فوائد الإلتزام التنظيمي

عندما أذكر الإلتزام التنظيمي للقادة عادة ما تكون هذه هى المرة الأولى التي يسمعون عنها. فأوضح لهم بأنها وسيلة فعَّالة لمساعدة منظمتهم على النمو و الإزدهار. و هذا يخدم مصالحهم و إهتمامتهم. ففي الأساس هى المدى الذي يُحدده العامل و هو مشترك و مُرتبط بمنظمته. و المستوى الذي يجعلهم لا يرغبون في ترك العمل هو إلتزامهم الوظيفي. و ذلك هو الشيء المهم الذي لا بد أن تعرفه عن القوة العاملة الخاصة بك. و تركز معظم المُنظمات على توجه و سلوك الموظفين تجاه بعضهم البعض، أو تجاه عملهم. و لكنهم لا يركزون على مشاعر الموظفين تجاه منظمتهم. و من الضروري أن تعرف أن الإلتزام التنظيمي و الرضا الوظيفي مُستقلان عن بعضهم البعض. و من الأرجح أن كل شخص لديه الوظيفة التي يُحبها و لكنه لايحب الشركة التي يعمل لديها أو العكس.
و هُناك أبعاد مُختلفة للإلتزام التنظيمي، لأنها ليست مسألة (نعم & لا) و لكنها أكثر من مُجرد الولاء و الإنحياز. فلقد وجد العلماء ثلاثة أشكال من الإلتزام في المُنظمة: الإستمرارية (ما يحتاج العامل إليه)، المعيارية ( شعور الموظف بالإلتزام) ، الوجدانية. فالوجدانية أو العاطفة هي ما تريده القوة العاملة الخاصة بك. و يُعتبر الإلتزام الوجداني هو شدة طموح الشخص للعمل من أجل مُنظمة لأنهم يعتبرونها إيجابيه و يتفقون مع مهمتها و أهدافها. و هذا النوع من العاملين المُلتزمين يؤيدون بنشاط ما تقوم به الشركة و يواصلون العمل لديها لأنهم يريدون ذلك. و يقوم الموظفين الملتزمين وجدانيًا بتوفير أموال المُنظمة و يعملون على خلق ثقافات إيجابية من خلال دعم رؤية الشركة.
و بعض الأسباب المؤكدة عن لماذا يجب على الشركة ان تسعى لتعيين الموظفين الذين لديه إلتزام وجداني هي 1) إنهم يساهمون بشكل كبير في الأداء التنظيمي الناجح (و تظهر البحوث أن الربح، و الحصة السوقية، و نمو و زيادة المبيعات و ما إلى غير ذلك كلها مُرتبطة بالإلتزام التنظيمي.) 2) من غير المُرجح أن يقوموا بالإنسحاب و ترك المُنظمة (إنهم لا يظهرون العزم فقط، و لكنهم يكونوا أكثر إستعدادًا في العمل لإنجاز هذه المُهمة.) 3) إنهم على إستعداد لتقديم التضحيات من أجل المُنظمة (هذا أمر عظيم! فالموظفين المُلتزمين بشكل فعَّال هم أكثر عُرضة لقبول تخفيض الرواتب و الأجور أثناء المواقف الصعبة لكي يروا المُنظمة تحقق النجاح.) و أنا أعلم أن الإلتزام التنظيمي ليس بالكلمة الطنانة و المتداولة في الوقت الحاضر و لكنني أعتقد أنه ينبغي أن تكون كذلك.
كيف يُمكن للتفكير الإستشاري المُستقبلي المُساعدة:
يعتبر هذا هو الوقت المثالي للتركيز على الإلتزام التنظيمي، لأنه عندما يكون الإقتصاد ضعيف و فقير، و الوظائف قليلة و هناك تباعد بينها فإن العُمال عُرضة لأن يكونوا أكثر إلتزامًا بالمُنظمة لأنهم يريدون أن يزدهروا. و يُمكنني تعزيز الإلتزام التنظيمي من خلال القيام بأشياء مُحددة داخل مؤسستك. أولًا، سوف أقوم بإثراء الوظائف من خلال مُراقبة العُمال و إجراء تحقيقات نوعية للمُساعدة في خلق فرص جديدة و بالإضافة إلى ذلك سوف اخلق المزيد من المهام المحفزة. و من خلال إثراء الوظائف، سيتحفز الموظفين. بعد ذلك، سوف أقوم بمُحاذاة مصالح المنظمة مع القوى العاملة. فالأمر بسيط، سأقوم بتقديم الشيء الجيد و المُفيد للشركة و الذي يعود بالنفع و الفائدة على المُوظفين أيضًا. خطة الحوافز، مثل خطط تقاسم الأرباح، حيث يجني العمال ما يزرعونه. و في الأساس ، فإن المُنظمة تنمو ثم ينمو أفراد العُمال بطريقة ما. فعندما يساهم الموظفون بطريقة ما في زيادة قيمة المنظمة، سيكافأون. و يُمكن أن تكون هذه الحوافز صغيرة أو كبيرة تبعًا للمُساهمة. و أخيرًا، سوف أنظر في كيفية توظيف و تعيين المُنظمة لمُوظفيها. و من الضروري توظيف و اختيار شاغلي الوظائف الذين يقدرون نفس الأشياء التي تقدمها الشركة. و يجب أن تدمج مهمة المنظمة في عملية التوظيف. و كلما كانت الشركة تعمل بجد لجذب الشخص المُناسب إلى الوظيفة، كلما كانوا أكثر عرضة لرد هذا المعروف من خلال العمل بجد لصالح هذا العمل التُجاري.