بناء الوعي المجتمعي المهمة الأكثر أهمية بالنسبة لادارة بيئة العمل

هذه الأيام التي تقودها تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، والتسوق، والتفاعل، وتبادل الذكريات، وخلق الفصائل الإفتراضية كل ذلك يبدو مجهول بالنسبة لي. فأنا لا أستطيع إدراك فكرة أن أعيش في مُجتمع إفتراضي. فأنا أحب التحدث حول الأمور بينما ارتشف القهوة، ولا أفضل القراءة والتحدث عبر الشاشة الإلكترونية.
والمشكلة مع هذا النوع من الواقع الإفتراضي هو انه يستغرق بضع لحظات حتى للتحدث إلى شخص حقيقي. لذا؛ عليك بأخذ نظم إدارة الهاتف الصوتي الذي تم تنشيطه، والذي يستخدم على نطاق واسع الآن، وأنا واثق منه تمامًا، فهو نظام فعَّال للغاية. وبالنسبة لأولئك الذين لا يعرفونني، فأنا اتحدث بلهجة أهل الشمال. وفي تجربتي، فإن التحدث إلى النظام الآلي، بأي نوع من الهجات يُعتبر أمر مُتعب و مُمتع على حد سواء. وغالبًا ما تكون من أتفه المُحادثات أحادية الإتجاه التي تقوم بها!
أنا أعيش بالقرب من مكان يُطلق عليه "بروك". والأن، أصبحت انطق Brooooook"" بدلًا من Brock""، وعلى الإطلاق لم اكن أدرك كيف استطيع أن أنطقها بطريقة أخرى غير التي أفعلها الأن. ولكن الحاسوب كان يخبرني دومًا أنني أقوم بفعل شيء خطأ بالتأكيد! لذا، أدركت بسرعة سبب الفصل والتوقف في العديد من المكالمات الهاتفية الآلية- أنا ساخطة على المُجتمع، لأنني أعمل بنشاط للعودة إلى المجتمع الإفتراضي لأنهم لا يفهمونني، فلهجتي الشمالية و أنا نفضل الإتصالات الشخصية!

المجتمع كميزة وسمة لمكان العمل
إن الشعور القوي للمجتمع الحقيقي والثقافة هم السمة التي يجب ألا نغفل عنها في مكان العمل. فأنا لا أشعر ان المجتمع الإفتراضي هو الشيء الذي يُمكّن الأشخاص من أن يكون لديهم شعور قوي بالإنتماء إليه، ولا عندما يمتلك جميعنا نفس اللهجة ونبرة الصوت. في رأيي، الشعور بالانتماء والشعور بالذات في العمل أمر بالغ الأهمية للنجاح والقدرة على تحقيق أشياء عظيمة حقًا في مساحة عملنا. فهذا هو شعور المجتمع الحقيقي.
ويمكن أن تأتي ثقافة القيادة من النقاط الرئيسية في رحلة الموظف. ففي محطة الفضاء الدولية نسميها نقاط الإتصال، وهى اللحظات الرئيسية في يوم الموظف التي تُحدث حقًا الفرق بالنسبة لهم ولإنتاجيتهم وكذلك تقوم بتوفير الشعور بالإنتماء والرفاهية. فمجرد تحديد وإدارة هذه اللحظات تخبر الكثير عن ثقافتنا. وبعد كل شيء، إذا قضينا الوقت و أنفقنا المال والموارد على عمل هذه النقاط الرئيسية الإيجابية لخبرات الموظفين ، فإن ذلك سوف يُتيح للأفراد معرفة مدى رؤيتنا لأهمية الفريق وكيف يشعرون حول العمل لدينا.

لقد نشرنا مؤخرًا ورقة بيضاء فارغة عن الصلة المُباشرة بين مشاركة الموظفين وتجارب الخدمة الإيجابية، وفرضية أن الموظفين العاملين بشكل أفضل يقدمون خدمة أفضل – إن ذلك يبدو سهلًا عند كتابته في جملة!


الإحساس بالإنتماء للمُجتمع يُمكن و يتيح مشاركة الموظفين
ويتطلب تنفيذ استراتيجيات إشراك الموظفين، والقوى العاملة التي تشمل الثقافات والصناعات والحدود الإقليمية قيادة قوية وتطورًا قويًا، ولكنها تتطلب أيضًا الشعور بالإنتماء للمجتمع. ويعتبرالشعور بالإنتماء هدف مُشترك، و شيء خاص وذو معنى للفرد، وهو عامل تمكين يسمح لك داخل هذا المجتمع بأن تكون نفسك، وأن يتم الاحتفال بك وأن يتم دعمك، وتمكينك للقيام بعملك بشكل جيد وتحقيق طموحك.
إن الإحساس بالإنتماء للمجتمع في هذه الأوقات العصيبة، أمر بالغ الأهمية، وهذا مقصودنا وهدفنا عن البناء في محطة الفضاء الدولية. وذلك يخلق الأساس للقوى العاملة التي تعمل ويتم تمكينها، ويقوم أيضًا على دعم وإحترام الأفراد، فلا شيء افتراضي هنا. ولكن هى الأسس الصلبة والملموسة التي تقود الأعمال في سعينا لتصبح أكبر منظمة خدمة في العالم.
أنا أتكلم عن أشياء كثيرة في الإستقراء، ولكن المجال الرئيسي للمحادثة هو تذكير الناس على ربط مشاعرهم بعملهم. فعندما أشعر بالترحيب في العمل، أصبح موظفًا أفضل، وعندما أشعر بأنني مقبول من قبل آقراني، وزملاء العمل، والجيران، والزملاء، فسأكون أفضل في جميع الجوانب الخاصة بي.


خلق شعور الإنتماء للمجتمع يبدأ من نفسك
نشجع الجميع على الشعور بالإنتماء للمجتمع الذي نخلقه. إذا كنت تبحث عن نموذج دور إيجابي، أو شخص، أو موقف توقف عن محاولة العثور عليه، فبدلًا من ذلك كن انت ما تبحث عنه، وذلك عندما يبدأ المجتمع في ان يكون متنوع ومثير.
ولقد شهدت المأساة الأخيرة في مانشستر أسوأ الأوقات بالنسبة لجميع المشاركين وأفضل روح مجتمعيه من الأفراد الذين قاموا بمساعدة ودعم بعضهم البعض معنويًا و ماديًا. بدءًا من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع بأكواب من الشاي والماء، وسائقي التاكسي وسيارات الأجرة الذين قاموا بإيصال الأشخاص إلى منازلهم، انتهاءًا بالغرباء الذين قاموا بفتح أوطانهم لإستقبال الأخرين. وقد أظهر هؤلاء الأفراد إحساسًا بروح المجتمع والجماعة، عندما مرت أصعب الأوقات عليهم.
ولقد خصصت مقالي هذا الشهر لهم، لأشكرهم على تلك اللحظات التي ضربوا فيها أروع المثل للسلوك غير الأناني، ولمنحهم لإبنتي دور القدوة، الموجودة في ذلك المُجتمع في الوقت الذي كان من السهل عليهم جدًّا التراجع وعرض المأساة عبر الإنترنت، في القدرة الإفتراضية. إلى الأشخاص الجيدين الذين خرجوا و أظهروا ما يرمز إليه الشعور بالإنتماء. إلى أولئك الأفراد الذين تفوقوا بكثير على أي شيء أخر.