لم تكن نظريات دوافع العمل حديثة العهد بل إنها مرت خلال مراحل متعاقبة من التطوير، فقد اقترن أشهرها ظهورا وانتشارا، إذ كانت جهود " فريدريك تايلور" أول محاولة جادة، فلقد وجد عند دراسته لحركة العمال وقيامهم بمهامهم في العمل، أن العامل منهم، عند استعمال نظام الأجرة بالساعة، يحتفظ بطاقة كافية بعد يوم كامل من العمل، تكفيه لبناء بيت لنفسه في مدة سنة أو سنتين.
وتتمثل الحوافز بصفة عامة في الأساليب التي يعتمد عليها المدير للتأثير في سلوك الأفراد العاملين، ومن تم توفير أسباب قوية لديهم للعمل بحماس وتحقيق النتائج المطلوبة للمؤسسة، أي أنها الأساليب التي تحث العاملين على العمل المستمر ومن تم تجعلهم ينهضون بعملهم، وحتى نقترب أكثر من طبيعة ونوعية الحوافز التي تعبر في أبسط معانيها عن ما يحصل عليه الفرد في المؤسسة مقابل عمله فيها، وسنحاول عرض بعض أنواعها: الحوافز المالية والحوافز غير المالية.
- فالحوافز المالية تحتل موقعا أكثر أهمية لدى العاملين الشباب الذين يسعون لتكوين عائلة قياسا بالعاملين الآخرين الأقدم، الذين وصلوا تقريبا إلى المستوى الطموح.
كما يعتبر الحافز المالي مهم في جذب العناصر الكفؤة للمؤسسة، ولذلك تتنافس المؤسسات في حدود الإمكان، وتمثل أهمية هذا الأخير عندما تسعى المؤسسة لدفع رواتب مكافأة حسب سن الخدمة، أو حسب المواقع الوظيفية بغض النظر عن مستوى الأداء، وتزداد أهميته إذا كانت الحوافز الإضافية المدفوعة للعاملين من قبل المدير تؤلف نسبة مهمة مما يستلمونه والعكس صحيح.
وبالمقابل الحوافز غير المالية عند تطبيقها على جميع الأفراد، سواء من كان يعمل منهم على أساس الزمن، أو على أساس القطعة، أو بمكافأة تشجيعية، ومن الطبيعي أن تعمل الإدارة أولا على توفير مستويات المعيشة المناسبة للإفراد، وحتى يكون لهذه الحوافز غير المالية أثرها الفعال فيهم، نوجز حوافز أخرى تخلو من العامل النقدي ونذكر من بينها :
- الشعور بالاعتزاز بالعمل.
- الشعور بالرضا الناتج عن تقدير العمل بكفء
- الشعور بالمسؤولية، وبالولاء نحو المشروع
والحوافز بمختلف أنواعها، تهدف من وراء استعمالها إلى ربط حاجات المؤسسة بحاجات الفرد انطلاقا من اختلاف أنماط الناس عن بعضها، واختلاف الدوافع بين الأفراد والفرد الواحد بين أزمنة مختلفة، وبدون التطرق إلى مشكل الاستخدام الأمثل للفرد في المؤسسة، فنلاحظ ابتداء من تايلور ومن تبعه، فقد تم التركيز على إنتاجية العمل، وربطها بمجموعة من العوامل منها أساليب تحليل العمل، وتحسين ظروف العمل، ووضع شروط للتعيين والاهتمام بأنظمة الأجور، وتخطيط المسار الوظيفي، وهي ما أصبحت تعرف بالحوافز ولها ارتباط مباشر وغير مباشر بالعمل ومردود يته ونوعيته، وكذلك بالعامل وسلوكه، وهو العنصر المتحرك في نشاط المؤسسة، وأن استخدام التحفيز وأنظمة المكافآت يعتبر واحدا من أساليب تأمين التزام العاملين بأهداف المؤسسة ومخططها وسياستها، وإن فشل المؤسسة في ذلك بصورة حكيمة ومناسبة يؤدي إلى تعثر عملية التنفيذ وإخفاق المؤسسة في الوصول إلى أهدافها.
وكما يهدف نظام الحوافز عادة إلى التأكد من وجود توافق بين ما يطلبه التنفيذ الفعال للخطط الإستراتيجية والحاجات والمطالب المشروعة للعاملين في المؤسسة الذي يقومون بالتنفيذ، وفق أساليب مساعدة على تنفيذ النظام ومنها: أسلوب معدل العوامل، وأسلوب التقييم على المدى البعيد، وأسلوب التقييم بناء على مستويات الإنفاق الإستراتيجي والذي تظهر آثاره في المستقبل .