في عام 2017، اتخذ مجال الموارد البشرية مسارًا عميقا لإيجاد سبل لتعزيز مشاركة الموظفين و تنوعهم و استغلال إمكانياتهم و تطوير بنيتهم. هناك المزيد للموارد البشرية لتُساهم في هذه المبادرات و الاهتمامات و القضايا. و من ثم، سيشهد عام 2018 استمرارا لهذه الجهود. إضافة إلى ذلك، سيكون هناك الكثير من التركيز على التكنولوجيا و كيفي تلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في كل من هذه المجالات.
ففي العقدين الماضيين، كانت التكنولوجيا مُغير اللعبة و مُساعدة. في عام 2018 سوف تستمر في العمل على بناء سُمعتها و تآثيرها و التواصل و الانخراط و استبدل الأفراد أيضًا. و السؤال المطروح اليوم للمنظمات ليس عن كيفية تبني التكنولوجيا (وإلى أي درجة).و لكن ما سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما يحدث بعد أن أثرت التكنولوجيا على استراتيجيات الموارد البشرية لدينا وكيف حسنت من بيئة العمل.

سيكون عام 2018 العام الذى سيقوم مهنيون الموارد البشرية بالتفكير بطريقة أكثير عُمقًا لإعادة تعريف الوظيفة و وضع الاستراتيجيات الثورية. فهى ليست حول جذب و الاحتفاظ و مكافأة موهبتك. ففي السنوات القادمة، سوف تركز طاقتك على كيفية تعزيز أسلوب حياة القوى العاملة الخاصة بك.

إليك خمسة اتجاهات للموارد البشرية أتوقع أن تكون مركز اهتمامتنا.

1-التركيز على صحة الموظفين Focus on Employee Wellness

يعتبر مفهوم التوازن بين العمل و الحياة الشخصية مفهوم أسطورى. من الممكن أن نقول أنه كان مفهومًا مطلوبًا لا يمكن أن يتحقق واقعيا. و بالرغم من ذلك، يعترف المزيد و المزيد من مهنيين الموارد البشرية بأهمية صحة وعافية الموظف وكيف يؤثر ذلك مباشرة على الإنتاجية. و كانت ضغوط العمل هى العامل الأول الذي ساهم في انخفاض الروح المعنوية للكثير من الموظفين. و سوف يشهد عام 2018 نهجا استباقيا لتقييد فحص رسائل البريد الإلكتروني خارج المكتب و الحد من العمل أثناء الإجازات. و سيتم اتخاذ خطوات إضافية لصياغة السياسات و بناء الممارسات التي تشجع الموظفين على تلبية احتياجاتهم الشخصية مع الاستفادة من وقتهم في بيئة العمل. حيث أن الفلسفة الكامنة وراء الامتيازات المعززة و الجذابة التي تقدمها الشركات الآن تجذب المواهب، مما يحد من التوتر و الضغوط.


إعطاء ردود فعل مستمرة و متكررة Continuous and Frequent Feedback


و على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت فعالية مراجعة الأداء متناقضة. يحظى معظم الموظفين المشاركين بتقدير كبير و ردود فعل مستمرة ومتكررة التى يقدرونها و يفضلونها عن المراجعات السنوية أو نصف السنوية. و تكمن المشكلة المتعلقة بالمراجعات الرسمية فى التأخير في ردود الفعل الصحيحة و التقارير التى تحدد الناتج المرغوب و المتوقع. تميل المراجعات أيضا إلى أن تكون طويلة وغالبا ما تكون دنيوية. و في عام 2018، سوف تستمر المراجعات فى تراجع وسيتم تفضيل ردود الفعل. فمواهب اليوم أكثر حرصا بكثير و ذى استجابة سريعة.و لتلبية متطلبات هذه السلالة من المواهب سوف تحتاج إلى تطوير ممارسات الموارد البشرية الخاصة بك لتسهيل احتياجاتهم و التطلعات الوظيفية و مستويات المشاركة.


