لماذا يجب أن يتوقف أصحاب العمل عن توظيف أصحاب الشهادات الجامعية للوظائف ذات المهارات المتوسطة.
يرتكبب أصحاب العمل أخطاء عند توظيف " أصحاب الشهادات العُليا" ذوى التعليم الأكاديمى للوظائف التى لا تحتاج إلى هذه المؤهلات. و يقول جوزيف فولر تضر هذه الممارسة بالمنافسة الأمريكية.
فلدى الشركات الأمريكية مشكلة. ففى العقد الماضى، بدأت الشركات الأمريكية تتطالب بأهمية تواجد درجة بكالوريوس فى الموظفين المرشحين للوظائف التى لا تتطلب مؤهل بكالوريوس. والسبب وراء تمسك أصحاب العمل " بالشهادات المعتمدة" هو الاعتقاد بأن هؤلاء الموظفين المتعلمين أكثر ذكاءًا و إنتاجية و ارتباطًا عن العمال الغير حاصلين على شهادات جامعية. و مع ذلك عدد خريجى الجامعات محدود. و لم يحصل سوى ثلث السكان البالغين فى الولايات المتحدة على درجة علمية. والناتج عن ذلك عدم الاتساق بين العرض و الطلب على هذه الأنواع من الوظائف.
و فى الوقت نفسه، شغل خريجى الجامعات مناصب مهارية متوسطة ( التى تتطلب أكثر من شهادة ثانوية و أقل من شهادة جامعية) مثل المشرفين و متخصصى الدعم و الفنيين و مندوبى المبيعات و مُحللى البيانات و مديرى الإنتاج، تكلف هذه الوظائف الشركات الكثير من المال لتوظيفهم و يكونوا أقل ارتباطًا بوظائفهم و لديهم معدل دوران أعلى و الوصول إلى مستويات الإنتاجية التى يصل إليها خريجى المدارس الثانوية.

يعمل هذا المزيج على قلة الإنجاز و عدم الاتساق مما يؤثر ذلك سلبيًا على القدرة التنافسية للولايات المتحدة و الطبقة العاملة التى تسعى إلى مسار وظيفى لتحقيق مستوى معيشى مناسب.

لا يلحق " ارتفاع الاعتماد على الشهادات و الدرجات العملية" الضرر بالأفراد فقط بل يضر بالمنافسة الأمريكية"


كيف حدث هذا؟ خلال الركود الكبير فى الفترة 2006 إلى 2008، كان خريجى الجامعات العاطلين عن العمل مستعدون لشغل الوظائف التى كانت تحتاج إلى مؤهلات أقل مما لديهم. و أصبح صانعى القهوة أصحاب الدرجات العملية من الوظائف الشائعة مما أدى إلى انطباعًا بأن ارتقاع الاعتماد على الردجات العلمية كان نتيجة للإمدادات الزائدة و ضعف سوق العمل و إدارات الموارد البشرية الانتهازية. فمن أجل رفع مستوى جودة القوى العاملة، لماذا لا يحصل أصحاب الشهادات على وظيفة مهارية متوسطة؟


بعد دراسة فحص أكثر من 26 مليون وظيفة شاغرة و دراسة مسح 600 شركة و مديرين موارد بشرية تنفيذيين، كجزء من مشروع بحثى بين Accenture, Grads of Life, and Harvard Business School ، توصلنا إلى أن هذا التفسير غير صحيح. و بدلًا من ذلك، وجدنا أصحاب العمل يعتمدون بشدة على متطلبات تعلمية عُليا للوظائف التى غالبًا ما تحتاج إلى خريجى مدارس ثانوية. و وجدنا أن أدوات التوظيف الآلى قامت باستبعاد المرشحين ذوى الخبرة ذات الصلة لأنهم يفتقرون إلى شهادات جامعية. و كثير من الحالات، لم يحصل المرشحون المؤهلون عللى فرصة للتقدم على الوظيفة.
ففى الوظائف ذات المهارات المتوسطة مثل المشرف على إنتاج العمال، وجدنا أن 67% من الإعلانات الوظيفية تتطلب درجة بكالوريس أو أعلى، إلا أن 16% فقط من العمال العاملين فى هذه الوظيفة لديهم درجة علمية. و يؤدى هذا النوع من المتطلبات إلأى عدم شغل الوظائف الشاغرة، على الرغم من وجود عمال صالحين ذوى خبرة ذات صلة بالوظائف و لكن ينقصهم الدرجة العلمية. و من الممكن أن يتآثر ما يصل إلى 6.2 مليون عامل بسبب سياسة " الاعتماد على الدرجة العلمية".
لقد حان الوقت لأصحاب العمل للنظر فى البدائل. فإذا كانوا يعتقدون أن المتقدمون على الوظائف دون درجة جامعية غير كفء، فينبغى على أصحاب العمل الاستثمار فى المواهب و تطويرها من خلال فرص التعلم و البرامج التعاونية والتدريب المهنى المدفوع. و تحتاج الشركات والمعلمين وصانعى السياسات العمل معًا من أجل إحداث تحول منهجى فى طريقة إعداد العمال ذوى المهارات المتوسطة للدخول إلى القوى العاملو و تشجيع الاعتماد على هذا النهج.



بدأت شركة.و Lifepoint Health هى شركة تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار مع 72 مستشفى فى 22 ولاية و 46000 موظف فى عرض ممارسات التوظيف من خلال نظرة جديدة. نمت الشركة بشكل ملحوظ من خلال الإعتماد على أنظمة المستشفيات فى جميع أنحاء البلاد و وجدت تباين كبير فى الوصف الوظيفى لمختلف الأعمال. حيث تتطلب أحد المستشفيات شهادة جامعية، وتتطلب المستشفيات الآخرى موظفين لنفس الوظيفة دون درجة جامعية. و بما أن هناك إعاقة فى التوظيف بسبب متطلبات الحصول على درجة علمية حتى فى المجتمعات الريفية أيضًا، أطلقت شركة Lifepoint Health جهدًا على نطاق المنظمة لمعالجة المشكلة عن طريق مراجعة جميع الإعلانات الوظيفية بصورة منهجية لتحديد المهارات المحددة ذات صلة بكل وظيفة.


سأل أحد فريق قسم الموارد البشرية، هل الوظيفة تتطلب حقًا شهادة جامعية، أو بإمكاننا أن نقدم لهم التدريب لتطوير المهارات اللازمة؟ إن الهدف من الوصف الوظيفى عكس الاحتياجات و المهارات اللازمة لاجتذاب المرشحين الكفء، بغض النظر عن الحالة التعليمية. و قد اعتمد عدد من المنظمات الآخرى مثل Hasbro, CVS Health, and State Street على الحاجة إلى العودة إلى الأساسيات و الاستثمار فى المواهب.

فى اقتصادنا الحالى، لا يمكننا أن نسمح أن تصبح الدرجة العلمية عائقًا أمام توظيف القوى العاملة. إن الفاءة أكثر أهمية من الشهادات العلمية. حيث أن الاعتماد على الدرجات العلمية لا يضر فقط بالعمال بل بالقدرة التنافسية للشركة. و لا يمكن أن تسمح الشركات الأمريكية بذلك.