استخدام طريقة ملائمة الشخص والشركة Person-Organization Fit في اختيار الموظفين
عمليتى التوظيف والاختيار
استخدام مفهوم توافق الموظف مع المنظمة فى عملية اختيار المتقدم المناسب

تخيل معى هذا السيناريو، أن يجد موظف ما مهنة تناسب احتياجاته وتحت إشراف مدير لطيف يعطيه أجور تنافسية وامتيازات. قد يبدو لك هذا وكأنه قصة قصيرة سعيدة ، إذا اعتبرنا أن هذا الموظف أيضًا يستمتع بعمله داخل فريق وأنه متحمس لتحقيق الأهداف الصعبة وينتهز الفرص لاتخاذ القرارات المهمة دون الرجوع إلى الإدارة للحصول على الموافقة وكل ماتقوم به منظمته هو تشجيعه على ذلك، ولكن للحظة، تجد أن قصتنا القصيرة هذه أخذت منعطفًا مظلمًا: فالآن بطل قصتنا غير سعيد وأداءه فقير ويتطلع إلى بيئة عمل جديدة.
فى حين أنه قد يبدو هذا المثال وهمى لا يمث الواقع بصلة، ولكنه أٌقرب إلى الواقع أكثر مما تظن.عندما لا يتماشى الموظفون مع نفس القيم التى تتبعها المنظمة، تكون النتائج سلبية. وعلى النقيض، يمكن أن يؤدى التوافق الجيد بين قيم الموظف وقيم المنظمة إلى نتائج إيجابية مثل مستويات عالية من الالتزام التنظيمى.

ماهو مفهوم توافق الشخص والمنظمة
يرجع مفهوم التوافق بين الموظف والمنظمة إلى سنوات عديدة، ويُعرف بشكل عام على أنه التوافق بين الموظيفين ومنظماتهم. ويمكن أن ينشأ التوافق من طرف واحد يمد الطرف الآخر و من قيم مماثلة من خلال الطرفين أو كليهما. وقد وجد الباحثون علاقات ذات مغزى مع توافق المنظمة والموظف كمؤشر لسلوكيات العمل والأداء الوظيفى و عملية دوران الموظفين(استبدال موظف بموظف آخر جديد).


ما أهمية مفهوم التوافق بين المنظمة والموظف
وتستند الفكرة العامة وراء أهمية التوافق بين المنظمة والموظف إلى نظرية الاحتكاك-الاختيار- الجذب ( أن الأفراد تنجذب إلى العمل فى المنظمة التى لديها الموظفون المتماثلون فى الشخصية والقيم والاهتمامات والسلوكيات الآخرى).ووفقًا للنظرية، ينجذب الأفراد إلى المنظمات ذات القيم المماثلة و إلى المنظمات التى تميل لتعيين الأفراد خلال عمليه الاختيار.و أخيرًا، تصبح هذه النظرية مهمة حيث يرى الموظف مباشرة مدى توافقه مع المنظمة مما يتاح له الاختيار إما الاستمرار فى العمل أو المغادرة.


مالمتوقع من توافق المنظمة مع الموظف؟
كما ذكر سابقًا، لقد نتج عن نظام توافق المنظمة مع الموظف علاقات مع ثلاث نتائج هامة للغاية:
سلوكيات العمل
عملية الدوران
أداء وظيفى

فى حين أن كل من النتائج الثلاث المذكورة أعلاه ترتبط بتوافق المنظمة مع الموظف، لكن تختلف هذه العلاقات من حيث
الأهمية : ويتم سرد العلاقات الأقوى أولًا:


سلوكيات العمل- إن الرابط بين سلوكيات العمل ومفهوم توافق المنظمة مع الموظف هو الرابط الأقوى والأكثر قوة: فكلما كان الفرد أكثر تناسبًا مع المنظمة، كلما كان من المُرجح أن يُظهر مستوى أعلى من الرضا الوظيفى والالتزام.
عملية الدوران- بالنظر إلى ارتفاع تكلفة هذه العملية، ولكنها مهمة جدًا للخط الإنتاجى. ويبدو من الواضح أن الأفراد لا يميلون للعمل بالشركات التى لا تتماشى بشكل جيد مع قيمهم الشخصية وغالبًا مايدفعهم ذلك إلى ترك العمل.
الأداء الوظيفى - عندما لا يشعر الأفراد بأنهم يتناسبون بشكل جيد مع المنظمة، فإنه غالبًا مايكون هناك آثار سلبية على الجهود المبذول فى العمل ويؤدى ذلك إلى تدنى مستويات الأداء الوظيفى. وقد وجد الباحثون أن كل من أداء المهام (أداء المهام المتطلبة للوظيفة) والأداء السياقى(الأداء على المهام الغير متطلبة من قبل الوظيفة مثل سلوكيات المواطنة التنظيمية).


النتائج المترتبة على الممارسة
بما أن هناك علاقة بين مفهوم توافق المنظمة مع الموظف وبين نتايج العمل الهامة ، يصبح السؤال حول، كيف يمكن أن تستفيد المنظمات من هذه المعرفة؟

ولسوء الحظ، لا يمكن أن يُدرس مفهوم توافق المنظمة مع الموظف. حيث القيم والاهتماتات الخاصة بكل موظف ينضم لمنظمة ما طويلة الأمد ومن المرجح ألا تتغير كثيرًا نتيجة لعملية التوظيف

والخيار البديل هو البحث عن الموظفين الذين يتناسبون مع المنظمة. وحظى هذا الخيار على شعبية كبيرة فى السنوات القليلة الماضية ومن المرجح أن يبقى كذلك.
ولجلب الأفراد الملائمون لمنظمتك، ستحتاج لاستخدام مفهوم التوافق بين المنظمة والموظف أو إجراء مقابلة شخصية أو أى شكل من أدوات الاختيار. لدى العديد من الشركات الاستشارية إمكانية المساعدة فى هذا النوع من الاختيار.
وبالعودة إلى مثالنا السابق، لنفترض أن المنمة التى نتصورها فى خيالنا نفذت أداة فحض للمساعدة فى اختيار الأشخاص المناسبين للمنظمة. ونتيجة لذلك، قامت المنظمة بتعيين موظفًا مختلفًا، موظف يفضل العمل بشكل فردى ويعمل على تحقيق أهداف أقل ويرجع للإدارة لإتخاذ القرارات المهمة. هل يتناسب هذا الموظف مع المنظمة بشكل جيد للغاية وسيظل يعمل هناك لفترة طويلة، هل من الممكن أن يظل سعيدًا أكثر من أى وقتى أمضاه فى منظمات آخرى؟