ما هى البطالة الدورية؟
تعريف: البطالة الدورية هي عندما يفقد العمال وظائفهم بسبب الركود في دورة الأعمال. يمكنك معرفة الوقت الذي ينكمش فيه الاقتصاد عن طريق قياس الناتج المحلي الإجمالي. فإذا انكمش الاقتصاد لمدة فصلين أو أكثر، فإنه يكون في حالة ركود.
وعادًة ما تكون البطالة الدورية السبب الرئيسي لارتفاع معدل البطالة. و تعتبر البطالة مرتفعة بنسبة 8 % من القوى العاملة. و هي معروفة باسم "دوري" لأنها مرتبطة بدورة الأعمال.
و عندما يدخل الاقتصاد مرحلة التوسع في دورة الأعمال، سيعاد توظيف العاطلين عن العمل. فالبطالة الدورية مؤقتة. لذلك تعتمد على طول الانكماش. و يستمر الركود النموذجي نحو 18 شهرًا. أمَّا الاكتئاب و الإحباط يمكن أن يستمر 10 سنوات.

الأسباب
و تنتج البطالة الدورية من انخفاض و تراجع كبير في الطلب. و عادًة ما تبدأ بانخفاض الاستهلاك الشخصي. وعندما ينخفض الطلب على السلع و الخدمات، تنخفض إيرادات الأعمال التجارية. و في نهاية المطاف، يتعين على الشركات تسريح العمال للحفاظ على هوامش الربح. ففي كثير من الأحيان لا يوجد ما يكفي من الإنتاج للحفاظ على العمال نشيط و منشغلًا.
فآخر شيء تريده الشركة هو تسريح العمال. إنه لحدث صادم و أليم! و قد تفقد الشركة الموظفين ذوي القيمة التي استثمرت فيهم الكثير. و لهذا السبب عندما تبدأ البطالة الدورية، يكون الاقتصاد عادًة في حالة ركود. و تنتظر الشركات حتى تتيقن من الانكماش الشديد قبل بدء تسريح العمال.
ما الذي يمكن أن يبدأ الانكماش الاقتصادي الذي يؤدي إلى البطالة الدورية؟ في كثير من الأحيان انه انهيار سوق الأسهم. و من الأمثلة على ذلك حادث الإنهيار المفاجئ عام 1929، و إنهيار التكنولوجيا في عام 2000، و الإنهيار المالي في عام 2008. و يمكن أن يؤدي حادث إنهيار سيء إلى حدوث ركود من خلال خلق حالة من الذعر و فقدان الثقة في الاقتصاد. لذا، تعاني الشركات من خسارة قيمتها الصافية مع انخفاض أسعار الأسهم.
حتى قبل أن ينخفض و يتراجع الطلب في الاقتصاد العام، فإنه يمكن أن تفقد قدرتها على زيادة رأس المال للنمو و التوسع.


و مع تبخر ثروة سوق الأسهم، يؤجل المستهلكون عمليات الشراء. انهم ينتظرون لمعرفة ما إذا كانت ستعود الثقة أم لا. وإذا حدث ذلك، يستأنف النمو الاقتصادي ولا تبدأ البطالة الدورية. هذا ما حدث في انهيار سوق الأسهم السوداء يوم الاثنين. فإذا استمرت الثقة في التآكل، وانخفاض الطلب يجبر الشركات على تسريح العمال. إن الانكماش الاقتصادي ليس سوى أحد الأسباب العديدة لمختلف أنواع البطالة التي أثرت على أمريكا على مر السنين .

