تعريف نظام التغذية المرتدة 360 درجة
جاء مصطلح التغذية المرتدة 360 درجة قياسًا على البوصلة: حيث تشير دائرة وحلقة الـ 360 درجة إلى المرجعية المُستخدمة لتجديد ورصد الإتجاه. ويوفر نظام التغذية المرتدة 360 درجة بيانات الأداء من نقاط مرجعية متعددة، وليست واحدة فقط. مثل البوصلة، فهي الأداة الملاحية التي تسمح لنا أن نعرف عندما نكون في المسار الصحيح أو عندما ننحرف عنه بمزيد من الدقة. فإنه يمكنه سد الثغرات التي توجد دائمًا بين كيف ترى نفسك وكيف يراك الآخرون. والغرض من ذلك هو، أولًا، الحصول على نظرة أعمق لفهم كيف نرى أدائنا وكيف يراه الأخرون، وثانيًا، تعزيز وتسريع الحاجة إلى التنمية المستمرة.
و بالمقارنة مع التقليدية، فإن المصدر الوحيد لعمليات التغذية المرتدة هو نظام التغذية المرتدة 360 درجة وهو أقوى بكثير وموثوق به، ودقيق. البعد المُضاف من نظام 360 درجة هو قدرته على تجميع تقييمات مُتعددة من زملاء العمل وتناقض تلك البيانات مع إعتقادك الشخصي. و لأنه يأتي من قاعدة أوسع من الإدراك والتفاعل، فمن المُرجح أن يكون أقل تحيُزًا وإنحرافًا من قبل رأي شخص واحد. وتعتمد ردود الفعل التقليدية بشكل كبير على مصدر واحد فقط – المدير، ففي معظم الحالات يتفاعل الأفراد بشكل أكثر تكرارًا مع زملاء العمل ، أكثر من تفاعلهم مع مديرهم. ويميل الناس أيضًا إلى التفاعل بشكل مختلف مع مديرهم، فنحن عادًة أكثر حذرًا وأقل عفوية عند التعامل معه أو معها. فالمديرين لا يرون الكثير منا، أو الكثير من عملنا اليومي كما يفعل زملاء العمل و العملاء. وبالتالي ، فإن التغذية المرتدة من المدير في حين أنها تكون صالحة، ولكنها لا تُمثل بشكل كامل فاعلية الفرد في مكان العمل. فقد تكون من جانب واحد ، ومعروفة بأنها غير عادلة ، إنتقامية، كما يُعرَف الكثير من الناس من الخبرة. و يعتبر مستويات نظام التغذية المرتدة 360 درجة هو بمثابة إلتماس المدخلات من مجموعة متنوعة من المصادر وهم: المدير، و الأقران، وزملاء العمل، الأفراد الذين تقوم بالإشراف عليهم، وحتى العملاء. ولا تميل التغذية المرتدة إلى أن تكون أكثر توازنًا فحسب، بل من الصعب فصله بسبب نطاقه الواسع من المدخلات، ولقد قال أحد مستخدمي نظام التغذية المرتدة 360 درجة أن "لا يمكن للجميع ان يخرجوا للحصول عليَّ"

ويجيب نظام التغذية المرتدة 360 درجة على ثلاث أسئلة أساسية وجوهرية:

لماذا يجب عليَّ تحسين أدائي؟
ما الذي أحتاج إليه لكي أتطور وأتحسن؟
كيف يُمكنني أن أتطور وأتحسن؟

لماذا يجب عليَّ تحسين أدائي؟ في بيئة العمل المتغيرة بإستمرار، يأتي الأمن الوظيفي الحقيقي الوحيد من القدرة على إضافة قيمة مُستمرة للمنظمة. دعونا نكون واقعيين، يُمكننا جميعًا التحسين. و في "عصر المعلومات" فمن المهم بشكل خاص أن تكون المنظمات و الأفراد قادرين على التعلم والنمو بإستمرار. وإلا فإنهم سيواجهون الركود والبطالة. و يوفر نظام التغذية المرتدة 360 درجة بيانات الأداء الراسخة للموظفين بغض النظر عن مناصبهم و المُسمى الوظيفي الخاص بهم. كما أنه يسمح للمنظمة بمسح نقاط قوتها و تركيز مصادرها على بناء المهارات المطلوبة لتحقيق النجاح الدائم. ويوفر نظام التغذية المرتدة بيانات موثوقة عن الأداء والكفاءة "كيف أفعل ذلك؟"، حدد أين تحتاج أن تبقى حاليًا "ما الذي يتطلبه العمل مني؟" ، ووضح أين تحتاج إلى تحسينات "ما هو الشيء الذي لا أفعله بشكل جيد تمامًا؟" فبدون تلك البيانات ، سنعمل مع الغمامات في تقدير مساهمتنا، إستنادًا على تصورات الذات، أو ردود فعل المدير في بعض الأحيان، إن لم تكن نادرًا. وتجربتي الشخصية، هو أنه كلما كان هناك الكثير من ردود فعل الأفراد على أدائهم، كلما كان جهدهم ونتائجهم أفضل . فهي فوز للجميع.

ما الذي أحتاج إلى تحسينه؟ أداة 360 درجة الجيدة تُميز المهارات أو السلوكيات أو الخصائص الأكثر أهمية لعمل الشخص، وتُحدد مواطن القوة وأوجه القصور، وتُقدم صورة واضحة عن كيفية تقييم المجموعات المختلفة لمستويات الكفاءة. ويمكن للمتلقي أن يرى كيف أن رئيسه، وزملاء العمل، وأولئك الذين يقدمون تقارير له أو لها يرون كفاءته وفعاليته. وهذه المعلومات هامة للغاية للمديرين والمديرين التنفيذيين لأن سلوكهم وممارساتهم تؤثر على النتائج عبر الفرق والإدارات والأقسام بأكملها.

كيف يمكنني التحسين؟ ومن شأن أداة الغذية المرتدة الجديرة أن تولد مشورة خبيرة، تستند إلى بحوث وممارسات موثوقة، وأن تقدم توصيات محددة بشأن ما يجب القيام به، وأن توفر إطارًا واضحًا لوضع خطة إنمائية قوية. فإنها لن تدع المستخدم يسحق رأسه، ويتسأل عما يعنيه كل ذلك، وما الذي يجب العمل عليه، أو ما يجب القيام به بعد ذلك.فسوف يذهب الناس بعيدًا بصورة واضحة عما يمكن عمله وما لايمكن ، والخطة الواضحة والشاملة والمُحددة لتحسين أدائهم.