كيفية بناء فريق عالي الأداء
هناك أمران مطلوبان لبناء فريق عالي الأداء:
1. الحصول على الأساسيات في المكان المناسب منذ البداية.
2. إمتلاك و استخدام آلية سهلة لمعالجة مدى نجاح الفريق نفسه في كثير من الأحيان، و من ثَّم معالجة أي مجال من مجالات للتحسين.
و من أجل تحقيق هذين الهدفين، يلزم وجود "معيار" للتميز في أداء الفريق. على غرار المعيار لأي مجال أداء آخر، مثل معايير الجودة على خط الإنتاج، أو المعايير المحاسبية في مجال التمويل، و يجب على الفريق تحمل المسئولية لأداء لهذه المعايير.
هناك سبعة مكونات تشكل هذا المعيار من الأداء لأفضل فريق في العالم:
1. القيادة
يحتاج كل فريق إلى قائد معين يتحمل المسئولية النهائية من أجل ولاية و قيادة الفريق.

2. التركيز بالإجماع على هذف مشترك
إن الهدف الذي يعمل الفريق من أجله يحتاج إلى أن يكون واضحا للغاية، و أن يُكتب بشكل مثالي بطريقة تسمح للجميع أن يعرفوا متى يتحقق النجاح - سيكون بديهيًا. و يجب أن يلتزم كل عضو من أعضاء الفريق بتحقيق ذلك الهدف، و أن يعمل دون جداول أعمال خفية أو أولويات متنافسة.

3. وضع أدوار محددة بوضوح للمجموعات الفرعية
و من أجل الكفاءة، غالبًا ما يقوم أعضاء الفريق بتشكيل فرقًا صغيرة أو مجموعات فرعية تعمل لدعم هدف الفريق الأكبر. و المجالات التي غالبًا ما تشكل مجموعات فرعية هى التمويل، و التسويق، و الإتصالات، و التخطيط. و من المهم اعطاء كل مجموعة فرعية هدفها الواضح، و تأكيد أن إنتاجية الفريق الأكبر هى الأكثر أهمية، و الحرص على عدم السماح لمجموعة فردية و احدة (على سبيل المثال، المالية) أن تصبح الجزء الصغير الذي يسيطر على العملية برمتها.


4. الموارد المشتركة
يجب أن تفوق احتياجات الفريق حاجة أي مجموعة فرعية أو فرد، و بالتالي يجب تخصيص الموارد مع وضع الهدف النهائي في الإعتبار. و هذا يشمل الموارد "الصعبة" مثل المال، و المكان، و المعدات، و الأدوات، و الأفراد. و مع ذلك، فإن تقاسم الموارد يتجاوز ذلك ليشمل الموارد "اللينة" مثل الأفكار، و ردودالفعل، و النهج المبتكرة، و البصيرة. و في كثير من الأحيان، تكون هذه الموارد اللينة إما لا يتم تقديرها بشكل مناسب، و بالتالي لا يتم تقاسمها، أو أنها لا يتم الإعتراف بها على الفور بأنها مفيدة و بالتالي يتم تجاهلها. و كلٍ من هذه الردود تمنع المشاركة في المستقبل، و التي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى فريق ضعيف الأداء ضد إمكاناته.

5. التواصل الفعَّال و المتكرر
إن التواصل داخل الفريق هو شريان الحياة، و يجلب الوضوح و الفهم لكل عضو، تمامًا كما يجلب الدم الأكسجين إلى الدماغ. و سواء أكان الإتصال فعَّال أم لا، و كافِ أم لا فإنه لا يتم الحكم عليه بواسطة المرسل و لكن يقيمه أعضاء الفريق الآخرين، الذين يجب عليهم جميعًا تقديم ردود الفعل عندما يشعرون بأن هذا المعيار لا يتم الوفاء به. و في حالة وجود مشكلة مستمرة في هذا المجال، يجب على قائد الفريق التدخل لحلها.

6. جهد ثابت و موحد و متحمس
انها ليست متعة، و ليس مثمرًا على النحو الأمثل، أن تكون في فريق حيث كل عضو فيه ليس متحدًا و يعمل بحماسه نحو تحقيق الهدف، أو عندما يكون البعض فقط يشارك بشكل متقطع. هذا لا يعني أنه لن تكون هناك خلافات، آراء متضاربة أو وجهات نظر مختلفة؛ ومع ذلك، يجب تقديمها بطريقة تعزز و تقوي الهدف وليست بطريقة تؤدي إلى إضعاف الفريق.

7. القمع الدوري و المؤقت للغرور (الآنا)
الغرور أمر جيد: لأنه يدفعنا لتحقيق التميز و تعزيز الشجاعة. و مع ذلك، ذلك، فإن الغرور المطلق يمكن أن يكون ضار جدَّا لأداء الفريق. و هذا يمكن أن يتجلي في واحدة من الطريقتين. إمَّا أن الفرد يهيمن على المجموعة بشكل غير مناسب (الآنا المفرط)، أو أنه يفشل بإستمرار في جعل وجهة نظره معروفه (الآنا الأقل من اللازم.)

و الهدف من ذلك هو أن يشعر كل عضو مشارك داخل الفريق بقدر أو منزلة مناسبة. وهذا قد يعني مؤقتًا قمع الأنا الخاصة والسماح للآخرين أن يكون لديهم الحق و الفرصة بالتحدث في الإجتماعات الرسمية أو مؤقتا "تمرير الدور" إلى شخص آخر و تشجيعه على الكلام.

أمثلة من الواقع
يسعى مطعم الخدمة السريعة إلى تحسين العمل الجماعي و يوضح ذلك جيدًا. على مستوى المطعم، ركز الفريق بإهتمام على تحسين الأداء مع العديد من الأفراد المعنيين- بدءًا من أخذ الطلب إلى الإعداد و التجهيزإلى مرحلة التسليم، و كلهم بسرعة عالية. و علاوة على ذلك، تتكون تلك الفرق غالبًا من الموظفين الذين قد تكون هذه أول وظيفة لهم أو الذين هم في المراحل الأولى من حياتهم المهنية.
و قد طبقت هذه المنظمة أربعة من المكونات السبعة الأكثر ارتباطًا بعالمها، و بدأت في تقديم ردود فعل لبعضهم البعض على أساس منتظم، بهدف تحسين أداء الفريق. و رأوا النتائج التالية:
· أصبح أعضاء الفريق أكثر مشاركة.
· تحسنت الإتصالات.
· تم تلقي ردود فعل أفضل من الضيوف.
· تولى قادة الفرق مسئولية أكبر عن النتائج.
و من خلال التوقف دوريًا عن السؤال، "كيف نفعل في كل من هذه المجالات السبعة؟" يمكن لأي فريق تشخيص الواقع الحالي، و اتخاذ قرار بشأن مسار العمل للمضي قدمًا، و من هناك، يقوم باتخاذ خطوة أخرى على الطريق ليصبح فريقًا رائعًا.