الموضوع: العقل ورأس المال الفكري ( البشري) المستثمر (نظرة تاريخيه )

إن ألمصدر ألأساسي لرأس ألمال ألفكري ومنه ألبشري هو ألعقل ونتاجه ألعقليه ألتي ميز الله بها ألإنسان عن سائر المخلوقات كافة فأنعام ألحق تبارك وتعالى على ألإنسان بهذه ألخاصية ألا وهي ألعقل, ومنه ألعقليه وقد حبا الله تعالى ألإنسان وشرفه وسيده في ألأرض وفق هذه ألعناية ولقد مر ألفكر ألبشري بمراحل عديدة لمعرفة كنه ألعقل وتعريفه بدأ من فلاسفة أليونان ثم لمرحلة ألسفسطائيين ( ألجدليين )*(1) وتعديهم لها ليتبلور ألفكر الإنساني عبر أرسطو وأفلاطون وسقراط ثم تبدأ مرحلة أخرى في ألمجتمع ألأسلآمي بدءا من ألقرن ألثاني ألهجري عصر ألترجمة لدار ألحكمة في خلافة ألمأمون لتدخل إشكاليات ألفكر أليوناني محدثة جدلا في ألمجتمع ألأسلآمي في قضايا كثيرة من بينها مشكلة’ ألحرية وألارادة , ومنها مشكلة تحديد مفهوم ألعقل ليشهد مشهد بتعريفات منها ( أدراك ألغيبيات بالوسائط وألمحسوسات ) وفي هذا ألتعريف وغيره ويكاد يكون هذا ألتعريف ملغزا ضمن ألتعريف ألعملي ألميسر لمفهوم ألعقل الآ أن جاء بتعريف شامل وواضح للعقل ألمفكر ألأسلآمي ألمعاصر ألشيخ تقي ألدين ألنبهاني ألمتوفى سنة’ 1978 م ,وقد تناول هذه ألمسألة في واحد من كتبه ألكثيرة وهو ( نقل ألواقع ألمادي بواسطة ألحس إلى ألدماغ وتفسيره بمعلومات سابقه )*(2) أي أن ألعقل لآبد له من أربع مقومات وأي خلل في واحدة منها لآتتم ألعمليه ألعقليه على وجهها ألصحيح وهي واقع مادي مشخص وحواس سليمة ودماغ صالح ومعلومات لآبد منها لتفسير هذا ألواقع ألمادي ولكي نضرب مثلا عمليا على ذلك نقول هذه ألأهرامات في مصر من يشاهدها للوهلة ألأولى يرى بنيانا شاهقا ضخما يشده ويأسره منظرها , هذا ألانطباع للوهلة ألأولى ولكن ألذي قراء وبحث في تأريخ ألفراعنة وبناءهم للأهرامات سوف يسترجع مالديه من خزين فكري من ألذاكره ] ألمعلومات ألسابقه [ ويربط ربطا تاما بين هذا ألبناء وبين حضارتهم وما انبثق عنها من مدنيه وما ذهب من جرائها من ضحايا من ألعبيد الذين أستخدمهم ألفراعنة مع استخدام للآلات لدفع تلك ألكتل ألضخمة من ألأحجار لبناء ذلك ألهيكل ألضخم للأهرامات, هذا ألتداعي للمعاني من خزين ألذاكره ألذي أوعز للدماغ بألأحتياج أليه حال ألنظره ألأولى للحواس (حاسة ألبصر ) إن كل هذا ألتداعي للمعاني ألفكرية هي نتاج ألعقل ألبشري ألذي منحه الله لنا وحبانا به دون سائر ألمخلوقات وهو ألذي شرف الله آدم عليه ألسلام على أساسه وأوكل أليه حمل تشريعه ليستخلفه في ألأرض وفق هذا ألتوكيل .
بهذه ألخاصية ميز الله ألإنسان وسخر له مافي ألأرض جميعا وهيئ له كل مستلزمات ألحياة ألكاملة بهذا وصف ألرسول صلى الله عليه وسلم للإنسان بقوله ] ألإنسان بناء الله في ألأرض [ فهو بناء متكامل أنزله على ألأرض ليعمرها بما وهبه من ألعقل والشريعة ألتي تنيران ألطريق إلى ألسعادة في رضوان الله وخدمة ألإنسان لنفسه ولمجتمعه وبهذا ألتكريم جعله الله سيدا على ألأرض وفق ألعقل والهدى فإذا كان بهدي الله فهو للخيرواذا كان بخلافه فهو في معصية الله. لقد أعطي ألإنسان خزين هائل من ألمعلومات وتوظيف هذه ألمعلومات هو لخدمته ورفاهيته بيد أننا نرى أن هذه ألمعلومات لم تمنح حتى للملائكة رغم قربهم من الله تعالى وهذا متأتي من أنهم ليسو بحاجة لتلك المعلومات قال تعالى ] وعلم آدم ألأسماء كلها [ سورة ألبقره ( 31 ) .
