في الحياة اليومية نتعرض لكثير من المواقف التي تثير لدينا مشاعر قبول أو رفض حب او كره او لنقل افتراضات مسبقة في تقييم المواقف والاشخاص والاحداث دون وجود أدلة تعزز هذا التقييم
فالافتراضات المسبقة هي مجرد تصورات تخلو من دليل على صدقها وتكمن خطورتها في أنها قادرة على تغيير رؤيتنا تماما فنرى الجميل قبيحاً ونري الفرصة على أنها تهديد او خطر محدق يجب الابتعاد عنه
وغالباً ما نعتقد بصدق هذه الافتراضات ونجد في انفسنا ما يخبرنا أن هذه الافتراضات المسبقة انما نتاج خبرة بالحياة وذكاء وفطنة.
الا أننا وبعد ان نختبر المواقف ونتعامل مع الاشخاص يتبين لنا أن هذه الافتراضات لم تكن صحيحة وربما دفعتنا الى ان نسيء التعامل مع اشخاص رائعين او نفقد فرصة عمل متميزة او ربما جعلتنا نتوقف عن اتمام مشروع ناجح
وتكمن اهمية الافتراضات المسبقة في كونها اشبه بنافذة نطل منها على العالم المحيط فإذا كانت هذه النافذة متسخة ومليئة بالاتربة فسنرى العالم في اسوء صورة ممكنة واذا كانت هذه النافذة شفافة ونظيفة فإننا سنرى العالم على صورته الحقيقة دون تشويه

كيف نتفهم هذه الافتراضات المسبقة ؟
الامر يحتاج منا الى امعان النظر ويحتاج كذلك الى رغبة صادقة في فهم أنفسنا وقدرة على تغيير طرق التفكير التي تعودنا عليها في تقييم المواقف والاشخاص
يضع ستيف مارابولي خطة بسيطة وسهلة للتعامل مع الافتراضات المسبقة فيقول "كيف ستكون حياتك مختلفة إذا ... توقفت عن وضع افتراضات سلبية بشأن الأشخاص الذين تقابلهم؟ فليكن اليوم هو اليوم ... أنت تبحث عن الخير في كل شخص تقابله وتحترم رحلتك."
كيف تدمر الافتراضات المسبقة العلاقات في الحياة والعمل ؟
يقول هنرى وينكر "الافتراضات هي النمل الأبيض للعلاقات." وهو توصيف صادق تماماً اذ ان علاقاتنا تتأثر كثيرا بالافتراضات المسبقة التي تثور في انفسها تجاه الاشخاص
تذكر كم مرة تجنبت التعامل مع شخص ما لأنك افترضت انه شخص سيء لكن بعد وقت تبين لك أنه شخص رائع
تذكر كم مرة رأيت أن مديرك في العمل شخص أناني يعمل لنفسه فقط ثم بعد فترة تبين لك ان هذا التقييم لم يكن صادقاً
كيف نتجنب الوقوع في التقييم المسبق : هذه هي الخطة ببساطة
أولاً : الامر سهل جدا ويمكنك تنفيذه ببساطة كن شجاعاً واطرح المزيد من الاسئلة لفهم الاشخاص وكن على قدر كبير من الوضوح والتفاهم كلما سألت وفكرت كلما تمكنت من رسم صورة واقعية للاشخاص ولا تقييم الناس بناء على تصور شخصي
ثانياً : لا تأخذ الأمور على محمل شخصي
فالناس يتصرفون وفقاً لطبيعتهم وأحلامهم وخبراتهم وتجاربهم وثقافتهم وهذه التصرفات وان لم تعجبك فهي ليست موجهة لك بشكل شخصي.