الأثار
و لسوء الحظ، يمكن أن تصبح البطالة الدورية دوامة تحقق ذاتها. و ذلك لأن العاطلين حديثًا لديهم دخل متاح أقل. و هذا يزيد من الطلب والإيرادات التجارية، مما يؤدي إلى المزيد من تسريح العمال.
و بدون تدخل أو اعتراض، ستستمر هذه الدوامة حتى تنخفض المؤن لتلبية الطلب المنخفض.و لسوء الحظ، قد لا يحدث ذلك حتى تصل البطالة إلى 25 %.، وهذا ما حدث خلال الكساد الكبير الذي دام عقدا من الزمان. و في الواقع ما انهى حقًا الكساد كان الطلب على المعدات العسكرية عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية. وقد أدى هذا الإنفاق الضخم في المالية العامة إلى زيادة في ديون الولايات المتحدة.
و من الأمثلة على البطالة الدورية فقدان وظائف البناء خلال الأزمة المالية لعام 2008. حيث كشفت أزمة السكن عن توقف عمال بناء المنازل عن بناء منازل جديدة. حيث فقد ما يقرب من 2 مليون عامل بناء وظائفهم. و عندما ببدأ بناء المنازل مرة أخرى، فسوف يستطيع عمال البناء العودة إلى العمل (المصدر: "فقد ما يقرب من مليونين وظيفة بناء"، CBS News، يونيو 2011) .
يمكن لشخص ما أن يبدوا عاطلًا عن العمل بشكل دوري ثم ينتهي به المطاف كضحية للبطالة الهيكلية. وخلال فترة الركود، تحول العديد من المصانع إلى معدات حاسوبية متطورة لتشغيل الآلات. العمال الآن بحاجة إلى الحصول على مهارات الكمبيوتر المحدثة حتى يتمكنوا من إدارة الروبوتات التي تدير الآن الآلات التي اعتادوا أن يديروها بأنفسهم. و هناك حاجة أيضًا إلى عدد أقل من العمال. وأولئك الذين لا يعودون يعانون من البطالة الهيكلية. فلم تعد مهاراتهم تتناسب مع احتياجات القوى العاملة.



معدل البطالة الدورية
معدل البطالة الدوري هو الفرق بين معدل البطالة الطبيعية و المعدل الحالي. و يشمل المعدل الطبيعي البطالة الهيكلية و الاحتكاكية و الموسمية و الكلاسيكية. ثم اطرح ذلك من معدل البطالة للحصول على معدل البطالة الدورية.
في الواقع، من الصعب النظر إلى البيانات و تحديد سبب أن كل فرد عاطل عن العمل. لذلك، ابتكر الإقتصاديون طريقتين أخرين لتقدير مقدار البطالة الدورية.
الطريقة الأولى و الأكثر شيوعًا تستخدم دورة الأعمال. اكتشف معدل البطالة خلال مرحلة الذروة من دورة الأعمال. بعد ذلك، اكتشف معدل البطالة خلال مرحلة الهبوط. ثم اطرح الأثنين . و ينبغي أن يكون الفرق أو الناتج هو البطالة الدورية.
الطريقة الثانية هى مقارنة معدل البطالة مع حريخي الجامعات حديثي التخرج مع معدل البطالة بشكل عام. إذا كان معدلها مُشابهًا للمعدل الإجمالي، فإن معظم البطالة في البلد تعتبر بطالة دورية. لماذا؟ خريجي الجامعات حديثي التخرج لديهم مهارات جديدة و قادرة على الإنتقال أينما كان مكان الوظائف. و لديهم فرصة ضئيلة جدًّا للبطالة الهيكلية. و بإستخدام هذه الطريقة، وجد الباحثون أن معظم البطالة في عام 2011 كانت دورية. (المصدر: "البطالة الحالية: دورية أو هيكلية؟" مكتب إحصاءات العمل، 21 مارس 2011.)

الحل
و لأن البطالة الدورية يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة، يجب على الحكومة الاتحادية عادًة أن تتدخل لوقفها. سيبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي في خفض أسعار الفائدة. هذا هو مثل وضع المال في جيوب الأسر و الشركات. مما يجعل القروض و حتى الدفع ببطاقات الائتمان أرخص. و بمجرد معرفة أن مجلس الإحتياطى الإتحادي اتخذ موقفًا فقد تُستعاد الثقة اللازمة لزيادة الطلب.
و إذا لم يكن ذلك كافيًا، فيجب على الحكومة أن تستخدم سياسة مالية توسعية. و يستغرق ذلك وقتًا أطول لأن الرئيس و الكونجرس عادًة يجب أن يصوتا على الإنفاق أكثر مما يرفع عجز الميزانية. كما أنها تعيد إشعال النقاش بين الحزبين حول ما إذا كانت التخفيضات الضريبية أو الإنفاق أكثر فاعلية في خلق الوظائف.
و لكن، اظهرت دراسة يو ماس و أمهرست أن أكثر حلول البطالة فعالية من حيث التكلفة هى الإنفاق. و خاصًة، الإنفاق على مشاريع الأشغال العامة لخلق وظائف البناء. و هذا أمر منطقي لأن هذه الوظائف هي الأكثر تأثرًا بالبطالة الدورية. و الثاني هو توسيع نطاق إعانات البطالة. إن التخفيضات الضريبية، وفقا للبحوث، أقل فعالية في خلق الطلب اللازم لوقف البطالة الدورية.