وماحدث في غزوة بدر ألكبرى من أن الله تعالى أمر ألملائكة أن تنزل إلى ألأرض وتقاتل مع صفوف ألمسلمين لكنهم وقفوا أمام مسألة كبرى بسؤالهم لله فقالوا يارب من أين يقتل ألإنسان؟ وسؤالهم هذا استفهامي فأجابهم رب ألعزة وفق سؤالهم بقوله ] فأضربوا فوق ألأعناق وأضربوا منهم كل بنان [ سورة ألأنفال ( 12 ) حينها علم ألملائكة نقطة ضعف ألإنسان فبدأو يضربون فوق ألعناق والأيادي فألرأس هو نقطة إدارة ألتفكير والأيدي هي ألتي تحمل ألسلاح ولما انتهت ألمعركة أشار ألرسول صلى الله عليه وسلم بقوله للصحابة عليهم ألرضوان بقوله ( أنظروا قتلى ألملآئكه ) وكانوا مقطعي ألأبنان وألأعناق وكانت ألعلامة ألدالة أيضا كأن ألجزء ألمقطوع قد كوي بنار بعد قطعه وهذه بصمة ألملآئكة لقتلآهم , فهذه ألمعلومات كانت محجوبه عن ألملآئكه ألذين هم خلق الله المقربين لأنهم لآيحتاجونها وحينما أحتاجوها أعطاهم الله أياها بناءا على مسألتهم بينما ألأنسان قد أمتلكها وعرف أشياء كثيرة لآتملكها ألكائنات ألأخرى بما فيهم ألملآئكة,هذا ما حبانا الله به وشرفنا به ألا وهو ألعقل ألذي نستدل به على وجود ألملآئكة وألجن وألمغيبات ألأخرى من خلال ألدليل ألنقلي ( ألسمعي ) ألقرآن وألحديث وهي علم ألوحي وألدليل ألنقلي كان ألأساس لآثباته عقليا ,الله ,رساله,الرسول ,القرآن ألكريم. وما جاء بهما ألقرآن وألسنة نأخذهما على ألتسليم كون أثباتهم اساسه بألدليل ألعقلي .
إن رأس ألمال ألبشري ألذي هو جزء من رأس ألمال ألفكري هو ليس وليد أليوم أو ألامس ألقريب ولو تعمقنا في ألتاريخ سنجد أنه بدء مع احتراف ألإنسان وإتقانه للأعمال ألتي يقوم بها فكل من أحترف عملا معينا وأتقنه وأصبح ذا رصيد فكري فهو خزين إستراتيجي لآبد من ألاستفادة منه للحياة أولا وللرقي ثانيا ونظرة إلى رأس ألمال ألفكري ومنه ألبشري ومنه ألاحتراف نرى ألواحد أشتق من ألآخر. أن من يقول أن رأس ألمال ألفكري (ألبشري ) قد بدء في ألتسعينات من ألقرن ألماضي فقد أخطأ بدليل أن ألاحتراف كان كفكره موجودة في ألعصور ألقديمة وإلى ماقبل الميلاد وأما في العصور ألحديثه فنجد أن احتراف كرة ألقدم كان في عام 1876م *(3) وكذلك نصيب ألاحتراف في ألعاب ألسيرك وهكذا بقية ألألعاب ,واليوم نحن في ألألفية ألثالثة’ نرى أن أستثمار رأس ألمال ألبشري هو قائم على قدم وساق فهناك خزين هائل من هذا ألرأسمال وقد بدء تفعيله من خلال ألخصخصة ألملكيه ألفكرية وألعولمه وظهور ألشركات ألعملاقة ألعابرة للقارات وباتت تهدد وتنافس بشكل ملفت للنظر وبشكل خطير وتنافس دول وشركات ومنظمات مثلها , كيف لا ؟ وهي أليوم في أوج استثمارها للأفكار والأبدع ونراها حتى قد ربطت أسماء وألقاب من أستثمرت أفكارهم ومن فّّعلو عمل تلك ألمنظمات حتى على مستوى ألدعايات وألأعلآنات ألتي لها شركات عملاقه بهذا ألمجال هذه وغيرها من ألمجالات ألتي تعد مكسبا حقيقيا للهيئات وألمنظمات ونراهم حقا أنهم أينما وقعوا تراهم نفعوا........

1- السفسطائيين : هم جيل من ألمفكرين قلبوا ألمفاهيم في ألمجتمع أليوناني رأسا على عقب وأضطرب من جرائها ألمجتمع أليوناني الآ أن ظهرت مرحلة الفلاسفة أمثال سقراط وغيره
2- كتاب ألتفكير :تقي ألدين ألنبهاني /1973 /ألقدس ألشريف..
3- تأريخ ألاحتراف : الشبكة العنكبوتية
4- محمود فتحي الراشدي الجامعة الحرة / الموصل ادارة أعمال

أخي الهمام شكرا على المشاركة الجميلة
وفقك الله لكل خير

يعطيك العافية . شكراً جزيلاً