في سنة 1995 تم القبض علي لص أمريكي اسمه "ماك آرثر ويلر" وهو بيحاول سرقة بنك في عز النهار..
لما الشرطة حققت معاه سألوه ازاي تعمل جريمة زي دي في الوقت ده ومن غير أي وسيلة تنكر..
ساعتها انهار وهو بيصرخ أنه كان متنكر فاضطرت الشرطة أنها تواجهه بفيديوهات كاميرات المراقبة الي أظهرته وهو بيحاول السرقة بدون أي قناع ..
فساعتها جاوب عليهم "ماك آرثر" بكل ثقة وأريحية بأنه كان داهن وشه بعصير الليمون لاعتقاده أنه عامل زي الحبر السري وأنه هيمنع أن حد يتعرف علي ملامحه أو أن ترصده كاميرات المراقبة..
الحادثة دي ألهمت العالمين النفسيان دانينغ وكروجر عشان يألفوا النظرية النفسية الشهيرة واللي اتسمت بتأثير دانينغ وكروجر Dunning–Kruger effect..واللي كان فحواها..
"أن الأشخاص متدني الذكاء وقليلي الكفاءة دايما عندهم إحساس بجنون العظمة وواثقين من قدرتهم الضعيفة لأقصي حد"
لو فكرت للحظة هتلاقي ان كلامهم مظبوط جدا إلي حد مخيف لدرجة إن النوعية دي من البشر متفشية في كل مكان حوالينا..
في الكتاب والشعراء اللي بيتفاخروا بكلماتهم الركيكة.. الكوميديان اللي مصدعنا بنكاته السخيفة.. والإعلامي اللي فاكر نفسه حامل لواء الشرف والوطن مع أنه فاشل وكذاب..ورئيس النادي المعتوه اللي فاكر نفسه محدش جه قلبه ولابعده.
في نفس اللحظة اللي للأسف كتير جدا من الموهوبين والأذكياء بيعانوا دايما من وساوس وشكوك وأحاسيس سخيفة بأنهم ميستحقوش النجاح اللي وصلوله وخايفين يتكشفوا في أي وقت..واللي بيطلق عليها متلازمة المحتال أو Impostor syndrome
عموما الكلام ده لخصه قبل كده برتراند راسل الفيلسوف الإنجليزي الشهير لما قال جملته الأيقونية..
"مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فتملأهم الشكوك "..
فيارب ارحمنا من الأغبياء ..وامنح الموهوبين قدر أكبر من الثقة!