أهمية الذكاء العاطفى فى مجال الموارد البشرية
ماهو الذكاء العاطفى؟
يشير الذكاء العاطفى إلى امتلاك القدرة على إدراك وفهم المشاعر وتآثيرها على السلوكيات والتصرفات. حيث لدى الأفراد الذين على مستوى عالِ من الذكاء العاطفى فهم تام لمشاعرهم الخاصة ومشاعر الآخرين الذين يتواصلون معهم.

ماالدورالذى يمكن أن يؤديه الذكاء العاطفى بمجال الأعمال؟ يشمل الذكاء العاطفى أن تكون حساسًا وتدرك مشاعر الآخرين والقدرة على تسهيل تطوير الأداء المبنى على هذه المعرفة. وتتميز بيئة العمل الحديثة بالتواصل المفتوح والعمل الجماعى والاحترام المتبادل بين الموظفين والمشرفين عليهم. تتيح سمة الذكاء العاطفى للمديرين فهم أفضل وتحفيز الأفراد الذين يشرفون عليهم.
وينتج عن الذكاء العاطفى تآثيرًا هامًا على التنمية الذاتية للمدير و سماته القيادية.حيث أن ممارسة الأنشطة التى تدعم سلوكيات الذكاء العااطفى تشير إلى الآثار الإيجابية التى يمكن ملاحظتها وقياسها من خلال إنتاجية أعلى. ويكون تآثيرها مرئى فى بناء علاقات إيجابية واكتساب التزام عاطفى من جانب الموظفين. ويقوم بتعزيز الثقافة التنظيمية ويزيد من القدرة على الصمود والمرونة، ويؤدى على المدى الطويل إلى سمة تنافسية أكبر فى سوق العمل. حيث يؤدى التواصل القائم على العاطفة بين المديرين التنفيذين والموظفين على تعزيز الثقة التى تزيد بين أعضاء فريق العمل. حيث يحفز التعاون على الإبداع والأبتكار من قبل الموظفين ، وهو أمر ضرورى لإبتكار حلول جديدة وصياغة استجابات مبتكرة للاحتياجات المعقدة المتزايدة لمجتمع التعلم.
فغالبًا مايجد الأفراد القادمين من أسلوب إدارة قديمة قائمة على "التخويف \التهديد" صعوبة فى تحقيق التكيف بين مطالب العمال اليوم وأسلوب الإدارة. وفى بيئة العمل الحديثة، يكون من المحتمل ألاينجحح المدير الاستبدادى على المدى الطويل ، على عكس أولئك المديرون الذين يستخدمون أسلوبًا ديمقراطيًا للإدارة. فإذا أردت النجاح فى عالم الأعمال الآن وفى المستقبل، فمن المهم أن نفهم أهمية دور الذكاء العاطفى فى الأعمال اليوم.


الإدارة والذكاء العاطفى
فهناك اختلاف بين المديرين ذوى الذكاء العاطفى والنهج والمسئوليات الإشرافية وبين المديرين المستبدين. فهم يدركون أهمية التواصل الفعال مع الموظفين ومعاملة كل موظف باحترام. فيجب على أولئك الذين يرغبون بأن يكونوا مديرين فعالين بالقرن الحادى والعشرين استخدام الذكاء العاطفى بشكل جيد من خلال فهم أعمق لمفهوم الذكاء العاطفى وتطبيقه على استراتيجيات الأداء.

القيادة والذكاء العاطفى
يميل المدير الذى لديه صفات قيادية متميزة إلى امتلاك ذكاء عاطفى. من المهم أن ندرك أن القيادة ليست جزءًا متأصلًا لكونك فى منصب قيادى أو ذو سلطة. فالقيادة هى الشىء الذى يمنحه الموظفين للمدير الأكثر فعالية وللأفراد ذوى المستويات العالية من النزاهة ومهارات التواصل المتميز.
فمن المحتمل أن يكون الشخص الذى يشعر بالتناغم مع مشاعره الخاصة أن يكون قدرًا على الفهم والتعاطف مع العواطف التى تؤثر على تصرفات وسلوكيات الآخرين. وهذا هو السبب الذى يجعل من العاطفة شيئًا قيمًا للمديرين. فمن الضرورى للمدير الذي يرغب فى منصب قيادى أن يتذكر دائمًا "أنه بالأفعال وليس الكلمات". ويفهم هذا الشىء الأفراد الذين لديهم قدر عالِ من الذكاء العاطفى.
ونجد أن المشرفون الذين يستمعون جيدًا لما يقوله الموظفين ، يستخدمون الذكاء العاطفى كأستراتيجية للإدارة ،سواء ما كانوا يدركون أنهم يفعلوا ذلك أم لا. حيث يستجيب الموظفون بشكل أفضل للمديرين الذين يعاملونهم كأفراد تستحق الاحترام. ويحدذ ذلك من خلال التركيز على احتياجات الموظفين والاستماع إليهم.

ما دور الذكاء العاطفى فى الأعمال اليومية والمستقل؟
من المرجح أن يصبح الذكاء العاطفى أكثر أهمية فى عالم الأعمال فى المستقبل أكثر مما عليه اليوم. فمع اقتراب سن التقاعد، ستجد الشركات نفسها فى مأزق نقص القوى العاملة والتى لم تشاهدها من قبل.

ففى اقتصاد يتميز بنقص اليد العاملة، سيصبح من المهم بشكل متزايد التمسك بالموظفين الجيدين. وفى الوقت نفسه، ستكون هناك منافسة أكثر شراسةً بشأن الحصول على أفضل الموظفين، وسيجد العمال الذين يشعرون بعدم الإنصاف سهولة فى العثور على بيئة عمل آخرى تلبى احتياجاتهم.

وتعبر أفضل طريقة للتمسك بالموظفين الذين ترغب فى الاحتفاظ بهم هى دمج الذكاء العاطفى فى فلسفة الإدارة التنظيمية والشخصية. فلا يمكن أن يغفل المديرون عن حقيقة أن موظفيهم أفراد ذوى حياة و عواطف حقيقة تؤثر على كيفية شعورهم وتفكيرهم وعملهم. حيث يدرك المدير ذو الذكاء العاطفى أن موظفيهم هم أفراد ذى عواطف أولًا قبل أن يكونوا عمالًا.