تمكين من الحوسبة السحابية Empowered by the Cloud

تذكر الأيام عندما كان عليك ببساطة أن تتواجد على شبكة شركتك للوصول إلى المعلومات و البيانات؟ و قد تغير ذلك، و يرجع الفضل إلى الحوسبة السحابية و تكنولوجيا الشبكات الخاصة الإفتراضية. و تسخر المزيد و المزيد من الشركات قوة سحابة وتقنيات الشبكات الإفتراضية لتمكين الموظفين مع القدرة على الوصول إلى المعلومات عن بعد و بشكل فعلي من أي مكان في العالم. و سيشهد عام 2018 كم يوفر اتجاه الموارد البشرية السائد من تقدم للموظفين مع المزيد من المرونة. و الأهم من ذلك، أنه لدى الشركات الآن القدرة على الاستفادة من المواهب العالمية لتكون جزءا من فرقهم. وقد سمح الوصول إلى المواهب العالمية للشركات بالكثير من المرونة و شغل الوظائف الشاغرة.إن وجود قوى عاملة تعمل عن بعد أيضا يؤثر على هيكل المنظمة التقليدي عن طريق دمج المواهب للعمل عن كثب و إزالة الحواجز التى لا داعي لها.


المواهب المستقبلية . The Future’s Talent
عندما تفكر في تدريب، عادة ما يتبادر إلى الذهن هو تعلم اكتساب مهارات جديدة. و في حين أن هذا صحيح إلى حد ما، فإن هناك تغيرا متزايدا في ما يسعى إليه التدريب. فبفضل الآلية و التطوير في الذكاء الاصطناعي، يتم استبدال الكثير من المهام القابلة للتكرار للوظائف. و لكن لا تتعرض الوظائف التى تحتاج إلى مهارة للتهديد فقط. و قد حلت التحليلات التنبؤية، إلى حد كبير، العديد من مستويات الإدارة و صنع القرار كذلك. فما الذى سيحدث فى عام 2018؟ سوف تبدأ الشركات الآن في النظر فى مواردها البشرية لتحديد ما يمكن القيام به من أجل الحصول على قوى عاملة أكثر ملاءمةً في المستقبل. و بنهاية عام 2018 لن تظل مواهبك و مهاراتك ذات صلة ، و بالتالي، سوف تلقى الشركات نظرة ثاقبة على ما يمكن تطويره في المستقبل مع وظائف أكثر صعوبة.

التلعيب . Gamification

و قد اكتسب التلعيب الكثير من التعقب في عالم الشركات في الآونة الأخيرة. باستخدام قدرته لتحويل الترابط\المشاركة إلى شكل لعبة تنافسية و تطبيق التلعيب على نطاق واسع. تستخدمه الشركات اليوم لفحص المرشحين لاختيار المواهب و تسويق منتجاته وخدماته و تعزيز نطاق برامجا التدريبية. و الجزء الأكثر جاذبية فى التلعيب الجذاب هو كيف يحول الاختبارات المملة في كثير من الأحيان إلى مشاركة ممتعة حيث سيتم اختبار القدرات المعرفية و المهارات الحرجة. و بطبيعة الحال، إذا تم اتخاذها كخطوة في عالم تطبيقات الهاتف الذكي عليك أن تكون قادرا على استغلال إمكاناتها بالكامل أكثر من ذلك. ستصبح النتائج مذهلة عندما تنظر في المواهب التى توصلت إليها و المدخرات المالية التي تتمتع بها بفضل التلعيب.


سيكون عام 2018 مليئًا بالوعود المذهلة للمهنيين فى جميع المجالات. و يمكن تلخيص ما يمكن فعله و ما مستواك الحالى و ما الذى تتطلع إليه بالنظر فى اتجاهات الموارد البشرية، فالمستقبل مفتوح على مصرعيها لأولئك أصحاب الشجاعة و الجدية.