اجل تهيئة الظروف للتفاوض المباشر وحل الازمة · استراتيجية التجزئه تعتمد هذه الاستراتيجية على دراسة وتحليل العوامل المكونة والقوى المؤثرة وخاصة في الازمات الكبير والقوية حيث يمكن تحويلها الى ازمات صغيرة ذات ضغوط اقل مما يسهل التعامل معها ويمكن هنا خلق تعارض في المصالح بين الاجزاء الكبير للازمة والصراع على قيادة الاجزاء واستمالتها وتقديم اغراءات لضرب التحالفات · استراتيجية اجهاض الفكر الصانع للازمة ويمثل الفكر الذي يقف وراء الازمة في صورة اتجاهات معينة تأثير شديد على قوة الازمة وتركز هذه الاستراتيجية على التأثير في هذا الفكر واضعاف الاسس التي يقوم عليها حيث ينصرف عنه بعض القوى وتضعف الازمة ويمكن هنا استخدام التشكيك في العناصر المكونة للفكر والتضامن مع هذا الفكر ثم التخلي عنه واحداث الانقسام · استراتيجية دفع الازمة للامام وتهدف هذه الاستراتيجية الى الاسراع بدفع القوى المشاركة في صناعة الازمة الى مرحلة متقدمة تظهر خلافاتهم وتسرع بوجود الصراع بينهم ويستخدم في هذه الاستراتيجية تسريب معلومات خاطئة وتقديم تنازلات تكتيكية لتكون مصدر للصراع ثم يستفاد منها · استراتيجية تغير المسار : وتهدف الى التعامل مع الازمات الجارفة والشديدة التي يصعب الوقوف امامها وتركز على ركوب عربة قيادة الازمة والسير معها لاقصر مسافة ممكنة ثم تغير مسارها الطبيعي وتحويلها الى مسارات بعيدة عن اتجاه قمة الازمة ويستخدم هنا الخيارات التالىة - الانحناء للعاصفة - السير في نفس اتجاه العاصفة - محاولة ابطاء سرعة العاصفة - تصدير الازمة الى خارج المجال الازموي - احكام السيطرة على اتجاه الازمة - استثمار الازمة بشكلها الجديد لتعويض الخسائر السابقة / نلاحظ نحن في سورية ان البعض لم يأخذ درس وعبرة من كل مماجرى في سورية وهذا كارثي لان ذلك يعني اننا سنعود الى النفق من جديد او يجب تغيير كل الذهنية الادارية المسيطرة والسائدة / ان قراءة إدارة الإدارة السورية للمشكلات والازمات تبين عدم فهم وممارسة مهارة إدارة الازمات بشكل فعال حيث كان الخطاب هوهو في زمن السلم وفي زمن الحرب في زمن الانفراج وفي زمن الازمة / باستثناء ادارة الازمة عسكريا وامنيا / لكن الادارة الحزبية لم تغير الخطاب والادارة التربوية كذلك والثقافية كذلك واسوق مثالا الىوم على الإدارة الاعلامية التي لم تستطع الرد على ما تتعرض له سورية منذ خمس سنوات ونصف من تهم وظلم وافتراءات ونهش في الجسد السوري لكن الإدارة الاعلامية قصرت كثيرا في الرد وفي إدارة هذه الازمة لدرجة ان الاعلام السوري بدا قزما امام الزخ الاعلامي الامريكي والغربي واللبناني والسعودي الكاذب الحاقد الطائفي البغيض احيانا 0 / مع بعض الاستثناءات في تلفزيون سما والاخبارية وبعض برامج الفضائية / عبد الرحمن تيشوري / جندي اداري سوري